انتخاب المحافظ وإشكالية الانتماء لعدن

> عدنان الأعجم:

> القرار الصائب.. توجيهات فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشأن سرعة إجراء التعديلات الدستورية، فيما يخص انتخاب المحافظين من المجالس المحلية المنتخبة على مستوى المحافظات والمديريات، تناوله الناس باهتمام بالغ، والأخذ بدراسة أبعاده على عملية التنمية وتوسيع المشاركة الشعبية في عملية التنمية المحلية، واتخاذ القرار بما لذلك من أهمية إذا ما جرت العملية الانتخابية بصورة تستوعب الكفاءات العلمية والعملية، التي ستساعد على حل مشاكل المحافظة وإدارتها باقتدار، فذلك دون شك سيسهم في ترسيخ وتعزيز التجربة الديمقراطية وتجذيرها في اتجاه زيادة مبدأ حكم الشعب، وهو قرار مهم، لأن المجتمع المحلي أدرى باحتياجاته وطموحاته، وبإشراكه في سلطة اتخاذ القرار سينمي إحساس الناس بالمسؤولية، وبقوة الانتماء، ذلك الانتماء الذي يكيف الدور الأساسي في شكل وآلية تنفيذ قرارات السلطة المحلية.

وترتب على ذلك لدى الناس قناعات.. من هو المحافظ المناسب لعدن لاسيما وأنها تشكل محافظة ذات أهمية محورية في اليمن، ولها وضع خاص ومنفرد يميزها عن غيرها من المناطق اليمنية.

عدن التي كان لها الريادة الزمنية في احتضان الحركة الوطنية، والأحرار والوحدويين، وهي الثغر الباسم وبوابة اليمن إلى العالم الخارجي.. هي الميناء والتجارة .. هي الحضن الدافئ لتلقي الثقافات المختلفة والأجناس المتعددة الانحدار..

وأحس الناس فيها بالانتماء والارتباط الوثيق مع المكان والزمان والأمان والاستقرار.. وتلك هي معايير الانتماء والاعتزاز بهذه المدينة.

عدن.. محل الميلاد والنشأة:

إن إحساس الناس المولودين فيها، بأنهم أصحاب الحق الأول بعدن دون غيرهم مع ارتباطهم زمناً بالإقامة الطويلة فيها، وكلما زادت سنوات الإقامة.. ازدادت قوة الانتماء إليها دون سواهم ممن تقل مدة إقامتهم فيها، وهذا بحد ذاته يثير جدلاً واسعاً.

النشأة في هذه المدينة لا تعني سنوات التعليم والطفولة والشباب فحسب، بل تعني أيضاً القادمين إليها والذين وجدوا فيها ميلاد ونشأة تجارتهم، وكونوا بيوتاً تجارية.. كان لعدن دور كبير، وللحراك التجاري الذي شهدته وتشهده اليوم الفضل الكبير على تلك الأسماء والبيوت التي غدت بالأمس واليوم، كما كان فضل اليمن والشام على تجار قريش..

وهؤلاء يشعرون أكثر بانتماء تجارتهم ونشاطهم إلى مدينة عدن.. أم الدنيا كما يطلق عليها البعض.

المعيار السياسي:

ويرتبط ذلك بموقف الأشخاص وقناعتهم بالنظام السياسي والحكم المسيطر على منافذ المدينة، والذي يرى فيه الأشخاص مصالحهم التي تطغى في أحايين كثيرة على مصلحة هذه المدينة، ومع وجود أشخاص يرون أنهم قدموا التضحيات لعدن، وبالتالي الكل يرى الأحقية للانتماء إليها.

وبين هذا وذاك تبقى عدن الواجهة الحقيقية للوحدة اليمنية ولا أحد يستطيع نكران ما قدم أبناؤها من تضحيات عبر كافة المراحل.

عدن كانت وستظل الوفية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح عن قناعة وحب ورضى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى