دعونا نلعب على المكشوف

> سعيد عبدالرب الحوثري:

> هناك عبارة متدوالة تقول (دعونا نلعب على المكشوف) الموضوع يا قارئي الكريم جداً أنا في حيرة من أمري، ويشاطرني هذه الحيرة الكثير من الأخيار من محبي هذا الوطن العظيم، الوطن الذي ننشد له الأمن والاستقرار ولمواطنيه الغد الأفضل والعدل والمساواة، وسؤالي هنا هو لماذا يسخر بعض الكتاب أو الصحف المدعومة من عتاولة الفساد أقلامهم لرمي بعض الأشجار المثمرة من كفاءاتنا وكوادرنا الناجحة، هل هذه الأقلام المستأجرة هدفها تطفيش هذه الكفاءات والنيل من قدرتها بحجة خلق روح الإحباط، وبالتالي التخلي عن مهامها، والمجيء بآخرين ممن يتعاطون معها سمسرة وسرقة للمال العام.

أسئلة بحاجة إلى فك طلاسمها في زمن نحن أحوج فيه إلى هذه الكفاءات لإنقاذ البلد مما تعانيه من تردٍ في الوضع المعيشي، والمكايدات السياسية والابتزاز والمزايدة، فعلى سبيل المثال بماذا نفسر الحملة المسعورة على وزير النفط والمعادن المهندس بحاح وغيره من الكفاءات الذين أثبتوا جدارتهم، علماً بأن هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون، ومن لايعمل لايخطئ، فوسائل الارتزاق أصبحت تصول وتجول، وبالذات بعض الصحف الصفراء الممولة سلفاً، فالوزير بحاح هو من الكفاءت النادرة ثقافة وأداءً وسلوكاً وعلماً، إلا أنه ليس لديه خلفية قبلية كبيرة تمتلك العتاد والسلاح، وهو لايتعامل بهذه اللغة وإنما بروح المنطق والأرقام والمعرفة، فهل هذه الأقلام بحاجة إلى عباقرة من الجهلة في عصر التكنولوجيا أم تريد من يدفع لها بالعملة الصعبة حتى تكيل المديح للفسدة والفاسدين.

أنا هنا لست مدافعاً عن هذا الوزير وأمثاله من الكفاءات النادرة، ولكني حزين جداً لهذه الأقلام التي هي صباح مساء تكيل الشتائم وتوزع الاتهامات جزافاً على كوادر الوطن، وبالذات لمن لم يعيروهم الاهتمام، لأن هناك مثلاًَ حضرمياً شعبياً يقول: (من ثوبه طاهر صلى)، فاتقوا الله ياهذا البعض، فالوطن لم يعد بحاجة إلى مزايداتكم وكتاباتكم وشتائمكم، الوطن بحاجة إلى من يقول كلمة حق بمعاناته ولقمة عيشه وتسليط الضوء على الفسدة الحقيقيين، الذين لم ولن تتجرأوا الاقتراب من حصونهم وعروشهم، لأنهم يدفعون اليورو والدولار، فلماذا هذا الوزير بالذات وهو الناجح، حيث تعاقب على هذه الوزارة السيادية عدد من الوزراء لم نسمع منكم كلمة واحدة، هل لأن الوزير انتماؤه حضرمي، علماً بأنه لم يكن بودي قول هذه العبارة المناطقية، ولكنها واقع حال إلا أننا مع الأسف نعيش في زمن رديء اختلت فيه المقاييس والمعايير، زمن كما قال عنه شاعرنا المرحوم المحضار: (دنيا تخلي الوفي عياب والعياب وفي)، فالصحافة تعتبر السلطة الرابعة متى ما أحسن استعمالها، وبعكس ذلك تصبح ارتزاقاً وابتذالاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى