ما تريده عدن من المحافظ القادم

> محمد فارع الشيباني:

> هناك مثل شعبي مشهور في الشمال يقول (ديمة وقلبنا بابها) وعادة مايستعمل للدلالة على أنه لم يحصل أي تغيير، وأن كل ما حصل هو بقاء الديمة كما كانت وكذلك بابها، وكل ما حصل هو أنه قلب الباب فقط.. وقد استعمل هذا المثل من الشعب هناك كثيرا منذ أن قامت ثورة 26 سبتمبر حتى الآن.

تذكرت هذا المثل عندما رأيت أنه لم يتغير أي شيء بخصوص تعيين المحافظين، وخاصة في محافظة عدن.. فبعد أن صدر القانون الجديد أو التعديلات على القانون كما أطلق عليه، فإنه يظهر أنه لاجديد وإذا ماحصل أي تغيير فإنه سيتم تعيين محافظ من جماعة (أغنياء الوحدة) للادعاء بأنه تم تعيين محافظ من أبناء المحافظة.. وبما أن هذا أصبح قدرنا الذي لامفر منه، أعتقد أنه من حقنا أن نطالب بما نريد أن يعمل لنا المحافظ القادم، ونحن لانطالب بأشياء لاتريدها السلطة، بل بأشياء دوختنا بها، ويردد إعلامها يوميا أنها تحققت.. وكل ما نريده هو أن تتحقق في الواقع لا في أجهزة الإعلام الرسمية، لأننا لانستطيع أن نقول (ديمة وقلبنا بابها) لأن الديمة في عدن كانت في الماضي أفضل بكثير من الديمة الحالية، أي الحالة التي وصلت إليها عدن، فقد أصبح الناس يتمنون لو أن ديمة عدن بقت على ما كانت عليه أيام الإنجليز.

ولنبدأ من البداية، فبعد قيام الوحدة مباشرة تم إنشاء هيئة لتقوم بإعادة عدن منطقة حرة، ونشطت تلك الهيئة، وبعد أن قامت بالسفر بكامل هيئتها الإدارية إلى الشرق والغرب وزارت الموانئ الحرة من (هونج كونج) إلى (سنغفورة) وإلى موانئ لانعرفها مع أنه كان بإمكانها العودة إلى قوانين عدن وإعادة تفعيلها والاستعانة بكبار الموظفين الذين عملوا في إدارة ميناء عدن.. المهم بعد رحلة طويلة عادوا وأعلنوا عن مشروع تحويل عدن منطقة حرة، وقالوا إنهم في البداية سوف يجعلون التواهي منطقة حرة، وإنهم سوف يقومون ببناء جسر يمتد منها إلى مطار خورمكسر إلى قرية الشحن الجوي التي سوف تبنى بجنب المطار.. وأذكر حينها أنه جرى نقاش في الصحف المحلية وأهمها «الأيام» بين من كان يؤيد الفكرة ومن كان يرى أن تتحول عدن كلها إلى منطقة حرة، لأنها أصلا كانت كذلك.. تلك كانت بداية الوعود ثم توالت الأكاذيب بالمنجزات التي سوف تتحقق.

ولكن الكل يعرف ماذا حصل- ولاداعي لترديد ذلك- لأنه أصبح حقيقة مرة.

إذاً.. إن ما نريده من المحافظ القادم هو أن يعمل على تحويل عدن إلى منطقة حرة، وليس صحيحا ما يقال في صنعاء، إنه إذا تحولت عدن إلى منطقة حرة فإنها سوف تؤثر على صنعاء، وتفقدها أهميتها السياسية والاقتصادية.. كما نريد من المحافظ القادم أن يعيد صلاحيات الشوارع في عدن كلها، وأن يعيد تشغيل المستشفيات على الأقل كما كانت قبل الوحدة، وأن يعيد جميع الموظفين كبارا وصغارا إلى أعمالهم ويخرجهم من حالة (خليك في البيت)، فهم أبناء المحافظة وقلوبهم عليها وعلى أبنائها، وعندهم الخبرة، وسيعملون من أجل استعادة عدن مجدها السابق.. على المحافظ القادم أن يعيد خدمات الماء والكهرباء، وأن يقوم ببناء مدارس ومستشفيات جديدة، وأن يقوم بتوظيف الجيل الجديد من أبناء عدن الذين درسوا وتخرجوا في الجامعات، فهم الجيل الذي سيقود عدن ويديرها بعد أن يرتاح الجيل السابق.

وأن يستعيد ما نهب من المباني الحكومية ومقرات منظمات المجتمع المدني وأولها مبنى اتحاد الفنانين في كريتر وغيره.

وهناك أشياء كثيرة يجب أن يقوم بها المحافظ القادم.. طبعا هذا كله يعتمد على شخصية المحافظ القادم، فإذا أراد أن يكون محافظا يخدم البشر والبلد الذي اقتضت الأقدار أن يكون مسئولا عنها أمام الله وأمام الناس.. أما إذا كان يبحث عن جاه وسلطة ومنفعة شخصية فليكن الله مع عدن وأبنائها، ولن نقول (ديمة وقلبنا بابها) لأن الديمة السابقة كانت أفضل، وقد دمرت ولم يتم قلب بابها فقط.. اللهم احفظ عدن.. آمين يارب العالمين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى