كيف أفعل بقلبي .. عنوان للثنائية الغنائية (السلامي - سعودي)

> «الأيام» صالح حنش:

> إنها واحدة من روائع الأغنية اليمنية المعاصرة والحديثة، غنائية (كيف أفعل بقلبي) كلمات الشاعر محمود علي السلامي، وألحان وأداء الفنان القدير سعودي أحمد صالح، ومطلعها :

كيف أفعل بقلبي ذي ماشي قنع

ما قنعت قلبي في حبك رجع

ياظالم لقلبي في حبك أنا

بتجاهل وبنسى منك ما وقع

ذا قلبي معذب في حبك زمان

ذاق المر كله منك والهوان

هذا ذنب قلبي ذي ماشي قنع

لقد قدمت هذه الأغنية أنموذجاً مطوراً ومتطوراً للأغنية الشعبية الطربية في لحج، من حيث شكل قالبها وجوهر مضمونها ومقدرتها على مواكبة مجريات الحداثة والمعاصرة، مع الاحتفاظ بأصالة ملامحها .. إذ يبدو فيها مدى الجهد المبذول ومستوى الاشتغال الإبداعي الرفيع - شعراً غنائياً ولحناً موسيقياً وأداءً طربياً، وفر لهذا العمل الغنائي البديع أهم مقومات وأسباب النجاح والانتشار والتجدد والديمومة . إن هذا العمل الغنائي قدم لنا - كذلك - أنموذجاً آخر من نماذج الثنائية الفنية القائمة في الوسط الفني بين الشاعر (مؤلف النص الغنائي)، والملحن (واضع اللحن والموسيقى) عموماً، وبين الشاعر (محمود السلامي)، والفنان الموسيقي (سعودي أحمد صالح) على وجه الخصوص، والحقيقة أن أغنية «كيف أفعل بقلبي» تمثل أبرز عناوين الثنائية الفنية القائمة بين (السلامي وسعودي) لتفردها بخصوصية تميزت بها عن بقية الأعمال الغنائية المشتركة بينهما - بحسب رأي وجهة نظر الفنان (سعودي)- حيث يروي الفنان (سعودي) قصة نشوء فكرة وولادة كلمات هذه الأغنية - كما يقول- على أثر حكاية عابرة رواها للشاعر (السلامي) على هامش أحد لقاءاتهما في إطار علاقة الصداقة القائمة بينهما منذ بداية ستينيات القرن الماضي، ليلتقط الشاعر (السلامي) هذه الحكاية ويعيد صياغتها شعراً غنائياً كما وصل إلينا ودونما يطلب منه الملحن (سعودي).

وكما أكد الرواية شاعرنا (محمود السلامي) أن سماع (سعودي) كلمات الأغنية لأول مرة كانت مفاجأة جعلته يحرص - بإصرار- على تلحينها وأدائها .

الجدير بالذكر هنا أن الرجلين يعترفان لهذا العمل الفني الثنائي بالدور المؤثر في تعزيز وتوثيق علاقة الصداقة الشخصية القائمة بينهما حتى اليوم، ونتمنى أن تستمر لتثمر لنا المزيد من الأعمال الفنية بذات المستوى، ليعيد بريق العصر الذهبي للأغنية ..!

وكم يثلج الصدر سماع أي من الرجلين يعترف للآخر - باعتزاز وتواضع ونكران الذات - على أنه صاحب الدور الأبرز والحظ الأوفر في إنجاح هذا العمل .. وهو موقف يجعلني - شخصياً - أنظر نظرة إجلال وتقدير وإلى علاقتهما السامية على الصعيد الشخصي والعملي والإبداعي نظرة إكبار .. وربما قد أثار عندي وفي سياق هذا التناول وعلى سبيل المقارنة بين ما كان في الماضي وما هو قائم الآن في الوسط الفني، ربما أثار السؤال : أين هؤلاء من أولئك اليوم..؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى