الأربعاء (الفريد)

> رائد صالح النينو:

> أحرص يوميا على قراءة صحيفة «الأيام» لما تحتويه من (دسم) في الأخبار والمقالات لكتابها المميزين.. ولكن هناك بعض الكتاب أحرص على قراءة كتاباتهم باهتمام وشغف، منهم الجديران بالقراءة أحمد عمر بن فريد، وعلي هيثم الغريب.

وحين انتظم الرائع بن فريد بكتابة مقال أسبوعي في عدد الأربعاء بصحيفة «الأيام» شكل هذا العدد بالنسبة لي أهمية خاصة، فقد كنت ومازلت انتظر بفارغ الصبر وأسارع لشراء الصحيفة مبكرا قبل نفادها من السوق.

ويعود حرصي على قراءة مقالات (الصلب) أحمد عمر بن فريد لأسلوبه الرائع والمميز في الكتابة وطرح الموضوع مباشرة دون (لف أو دوران).

لهذا فكتاباته تحتوي على الرقة والسلاسة في الأسلوب واستخدام اللغة بشكل رائع، كما أنه يطرح موضوعاته بقوة وصلابة دون مجاملة أو خوف، وهذا المزج بين الرقة والقوة مسألة معقدة، وفي غاية الصعوبة الجمع بينهما، ولاتجد ذلك إلا عند الكتاب المميزين والمبدعين.

ويبدو لي أن مقدرة المبدع بن فريد على الجمع بين الرقة في الأسلوب والقوة في عرض موضوعاته يرجع إلى عدة أسباب، منها المستوى الثقافي واللغوي العالي والزاد المعرفي الغني، مما جعله يمسك بالمفردات اللغوية ليطوعها لمصلحة الموضوع، ليقدم لنا موضاعات بأسلوب رائع يجعلك تقرأ نصا سياسيا قويا في محتواه ومضمونه، أدبيا رفيعا في شكله ومفرداته، وهذه هي ميزة كتابات بن فريد.

أما طرحه لموضوعاته بقوة وصلابة، فهذا يعود برأيي إلى إيمانه بالقضية التي يكتب عنها، وعمق انتمائه لها، مما يجعله يقدم مبررات وحجج قوية يصعب دحضها، ومن هنا نلمس الفرق بين الكاتب المؤمن بقضيته وبين الكاتب السطحي، فالفرق واضح وعميق بين الأسلوبين.

وبناءً على ما سبق فإنني عندما أقرأ للمميز أحمد عمر بن فريد أشعر أنه أكثر صدقا وإيمانا بما يكتبه، ولهذا أكون أكثر إحساسا بما يريد قوله.

سوف نفتقد كقراء كتابات المبدع بن فريد.. وسيظل أربعاء «الأيام» حزينا طالما افتقد قلم الأربعاء الصلب.. ولكن غيابه لن يطول بإذن الله.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى