مساع لإطلاق الجنود المحتجزين بطور الباحة وست قبائل تبادر بعقد هدنة لإيقاف الثأر بينها

> طور الباحة «الأيام» خاص :

> بادرت ست من القبائل التي تعاني ويلات الثأر في الصبيحة بعقد هدنة قبلية غير مسبوقة لإيقاف الثأر القبلي الذي بينها منذ سنوات طويلة، وذلك فيما يبدو استشعاراً بتداعيات حادثة قتل الأمن المركزي أحد شيوخ المنطقة الشيخ يحيى الصوملي وحافظ محمد حسن عضو الهيئة الإدارية لمحلي طور الباحة الإثنين الماضي.

فقد أبرمت ظهر الأربعاء الماضي هدنة بين قبيلتي الجليدة والمعامية مدتها شهر قابلة للتجديد، وهي الأولى منذ نحو 15 عاماً من النزاع عانت خلالها القبيلتان مآسي الثأر ونيران المعارك التي تندلع بينهما من وقت إلى آخر، وأودت بعشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إضافة إلى النزوح والخوف والإضرار بمصالح الطرفين.

وعقدت عصر أمس الأول الخميس هدنة أخرى مدتها شهر قابل للتمديد بين قبيلتي المرادكة والحزيين اللتين وقعتا في فخ الثأر منذ ثلاثة أعوام سقط خلالها سبعة قتلى وضعفهم من الجرحى من الجانبين، وكذا نزوح وخوف وتشرد أبنائهما.. تلتها في اليوم ذاته هدنة ثالثة بين قبيلتي المعامية والمرادكة اللتين تعانيان من الثأر لأكثر من عشر سنوات راح ضحيته عدد كبير من القتلى والجرحى.

تأتي هذه البادرة فيما يبدو احتراماً لدماء شابين من أبناء الصبيحة واستجابة لدعوة أسرتيهما لتضميد الجراح، وكذا ثمرة جهود شخصيات اجتماعية بذلت مساعي الهدنة يتقدمها العقيد أحمد عبدالله تركي رئيس تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية بمديرية المضاربة، والشخصية الاجتماعية بجاش ثابت هواش، والشيخ علي أحمد علوان التتوي، وعدد من المشايخ والأعيان.

عن أهمية ودلالة هذه الهدنة غير المسبوقة يقول العقيد تركي :«تعد الهدنة خطوة أولى لحقن دماء أبناء المنطقة وإعادة الألفة بين أبناء قبائلها، كما أن ما حدث يوم الإثنين الماضي من قتل لاثنين من خيرة رجال المنطقة على أيدي الأمن المركزي فضح النزوع العدواني للسلطة وتبييتها لقتل المواطنين وبدون ذنب، في وقت تنظر إلى الاقتتال القبلي بين المواطنين بدون مبالاة، وتتهرب من واجبها بوقف نزيف دمائهم، ولا يستبعد أن تكون هي من يذكي ذلك ثم تكتفي بالتبرير بمصطلح (ثأر قديم)، وهذا ما أملى علينا واجب التدخل لحقن دماء أهالينا، وقد أيقنوا أن السلطة لا تحفل بمعاناتهم بل زادت هي ذاتها أن دخلت طرفا في القتل.

نقدر المواقف الشجاعة لمشايخ القبائل الست الذين شرفونا بتلبية دعوتنا ووافقوا على الهدنة التي نعدها خطوة أولى على طريق البحث عن حلول لمعضلة الثأر».

على سياق متصل تواصلت الجهود الرسمية والشعبية لحلحلة أزمة احتجاز 8 من جنود الأمن المركزي الذين يحتجزهم المواطنون منذ يوم الإثنين عقب مقتل الشيخ يحيى وزميله حافظ. وكان الأخوان درهم نعمان رئيس هيئة المناطق الحرة، والشيخ علوي الزريقي سفير اليمن السابق في جيبوتي ومعهما عدد من المشايخ والأعيان قد وصلوا إلى مديرية طور الباحة مساء أمس الأول الخميس للغرض ذاته، حيث تركزت المساعي على الاستماع لمطالب أولياء الدم بتسليم قادة الأمن الذين أمروا بقتل المجني عليهما، والجنود الذين نفذوا القتل إلى العدالة، وتم الاتفاق على استئناف المساعي في وقت لاحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى