التنكيت والتبكيت للفاسد والغلبان

> برهان عبدالله مانع:

> في يونيو1881م أصدرت صحيفة أسبوعية أطلق عليها اسم (التنكيت والتبكيت) في مدينة الإسكندرية للسيد عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية، الذي ترك مهنة التعليم واتجه إلى الصحافة، حيث كتبها بالعربية الفصحى والعامية ليقرأها الخاصة والعامة على السواء، والتنكيت بمعنى السخرية من المجتمع المصري في عيب من عيوبه الاجتماعية، والتبكيت هو تأنيب المجتمع على هذه العيوب.

أما عن التنكيت والتبكيت بمنطق (أبو يمن) فهو وفير جداً ومن الدعابة المسموعة في الشارع يقال: إن صاحبنا كان ماشي وبالصدفة ركل قنينة، وفجأة خرج منها مارد ضخم وقال: شبيك لبيك ماردك بين يديك، خاف صاحبنا وارتعدت فرائصه واصفرّ وجهه من الخوف وقال المارد: اطلب ياسيدي وطلباتك تنفذ فوراً. تعثلم صاحبنا وقال: أريدك أن تقوم ببناء جسر ضخم يبدأ من اليمن وينتهي في أمريكا، فرد عليه المارد قائلا: هذا صعب ياسيدي، فهل لك من طلب آخر، فرد عليه المصفر صاحبنا: طيب يامارد أريدك أن تنهي الفساد في اليمن. وبعجالة من أمره قال المارد: هذا هو المستحيل بعينه، فهل ترغب ياسيدي بالجسر خط أم خطين إلى أمريكا الآن ممكن؟!

والتبكيت الذي لا يفارق مسمعي هذه الأيام وبالذات في جلسة القات من جدال ونقاش وكثرة التساؤلات حول انتخاب المحافظين وتفسير معنى الانتخاب والتعيين والاختيار، قد تكون هذه (الخربطة) خطوة ديمقراطية، وإن تخللتها بعض الشوائب، ولكن انشغالنا بهذه الأمور بشكل لا يطاق، وفي الضفة المقابلة ظروفنا المعيشية الصعبة جداً، وتفشي الفساد والمفسدين ونحن نقوم بشراء القات يومياً وبأي وسيلة من الوسائل، وكل يوم على النمط والغلط نفسه من أجل الاستماع لكلام الساسة، وعند استلام الراتب وتسديد الديون لا يتبقى لصديقنا سوى (الربل) !!.. ونحن مستمرون في نقاش لا يسمن ولا يغني من جوع، ونرى بعض الغلابة من كثرة الهرج والمرج (يابلاشة بالبلاش)، أصبح شعارهم في التنكيت والتبكيت (دافع عن القرص الروتي تصبح محافظا بدرجة وزير!)، وأحلام الغلابة بسيطة جداً منها إيقاف الفساد ودعم الحكومة للمواد الأساسية ومراقبة الأسعار والتجار وتطبيق القانون والنظام.

والخلاصة هي أمانة وصدق ومحاسبة ضمائرنا، وحل مشاكلنا بالحكمة والعقل، لأن الأمر الذي جلب الخراب للوحدة وحولها إلى وحشة هو الفساد والمفسدون.

ولماذا إصرار الجميع على الإبحار في قضية حالكة الظلام، لكن بالإيمان والرجوع إلى الله والقضاء على الفساد ستكون أجمل وحدة فرحنا وحلمنا بها؟!.. ومن يفكر بغير الوحدة فهذا الطوفان بعينه.

فليتعقل الجميع ولنعمل بصمت لحب هذا الوطن، وكفى خداعاً فقد طفح كيل شعبنا الطيب الغلبان.

ونختم بقول النديم:

أهل البنوك والأطيان

صاروا على الأعيان أعيان

وابن البلد ماشي عريان

مامعاه ولا حق الدخان

شرم برم حالي غلبان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى