بن همام و(AFC)ودوري المحترفين في آسيا:بداية للنهوض بالكرة الآسيوية وإرساء معايير الاحتراف الدولي في آسيا ..الكرة اليمنية بلا معايير وتتجه نحو المجهول..فهل يتحرك أحد لإنقاذها؟

> «الأيام الرياضي» محمد سعيد سالم:

> الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون)، والكثير من المنظمات وهيئات الإغاثة الدولية، حذرت من خطورة الأزمة العالمية لغلاء أسعار الأغذية في العالم، ودعت إلى مواجهة آثارها الخطيرة على الكثير من شعوب العالم.

- أزمة غلاء الأغذية في العالم، هي فعلا خطر يحدق بأمن واستقرار ومعيشة الكثير من ساكني هذه المعمورة..ومن غير المسارعة إلى إيجاد مخارج ومتنفسات لمشكلاتها، علينا أن ننتظر جحيماً من الأزمات والاحتقانات.

- لا تستغربوا هذه المقدمة (الأزمة) التي فرضت نفسها علي من ملعب السياسة والاقتصاد إلى ملعب الرياضة ورعاية الإنجاز الرياضي..لا تستغربوا، لأن الملاعب في هذا الزمان مفتوحة على بعضها، والكثير منها يعاني من أزمات.

تصنيف الكرة الآسيوية

أزمة الملاعب الرياضية المقصودة في الموضوع التحليلي لهذه المناسبة ، منشؤها كرة القدم في الملاعب الآسيوية، التي يعتبرها النقاد والخبراء على مستوى العالم الأكثر تخلفا على مستوى العالم، حيث تحتل القارة الآسيوية المركز الأخير في ترتيب قارات العالم، من حيث مستوى تطور الموهبة والكفاءة التنافسية في كرة القدم، بعد كل من: أمريكا اللاتينية، أوروبا، أفريقيا، أمريكا الشمالية..ولهذا تحتل جهود تطويرها وإنقاذها أولوية كبرى في عمل (AFC) ، وليس (الغذاء) الذي ينقصها فقط، ولكن أيضا (الماء والهواء والكهرباء)!!.

رؤية الاتحاد الآسيوي

هذا الترتيب والتوصيف، يعترف به ويعلنه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC)، وقد عبر رئيسه القطري محمد بن همام، مرات عديدة عن رؤية جديدة للاتحاد، تستهدف إحداث تغيير في السياسات والبرامج، ومعايير المسابقات التي ينظمها الاتحاد على مستوى الأندية والمنتخبات، لتجاوز المعوقات والمشكلات التي تعاني منها كرة القدم الآسيوية، من أجل إدخالها ميدان التنافس الحقيقي والفاعل على مستوى العالم، وبخاصة في منافسات كأس العالم، التي لا تملك الكرة الآسيوية رصيدا نوعيا فيه.

البرنامج الانتخابي لبن همام

محمد بن همام يعمل بجدية ملحوظة في هذا الاتجاه، وهو قد صرح للكثير من وسائل الإعلام بأنه سيعمل على الوفاء ببرنامجه الانتخابي الذي فاز على أساسه بمقعد رئاسة الاتحاد..ولكن في الوقت نفسه يعلم رئيس (AFC) أن مشكلات عديدة، قد تعيق أحلامه في تطوير الكرة الآسيوية، وفي مقدمتها طبيعة الدول الآسيوية، والاختلاف الصارخ في السياسات الكروية المعتمدة لدى كل منها، الذي نشأ عنه بمرور الزمن وتقادم الإدارات وتعاقب الأجيال، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لدى كثير منها .. نظم رياضية حكومية لا تعمل وفقا للمعايير التنافسية الدولية المتطورة.

نوع المشكلة في الدول الآسيوية

إذن سيواجه (AFC) ومحمد بن همام أول وأهم مشكلة في عملية تنفيذ رؤية الاتحاد لتطوير الكرة في آسيا، وهي الغياب شبه الكامل في الدول الآسيوية (مع استثناءات محدودة ونسبية مثل اليابان واستراليا، وإلى حد ما كوريا الجنوبية) لأسس وشروط الاحتراف في النشاط المعتمد والجاري للعبة كرة القدم، لأن القائم فعلا مجرد تقاليد رياضية كروية، ترسخت لدى الدول الآسيوية، في إطار البيئة التي أشرت إليها، وإن كان الفرق في مستوى اللعبة لدى كل دولة، يعود في الأساس إلى حجم الدعم الحكومي الموجه لنشاط اللعبة، وحجم الشراكة مع القطاع الخاص، وإلى نوع الإدارة العاملة في نشاط اللعبة على مستوى الاتحاد والأندية، وجماعات الخبرة الفاعلة، والإعلام الرياضي النوعي القادر على التحليل والتوجيه والتفسير واقتراح الأفكار والسياسات.

دوري الأندية المحترفة

أعتقد أن بعض ما ورد في السطور السابقة، قد شمله جانب رئيس في رؤية آسيا لتطوير اللعبة في القارة الآسيوية (ASIA visION)،وعلى هذا الأساس بدأ الاتحاد الآسيوي الانطلاق بإعلانه (الجاد والرائع) لاعتماد (دوري الأندية المحترفة) وحدد شروط المشاركة فيها على أساس المعايير الاحترافية الدولية، المعمول بها في مسابقات أندية المحترفين في أوروبا وأمريكا..ولكن طبعا مع مراعاة الأساس الاحترافي المتواضع للأندية في الدول الآسيوية.

معنى القاعدة الاحترافية

وهنا، كم يا ترى عدد الأندية التي ستتوفر لديها المعايير الاحترافية المطلوبة للمشاركة في البطولة؟! .. بالكاد عدد محدود من الأندية في اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية!..وحتى لايسارع (البعض) ويقول هناك أيضا الأندية السعودية، أو الخليجية أو الإيرانية، أقول مؤكداً أن(معظم الأندية في الدول الآسيوية، بما فيها الدول العربية، لا تعمل وفقا لمعايير التنافس الاحترافي الدولي، والدليل على ذلك القرار الأخير لمجلس الشورى السعودي الذي طالب السلطات الرياضية السعودية بالبدء بتخصيص الأندية السعودية،وهذا يعني الانطلاق نحو تأسيس القاعدة الاحترافية النوعية للأندية السعودية، التي تؤهلها للحصول على مصادر دعم وتمويل كبير ومنتظم من غير المصدر الحكومي وتوجيه الأندية للعمل باللوائح الدولية المعتمدة في الـ FIFAوAFC،وجعل الأندية مؤسسات للتنمية الرياضية والاستثمار الرياضي، قادرة على استقدام النجوم والكفاءات أو تصديرها، ومن ثم صناعة مقومات التنافس والتفوق الرياضي.

دور السلطات الرياضية في الدول

ولا تختلف الأندية الخليجية والعربية الأخرى في آسيا عن الأندية السعودية، إن لم تكن ذات ظروف وإمكانات وقدرات أقل،ومع ذلك أكد بن همام أن دوري المحترفين الآسيوي سينطلق، ولو كان بأربعة أندية..إنها إرادة التحدي، والشعور بالمسئولية تجاه هدف تطوير الكرة الآسيوية، وعلينا أن نتخيل متى تستطيع السعودية وإيران، والدول المتطورة على مستوى آسيا بلوغ شروط الاحتراف الوافي، لاستكمال بنية القاعدة الاحترافية على مستوى آسيا، ودخول دائرة العالمية الحقيقية؟!

الإجابة على هذا السؤال بيد الحكومات والسلطات الرياضية في الدول ، وعلى قدر التجاوب والتفاعل، وحجم ما يتم إنجازه نحو الهدف الكبير يمكن أن تتسع دائرة القادرين على دخول معترك النهوض بالكرةالآسيوية. وهنا، يمكن اعتبار أن السعودية تتحرك بجدية وبإيقاع حيوي..ومثل السعودية والدول التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم، تفرض المسئولية الكبرى والسمعة عليها ضرورة قطع نجاحات على هذا الطريق.

عاهات الأندية والكرة اليمنية

ولكن..كيف يكون الحديث عن الأندية الرياضية وكرة القدم في بلادنا؟! الذين يعانون من أمراض وعاهات لا حصر لها، أبرزها:

(1) سوء الإدارات (في أكثر الأندية).

(2) سوء التخطيط، بل وعدمه.

(3) انعدام التقييم والتحليل.

(4)غياب التوثيق والمعلومات حول مكونات اللعبة.

(5)الشلل الكامل في عمل الجمعيات العمومية.

(6) قلة مصادر الدعم والتمويل للأندية.

(7) وجود اتحاد للعبة غير مؤهل وغير كفء.

(8) وجود فساد في إدارة الموسم الرياضي والمسابقات.

(9) وجود نشاط إعلامي رياضي حول اللعبة غير متخصص، إلا فيما ندر.

(10)الافتقار الكامل لأسس وشروط الاحتراف.

بطولة للفقراء والمحرومين

الأندية الرياضية، واتحاد كرة القدم، والذهنية والمنظومة التشريعية العاملة في الرياضة في بلادنا، لا تؤهلنا إلى أن نكون (حلقة متفاعلة) مع توجهات (AFC) لتطوير الكرة الآسيوية، ولا حتى العمل على توفير الحد الأدنى من شروط المشاركة في دوري المحترفين للأندية الآسيوية..هيهات.. هيهات.. أن يكون لنا ذلك!!

نحن في أحسن الظروف نقبل - فقط - بالصدقات!! فجزاه الله خيراً الاتحاد الآسيوي ومحمد بن همام أن تركا (موائد الرحمة) في مسابقات الاتحاد الآسيوي تعمل في صالح (الفقراء والضعفاء والمساكين وأهل السبيل) مثل بطولة الأندية الآسيوية، التي تعفو عن (المحرومين) من المؤهلات وشروط الاحتراف النوعي!! وتسمح لهم باللعب!لكن، وبحسب تأكيدات AFC أن هذا لن يستمر طويلاً! فلن تبقى إلا بطولات المحترفين والأقوياء!

خطر المجهول

كيف سيكون حالنا بعد ذلك خاصة وأن المستقبل في واقع الكرة اليمنية، يسير نحو المجهول؟ وليس هناك علامة تدل على إرادة لنبش (المدافن ) التي يتحرك فيها كثير من العاملين في مجال اللعبة وفي الأندية، وكلنا يعلم أن (المدافن) لا يشع منها نور، خاصة إذا كان أهلها من غير أهل النزاهة والإخلاص والشفافية والكفاءة، ومنهم من لم يعلن (توبته) من أجل الصالح الرياضي العام، ولا يريد أن يتغير وينفتح على الآخرين.

مرتبة سيئة على المستوى الدولي

لقد مرت الكرة اليمنية عبر الاتحاد أو عبر الأندية أو الوزارة واللجنة الأولمبية بمنعطفات قاسية في غضون العقد الأخير من عمر اليمن، وقد يختلف الوسط الرياضي والإعلامي في تقييم كفاءة وإنجازات القيادات التي تعاقبت على إدارة اللعبة منذ عهد علي الأشول، مرورا بمحمد القاضي، ثم الشيخ حسين الأحمر، وصولا إلى الشيخ أحمد العيسي،ولكني أجزم أن المذكورين شخصيات وطنية لها احترامها، ومع ذلك سأكون منافقا لو قلت أن الحصيلة اليوم جيدة!! لا بل الحصيلة سيئة، ورغم زيادة الإنفاق على اللعبة من القيادة السياسية ومن صندوق رعاية النشء والشباب (والوزارة) في عهد الوزير الأكوع، ثم الوزير عباد، نحن- للأسف - في مرتبة بالغة السوء على الخارطة الدولية لكرة القدم، وعلينا إجراء مراجعة سريعة بكل المعايير قبل أن تجبرنا المعايير الاحترافية الآسيوية والدولية على الاعتزال! وحينها لن ينفعنا خليجي 20 ولا غيره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى