فشل دعوة للإضراب العام بمصر في يوم ميلاد مبارك

> القاهرة «الأيام» محمد عبد اللاه :

>
اعترف مصريون دعوا لإضراب عام يوافق عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك أمس الأحد بالفشل وقالوا إنهم سيبحثون عن بدائل للفترة المقبلة بينما قال محللون إن الاستجابة الضعيفة للإضراب دليل جديد على فشل المعارضة في تعبئة الشارع.

وفتحت المدارس والجامعات في القاهرة أبوابها من ساعات الصباح الأولى وازدحمت الشوارع بالسيارات لكن الشرطة تحسبت لاحتمال تنظيم احتجاجات فانتشرت بأعداد كبيرة في وسط المدينة.

ووجه الدعوة للإضراب قبل حوالي أسبوعين أفراد يقولون إنهم شبان مصريون في موقع (فيس بوك) على الإنترنت وطالبوا المصريين بالبقاء في بيوتهم وارتداء ملابس أو شارات سوداء. وأيدت الدعوة جماعة الإخوان المسلمين أقوى جماعات المعارضة في مصر وجماعات معارضة أخرى صغيرة.

وطالب الداعون للإضراب بحد أدنى لأجور العمال والموظفين وربط الأجور بالأسعار وإطلاق سراح محتجزين منذ دعوة لإضراب عام الشهر الماضي.

وكتب أحد الداعين للإضراب في موقع فيس بوك قبل عصر أمس الأحد بالتوقيت المحلي أنه يرى أن الإضراب لم يحقق النجاح الذي كان يتوقعه.

وقال إن "الإضرابات فقدت التجاوب من المواطنين" مضيفا "لن نسكت وهنشوف بدائل للإضراب. سننزل الشارع ونعمل اعتصامات ومظاهرات سلمية لازم العالم كله يشوفنا."

لكن داعية آخر للإضراب قال إن الدعوة حققت نجاحا مسبقا معتبرا أنها كانت وسيلة ضغط جعلت مبارك يقرر يوم الأربعاء زيادة مرتبات الموظفين والعمال بنسبة 30 في المئة بالمقارنة مع زيادة تتراوح بين عشرة في المئة و15 في المئة كل عام.

ويظهر على الموقع أن اعضاء المجموعة التي دعت للإضراب تجاوز 74 ألف مشترك لكن يرجح أن كثيرين منهم اشتركوا فيها بدافع الفضول أو المتابعة أو إحباط الدعوة.

وقال محللون إن سنوات من الحكم الاستبدادي أضعفت مختلف جماعات المعارضة وأسهمت في شعور بالعزوف السياسي في مصر التي يرأسها مبارك منذ عام 1981.

وقال عمرو الشوبكي وهو محلل سياسي إن فشل الدعوة للإضراب اليوم بينت أن الإخوان المسلمين أيضا ليس لهم تأثير على "الأغلبية الصامتة" من المصريين الذين ليس لهم انتماء سياسي.

وقال "الأغلبية الصامتة تتحرك عشوائيا ولا علاقة لها بالقوى السياسية".

واهتزت هيبة المؤسسة الحاكمة في مصر في العام المنصرم من خلال عدد غير مسبوق من الإضرابات العمالية المطالبة بأجور أعلى لمواجهة التضخم الذي بلغت نسبته 14.4 في المئة في العام الذي انتهى بشهر مارس آذار.

وبدا العمل منتظما اليوم (أمس) في مختلف المصالح والشركات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمتاجر في مختلف المدن المصرية.

وقالت نعيمة عبد الحميد (50 عاما) وتعمل موظفة في مدينة الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس "حذرونا منذ الأسبوع الماضي بعدم الغياب وإلا نتعرض لتحقيق." وأضافت "الإدارة فيها 15 موظفا لم يتغيب أحد منهم."

وعلق أعضاء في مجلسي الشعب والشورى ومجالس محلية في مدينة الإسكندرية الساحلية ينتمون للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لافتات تأييد لمبارك في الشوارع وكانت هناك كثافة في الإجراءات الأمنية في الميادين والشوارع الرئيسية بالمدينة كباقي المدن المصرية تقريبا. ووجه داعون للإضراب اللوم إلى جماعة الإخوان المسلمين لما قالوا إنه اشتراك شكلي من جانبها في الإضراب.

وقال مشترك "هم فين يا عم الإخوان...؟ النهارده خمس ساعات فاتوا ولا حس ولا خبر ولا شفنا جنس مخلوق أضرب."

وتساءل "هل هم أضربوا لكن عددهم موش باين فى الزحمة؟"

وانضمت جماعة الإخوان المسلمين يوم الثلاثاء إلى الدعوة للإضراب العام التي بدأها يساريون وليبراليون. وقال المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف في بيان "يرى الإخوان المسلمون أنهم مع حركة الاحتجاج السلمي التي تطالب بحل الأزمات ومواجهة الأوضاع المتردية التي يعاني منها الشعب."

ويقول محللون إن العضوية في الجماعة تبلغ مئات الألوف وإنهم أقدر جماعات المعارضة على حشد محتجين.

وفي نطاق الدعوة لإضراب عام في السادس من أبريل نيسان وقعت مصادمات بين قوات الأمن ومضربين عن العمل في مدينة المحلة الكبرى التي تقع إلى الشمال من القاهرة والتي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح واحتجاز المئات.

وانتقد نشطون جماعة الإخوان المسلمين لرفضها الاستجابة لدعوة الإضراب الشهر الماضي تأييدا لعمال المحلة الكبرى. وفي ذلك اليوم طلبت مدارس في القاهرة من التلاميذ البقاء في بيوتهم كما كانت الحركة ضعيفة في الشوارع خوفا من حدوث أعمال عنف وليس استجابة لدعوة الإضراب.

وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان إن المصريين لا اعتياد لهم على الأعمال الجماعية. وقال لرويترز "رأينا احتجاجات اجتماعية بين الأطباء والعمال والمدرسين,نريد أن تتوحد هذه الحركات لا أن تتفرق."

وقال شهود عيان إن المحلة الكبرى خلت تقريبا من المارة في ساعات الصباح الأولى اليوم (أمس) بعد أن تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية لانتشار قوات الأمن فيها بأعداد تبدو غير مسبوقة.

وقال الشهود إن متاجر كثيرة في المدينة التي يصل عدد سكانها إلى مليون ونصف المليون نسمة فتحت أبوابها في وقت متأخر.

وقال شاهد "كل 50 مترا تجد سيارات محملة بقوات مكافحة الشغب وعددا من الضباط يجلسون إلى جوارها في وضع استعداد (لاحتمال تجدد المصادمات)."

وقال مدير مكتب قناة الجزيرة في القاهرة حسين عبد الغني لرويترز إن قوات الأمن منعت طاقمين تابعين للقناة من دخول المحلة الكبرى.

وقال صحفي مقيم في المحلة الكبرى إن قوات الأمن التي منعت طاقم قناة الجزيرة الأول من الوصول إلى المدينة رافقته لمسافة بعيدة عنها.

وأضاف أن قوات الأمن في المحلة حذرت أصحاب الفنادق من استضافة أي مراسلين أو مصورين.

واستمرت مصادمات الشهر الماضي في المحلة الكبرى لمدة يومين تخللهما إشعال النار في متاجر ومكاتب وعربات قطار ومدرستين على الأقل وفرعي بنكين على الأقل.

وقال سكان إن قوات الأمن تقوم منذ يومين بعمليات احتجاز عشوائية في المدينة وإن عدد من ألقت القبض عليهم يصل إلى 200 شخص,لكن متحدثا باسم وزارة الداخلية قال إنه لا علم له بالقبض على أشخاص.

لكن مصادر أمنية قالت إن السلطات تنفذ منذ أيام حملة لإلقاء القبض على هاربين من تنفيذ أحكام قضائية.

وقال سكان إن الشرطة ألقت القبض يوم الجمعة على صاحب مصنع ملابس في المدينة وصادرت ألوف القمصان السوداء من مصنعه كانت معدة للتصدير.

وطالب الداعون للإضراب من يشارك بارتداء ملابس أو شارات سوداء للتعبير عما يقولون إنه تدن في مستوى المعيشة وفساد في الإدارة.

وقال السكان إن قوات الأمن فتشت متاجر في المحلة الكبرى أمس الأول وصادرت القمصان السوداء فيها.

وقال أحد السكان إن القوات حذرت أصحاب المصانع من وضع أي شارات سوداء على مصانعهم.

ونظم حوالي 20 نشطا من أعضاء الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" والحزب العربي الديمقراطي الناصري مظاهرة أمام مبنى نقابة المحامين بالقاهرة رددوا خلالها هتافات من بينها "الإضراب مشروع مشروع ضد الظلم وضد الجوع".

وفي مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية في دلتا النيل شارك النشط في حركة كفاية ممدوح النظامي في الإضراب بتعليق لافتة سوداء على متجر جلود صغير يمتلكه وعليها عبارة "معا ضد الفساد والاستبداد والغلاء" كما وضع شارة سوداء على سيارته التي وقفت أمام المتجر المغلق. وكان باديا أنه المضرب الوحيد في المدينة.

وقال موظفون وعمال إن رؤساءهم نبهوا عليهم قبل أيام بضرورة الحضور أمس الأحد وإلا تعرضوا للخصم من مرتباتهم.

(شارك في التغطية علاء شاهين وناصر نوري في القاهرة ويسري محمد في الإسماعيلية وعادل محمد حلمي في الإسكندرية) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى