رحم الله الشيخ الجليل صلاح المصري ولا غفر للمسيئين!

> نجيب محمد يابلي:

> نشرت الزميلة «26 سبتمبر» في عددها (1386) الصادر في 24 أبريل 2008 موضوعا موسوما بـ(العزاء لآل المصري) للزميل عباس الديلمي في إطار العمود الأسبوعي (حروف تبحث عن نطاق)، وكان محوره الشيخ صلاح المصري، يرحمه الله رحمة الأبرار الأخيار.

حقيقة لقد شدني الموضوع كثيرا، ولاغرابة في ذلك، فالزميل عباس الديلمي صاحب تجربة لايستهان بها في حقلي الصحافة والإبداع، والشخصية التي تناولها زميلنا الديلمي جديرة بالتناول، فالشيخ صلاح المصري غني عن التعريف، فهو الشخصية العامة المخضرمة التي كان يشار إليها بالبنان، وقد حفزني هذا التناول لتوسيع دائرة معلوماتي عن خلفية الرجل، فالتقطت هذه المعلومة التي وردت في المجلد الأول من (مجموعة بلدان اليمن وقبائلها) للعلامة المؤرخ القاضي محمد بن أحمد الحجري اليماني (ص 348) هذا نصها: «ومن قرى عنس السلامة (خربة أفيق) وفيها قبر الإمام أبي الفتح الديلمي المتوفى سنة 440هـ ، وسنبان، وخُبج، وجبار، وإليها ينسب بنو جباري ومشايخ عنس السلامة بنو المصري».

لا يخفى على أي متابع أو مهتم بالشأن السياسي المحلي أن المغفور له بإذن الله الشيخ صلاح المصري دخل دائرة الضوء في أعلى مراتب الوظيفة العامة في ظل النظامين الملكي والجمهوري، حيث احتل كرسي الوزارة في ظل المملكة المتوكلية اليمنية، والجمهورية العربية اليمنية، فهذا هو مركز الرجل يرحمه الله، فما هو معدنه؟

كتب الزميل الديلمي: «وفقدنا قيلا من أقيال اليمن الذين حافظوا على ما توارثته القبيلة من قيم وأخلاقيات وأعراف نبيلة، وجعلوا منها أخلاقا تمنع الغدر والخيانة....». ويمضي الديلمي في توصيف الرجل بأنه حرص من خلال موقعه السياسي والاجتماعي على حرمة الأمن وهيبة الدولة، والجمع بين مراعاة الأعراف القبلية وأحكام الشريعة الإسلامية.

أحدثت قراءتي لموضوع الزميل الديلمي إسقاطا منطقيا، فأنا ابن مدينة نشأت كما نشأ أبو وجدي على احترام النظام والقانون، ولم يسبق لي أن تعاملت بالأعراف القبلية، إلا أن وقار المشهد عاد بي إلى أسابيع خلت حين التقيت شيخين قبليين، أحدهما من العوالق والآخر من المراقشة، كل على حدة.

قال الشيخ العولقي: «إن مشايخ القبائل في عموم الوطن تشربوا بأعراف قائمة على قيم وأخلاقيات وأعراف نبيلة، شأنه في ذلك شأن القبائل اليمنية المتمسكة بتلك الأخلاقيات والأعراف التي ترعى حرمة المسكن وحرمة المال وحرمة العرض، وهي في ذلك لاتختلف عن تعاليم ديننا الحنيف، لذلك فإن مشايخ القبائل ووفق هذه الأعراف والأخلاقيات، لا ينطلقون أبدا من منطلقات مناطقية وإنما من منطلقات الدفاع عن القيم القبلية، وفوق هذا وذاك نحن نتمسك بالنظام والقانون الذي يطبق تطبيقا أمينا ولايكيل بمكيالين».

أما بالنسبة للشيخ المرقشي فقد أوضح بأن قبائل المراقشة وقبائل آل فضل وأبين شأنها شأن بقية القبائل تحترم وتقدرعاليا الأعراف القبلية القائمة على المثل والأخلاق، المستمدة أصلا من ديننا الإسلامي الحنيف وشريعته وسنة رسولنا المصطفى ([)، ولايمكن لشيخ قبيلة أو قبيلي أن يكون له موقفان مختلفان من قضية، أو موضوعان متشابهان بسبب الانتماء المذهبي أو المناطقي أو الجهوي، لأن ذلك عار وعيب.. أما ما يخص حرمة الأعراض والمساكن، فالكل يجمع على أنها خط أحمر شرعا وقانونا وعرفا قبليا.

ومن المؤسف أن البعض ممن لايخافون الله يحاولون الزج بأبناء أسر في التبلطج على بعض المواطنين بالتهجم على منازلهم وأعراضهم، وينتج عن ذلك أمور لاتحمد عقباها، والمثل الشعبي يقول (من سرح عيال الناس روحهم).

رحم الله الشيخ صلاح المصري ولاغفر الله للذين يروعون المسلمين ويؤذونهم ولايجدون من يحاسبهم ويردعهم على أفعالهم، والله حسبنا، إنه نعم الوكيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى