ولم لا تكون المرأة محافظاً؟!

> نعمان الحكيم:

> عند ما نتحدث عن المرأة، نكون واعين تماماً أهميتها ودورها في الحياة عموماً، ذلك لأنها نصف المجتمع، أو ثلاثة أرباعه، ولأنها كذلك فإن الحديث عنها لا يمكن أن يكون منتقصاً أو مقللاً لحقها ومكانتها في المجالات كافة، وقد عدت المرأة اليوم الوجه الأكثر نجاحاً وقبولاً، خاصة في التربية، والصحة وهما مرفقان مهمان ، لتربية وصحة ورقي الإنسان، الذي يأتي اليوم ليقول أنها لا تساوي الرجل.. أو إنها (أقل ثقافة منه)!

كيف نقبل اليوم بهكذا منطق لا يستند إلى مبرر أخلاقي أو قانوني في حين ندعو نهاراً جهاراً، وفي محافل عامة ومؤتمرات وفعاليات سياسية، ندعو إلى دعم المرأة وتمكينها من أن تلعب دوراً في الحياة العامة، كيف يمكن لنا أن نكون في هذا التناقض الفج الذي لا يعبر إلا عن قصور فكري وثقافي، وموروث بالٍ عفى عليه الزمن، ولم يعد يفكر فيه أي عاقل يحترم نفسه!

إن التقليل من دور المرأة، هو تقليل ينعكس على أصحابه ، ولو كانوا صريحين لقالوا إن أفكارنا تجاه المرأة هي الناقصة، وهو ما يحتم علينا أدبياً أن نطلق ذلك كحقيقة تعكس جوهر سلوكنا وتعاملنا مع المرأة، وكأننا في العهود البائدة، أو كأن المرأة لم ترتق سلم المجد في أكثر من موقع.. وليس أدل على ذلك من مكانتها في القضاء والجامعات والشرطة والأمن، وفي المجالات الفكرية والثقافية والأدبية، التي تمتلئ بها ساحة بلادنا من تلك النوابغ اللائي لهن الدور الكبير والمعادل في مسيرة الحياة.

حقيقة أنا لا أوجه اللوم لأي كان إزاء هكذا تصريحات، لكنني ألوم سكوت وخنوع القيادات النسوية التي كنا نتوقع أن لا تقبل هكذا منطق يقلل منها ومن وجودها، وهي التي تعتبر أم الثقافات وإكسير الحياة الثقافية بشكل عام.. فمن يصلح هذا الخلل؟!

إن المزايدة على المرأة، يعني حرمانها من حقوقها الدستورية في حين هي منافس قوي وبقوة القانون والعادات والعلم نفسه،ولذلك لا يجب أن نصف المرأة بنقص في كذا وكذا في سيناريو يحرمها حقوقاً شرعية، مثلها مثل الرجل في مجالات عدة..إلا إذا كنا نفصل مسألة انتخاب المحافظين ذكوراً فقط، في حين النساء قد وصلن إلى هيئات عليا في الأحزاب والسلطة، وهيئات ومنظمات المجتمع المدني.. وهكذا دواليك!

المرأة، لا ينبغي أن تظل تسمع وتطيع فقط، ومن حقها أن تنتزع حقوقها الشرعية في الترشح والانتخاب، حتى ولو كانت البداية فيها صعوبة، لكن مجتمعنا قد جرب وخبر قيادات نسوية كن ومازلن مصدر اعتزاز وثقة وطمأنينة للمجتمع كله.

نحن لا نطلب إلا برد الاعتبار للمرأة وتمكينها من أن تلعب دوراً معادلاً في اللعبة السياسية، ولتكون شوكة الميزان التي تفرق بين سيطرة وظلم الرجال.. وهي أمنية ليست بعيدة المنال.. فهناك نساء رؤساء ووزراء دفاع وخارجية وغير ذلك.. فهل أختنا في اليمن محرم عليها ذلك لتظل الأقل والمطيع المنفذ لرغباتنا؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى