الحماقة والكبرياء لا يأتيان بالحلول

> أحمد علي الأحمدي:

> كل شيء يمكن تغليفه بالأكاذيب، والرونق الجذاب والوعود الواهية، وإلصاقه بما لا هو منه ولا هو إليه، عدا الحقيقة وهي الشيء الذي من المستحيل إخفاؤه، مهما تكن المحاولات والحيل والأساليب، وما يشهده الوطن اليمني اليوم من حقائق، عبارة عن أحداث تنذر بمؤشرات خطيرة لا تحمد عقباها، ترعرعت وتكونت منابعها ومصادرها من قساوة الحياة على الإنسان اليمني، داخل وطنه وأرضه ومجتمعه، ووقوعه تحت ظروف معيشية صعبة ومقهرة ، وحالة بؤس مؤسفة ومقرفة، لم تعد تحتمل الصبر أكثر مما مضى، لتعزز فيه ردود أفعال متراكمة، وتحولاً في سلوكه وفي تصرفاته وتعامله معها، في الوقت الذي لم يعد فيه اليمني إنسان الأمس، كما يعتقد الكثير ممن هم في السلطة، حتى وجد نفسه مجبراً على التعبير عن ذاته ووطنيته وإنسانيته، عبر الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات والاجتماعات، هذا الضرب من التعبير الشعبي، الآخذ في التفاقم وبلوغ أزمته أوج ذروتها، أبرز لنا جلياً أن القياد السياسية والحكومة، لم تتنبأ لمنطق الحكمة والعقل والتفكير والتأني، لمعرفة أسباب هذا الواقع وكيفية معالجته، ولم تسلك منهج الحصافة والرزانة والمسؤولية، ليقع ما لم يكن في الحسبان، وما لم تتمكن القيادة السياسية أو الحكومة من إجادة الحسبة، حيث فات الأوان، وفاتت معه كل حيلة ووسيلة لتفادي الوضع، لتلك القيادة والحكومة خيار أحمق وخاطئ وفاشل، لا يأخذ به أو يفكر فيه إلا العاجز ، على أساس أن هذه القلاقل هي من صنع المتربصين للوطن ووحدته، ولا مناص من قمعها وإنهائها بأداة القمع، ممثلة بقوات الأمن والجيش ومختلف تكويناته الأخرى، ليسفر هذا الخيار الغريب واللامسؤول، عن مواجهات دامية وقتلى وجرحى ومفقودين ومعتقلين، وليتطور إلى منحى آخر غدا فيه القانون غائباً، والنظام مفقوداً والدستور مهمشاً، بل تكاد أن تكون فيه القيادة والحكومة بلا دور فاعل، وأن الأمر قد تشابه عليها، وفوق هذا وذاك استمرارية الإصرار على مسلك القوة والعنف تجاه الشعب، وتجاه مطالبه وحقوقه المشروعة التي تدركها وتعلمها الحكومة، وبمسلك الإصرار إنما تدفع القيادة والحكومة الوطن إلى الهاوية وليس إلى حافة الهاوية وفي وقت قريب، إن لم تفهم ما على الراعي نحو الرعية، وما تتفاعل من أحداث على مستوى الوطن كله، لا تعني صعوبة التغلب عليها وتجاوزها، حتى توفرت النيات الصادقة والحسنة من قبل القيادة والحكومة، والتباعد والتسامي عن التعامل بالعناد والمعاندة والكبرياء، لنحافظ على الوطن من أي شرور تهدده، وتبقية يمناً عربياً عزيزاً مكرماً، له مكانته بين بلدان العالم وشعوبها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى