المستورد والمحلي في الحكم المحلي

> أحمد محمد الحامد:

> غريب أمرنا عندما نحتقر أنفسنا، والأغرب أننا نريد من الآخرين احترامنا، فأي من البشر يحقر أهله وقومه فإنه يحقر نفسه، ومن يفعل ذلك ويرفع شأن من لايستحق رفع الشأن، فهيهات أن يجد إنسانا يحترمه.

قد يمنح هبة مالية ترذله أو يعطى منصبا يسقطه في نظر من يعرفه ومن لايعرفه، وحتى من كان يحترمه قبل أن ينطق بما يهينه ويذمه ويهوي به إلى قاع سحيق، يصعب الصعود منه على أقل تقدير لفترة ليست قصيرة.

إن ما يستغرب له المرء هو كيف يجرؤ بعض الأشخاص على الجزم بأن فلانا أو علانا يستعصي على هذه الأمة أن توجد بديلا له من بين الآلاف ممن يستطيعون أن يحلوا محله ومحلا أكبر منه بجدارة وكفاءة وخبرة ودراية بهموم المنطقة ومشاكلها وتطلعات أهلها، وكما يقول المثل العربي الشهير (أهل مكة أدرى بشعابها). هل هذا الصحيح أم الصحيح أن هوس المستورد والعزوف عن المحلي عند البعض قد أعمى بصيرتهم ورأوا أناسهم وأهلهم وذويهم كالبضاعة المحلية التي لايهوونها ويفضلون عليها المستورد، رغم ما تحتويه من مواد كيماوية وغش وكرتنة بماركات مزيفة من الداخل وزينة من الخارج.

هل أصبحت حضرموت عقيمة لاتلد رجالا يستطيعون إدارة دفة أمورها بحكمة وحنكة واقتدار؟ هل نحن عاجزون أن نقوم بواجباتنا من خلال رص صفوفنا خلف الأشخاص المحترمين؟ ماذا نقول لأولادنا وأحفادنا عندما يسألوننا لماذا لانستطيع أن نقوم بما هو مطلوب منا نحن بأنفسنا، ونستعين بالآخرين كي يقوموا به نيابة عنا؟! إن الإنسان الفاشل هو من ينتظر أن يساعده الآخرون على تحقيق ما يريد، والناجح هو من يقدم للآخرين ما لايستطيعون عمله. أوليس كذلك.

من يستطيع أن يجيب عن هذه الأمور ممن يروجون لأفضلية المستورد على المحلي، رغم معرفتهم بأن ما هو نتاج هذه الأرض الطيبة أفضل بألف مرة من كثير مما يستورد لنا بغرض الكسب والربح دون مراعاة لما قد يصيبنا من أذى نتيجة لذلك.

لاتجعلونا يا هؤلاء كالفئران التي تجرى عليها التجارب، نحن بشر خلقنا الله عز وجل كراما، فلا تهينوا أنفسكم وتهينونا معكم، وكفوا القول الذي يشتتنا ويسيء إلينا، وقولوا كلمة حق أو اصمتوا، فحضرموت الخير وحضرموت الثقافة والحضارة والعلم والتجارة والفطنة والسلام مليئة بالناس الخيرين والواعين والعارفين والقادرين على أن يتحملوا مسئولياتهم في إدارة شؤون محافظتهم بأمانة واقتدار، وليكن الجميع معهم لمؤازرتهم إن أصابوا، وتوجيههم وإرشادهم إن أخطأوا، والله معنا ومعكم ومعهم، وهو على كل شيء قدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى