لماذا العنف العسكري؟

> مقبل محمد القميشي:

> التعامل مع الناس، بالتي هي أحسن، كما علمنا الإسلام، حيث حثنا على احترام آدمية البشر، مع ذلك نقرأ ونسمع قصصا كثيرة أبطالها عسكريون، وفي كل يوم تظهر قصة عن عساكر وأطقم مدججة بالسلاح، وأساليب تعاملهم مع المواطنين. وهم (العساكر والمواطنين) يعتبرون أهلا وإخوة، إن كان العساكر من أبناء هذا الوطن فعلا، فالمرء يشك في أن العسكريين ينتمون إلى هذا الوطن، خاصة عندما يسمع أو يشاهد طقما عسكريا من الأمن أو الجيش يدهس مواطناً ويتركه في الشارع ينزف، أو طقما يطلق أفراده النار على مواطن أعزل من السلاح، ولايبادر حتى إلى إسعافه وإيصاله لأقرب مستشفى، أو ترى جنودا يتعاملون مع المواطن بقسوة وعنجهية، تارة بالسب والقذف، وتارة باستخدام الهراوات أو بضربه بأعقاب البنادق، وهنا لابد من التساؤل، لماذا العنف العسكري ضد المواطن؟ وما هو العهد الذي نعيش فيه اليوم، هل هو عهد حكم عسكري، أم ديمقراطي ومؤسسات كما يدعون؟! وإلا كيف نفسر تلك القسوة والقوة المفرطة ضد من هو أب لك أو أخ في نفس الوقت، وغير هذا وذاك مواطن يمني مثلك، والفارق أنك تحمل سلطة سلطوية وبدلة عسكرية! وإن حاولنا معرفة ما وراء استخدام القوة تجاه المواطن الأعزل، فليس أكثر من إظهار أو استعراض سلوك، لغرض الهيمنة واستخدام العنف الذي تعلمه الجندي في معسكره، وكان أول من تعرض له، إنما بطرق أخف مما يحصل ضد المواطن اليوم، حتى إن لم يتعلمه، لكن العنف واستخدام كل وسائل القوة، إن تعلمه الجندي، فذلك يمكن تطبيقه على العدو فقط، أما المواطن مهما فعل فليس عدوا، إلا إذا كان الجنود من غير أبناء الوطن! ومن يسمع مثل هذه القضية والقضايا التي برزت على السطح، المتمثلة في مواجهات الجيش والأمن للحراك الجماهيري السلمي لن يخرج إلا بالانطباع ذاته، الذي يشعرنا أن ذاك التعامل مخل بالوحدة من ناحية، ومن ناحية أخرى مسبب لشرخ عميق بين من يفترض أن يكونوا حماة للوطن والشعب، وبين المجتمع الذي يفترض أن يناله شيء من الهدوء والسكينة والثقة بحماته.

ثم إن من يستفزون ويرهبون المواطنين بما خولت لهم السلطة التعامل به لايمسهم أي عقاب أو حساب في حال تجاوزاتهم التي وصلت حد استخدام العنف والرصاص الحي، وهو الأمر الذي يؤكد بالملموس أن (الأفندم) تطغى سلطته ومسئوليته على (السياسي)، ما يؤكد يوما عن يوم أن اليمن لاتمارس الديمقراطية، وأن الحكم فيها عسكري - قبلي (عسكقبلي)، يحكمه العنف والعرف معا! مع علمنا أن الجنود خلال تدريباتهم يتعلمون الانضباط العسكري، وولاؤهم للشعب والوطن والثورة والوحدة وفي البداية لله.

ومع علمنا أيضا أن الجنود في مرحلة تدريبهم يتعرضون لصنوف من التعامل القاسي قد يصل إلى الجلد.

وحسب ما ذكرت سلفا، فإن ذلك لايعني تطبيقه على المواطن بعد تخرجهم من المعسكر التدريبي إلى الميدان العملي، إلا إن كان المواطن يمنيا والجندي غير يمني أو كان العكس، وفي اعتقادي أن العيب ربما يعود أو يمكن إعادته إلى أن (احترام المواطن) لا وجود له في (قاموس التدريب العسكري)، وهذا ما يجب إعادة النظر فيه فـ (الجندية أخلاق) لا (اختراق) أو (إطلاق).

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى