الحريري محاصر في منزله وأصوات سياسية تتعالى ضد تصرف الجيش اللبناني

> بيروت «الأيام» وكالات/بي.بي.سي:

>
الدخان المتصاعد من استديوهات قناة «المستقبل» في منطقة الروشة ببيروت أمس بعد إضرام النار فيها
الدخان المتصاعد من استديوهات قناة «المستقبل» في منطقة الروشة ببيروت أمس بعد إضرام النار فيها
سيطر مسلحون من جماعة حزب الله على القطاع الذي تقطنه أغلبية مسلمة من بيروت أمس الجمعة فيما وصفه الائتلاف الحكومي المدعوم من الولايات المتحدة بانه «انقلاب مسلح ودموي».

وقالت مصادر أمنية ان 15 شخصا على الاقل قتلوا وثلاثين آخرين أصيبوا في الاشتباكات بين مسلحين موالين للحكومة ومقاتلي حزب الله.

وخفت الاشتباكات بحلول منتصف النهار مع تسليم أنصار الحكومة الأقل تسليحا أسلحتهم ومكاتبهم الى الجيش الذي ينظر اليه اساسا باعتباره محايدا خلال الأزمة السياسية المستمرة منذ 17 شهرا بين المعارضة بقيادة حزب الله والحكومة.

وأدان الائتلاف الحكومي ما قال انه «انقلاب مسلح ودموي» يهدف الى زيادة نفوذ ايران وإعادة هيمنة سوريا التي أرغمت على سحب قواتها من لبنان في عام 2005.

وقال في بيان «الانقلاب المسلح والدموي الذي ينفذ هدفه اعادة سوريا الى لبنان وايصال ايران الى البحر المتوسط.. ندعو قوى الاعتدال في العالم العربي والاسلامي للتحرك للضغط على الانقلابيين بكل الوسائل المتاحة».

وأكدت الحكومة الامريكية أمس الجمعة مجددا دعمها لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي تسبب أنصارها ايضا هذا الاسبوع في شل الحياة في مناطق من بيروت.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردن جوندرو للصحفيين في كروفورد بولاية تكساس «لدينا ثقة في حكومة لبنان». واضاف ان الولايات المتحدة « منزعجة جدا» من تحركات حزب الله في لبنان.

وقال مصدر بارز في المعارضة لرويترز ان المعارضة ستبقي على اقفال بيروت المستمر منذ يوم الاربعاء بما فيها الطريق المؤدية الى مطار بيروت حتى التوصل الى حل سياسي.

وقال المصدر «الامور كلها مرتبطة ببعضها البعض بيروت مقفلة حتى الحل السياسي».

ومن بين القتلى امرأة وابنها البالغ من العمر 30 عاما اللذان قتلا عندما كانا يحاولان الفرار من منطقة راس النبع في بيروت التي يقطنها مسلمون سنة وشيعة والتي شهدت أعنف الاشتباكات.

وقال أحد اقارب الضحيتين الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب مخاوف أمنية «كانا يحاولان الهروب الى الجبل وبدل ان يصلا الى الجبل وصلا جثتين الى المستشفى...انه أسوأ كابوس».

وقالت امرأة أخرى كانت تقطن راس النبع وتركت المنطقة مع طفلها «كانت ليلة مرعبة لم نستطع حتى التجول في البيت.. أمضينا الليل في الممر».

وسيطر مقاتلو حزب الله المدعوم من سوريا على مكاتب للفصائل الموالية للحكومة في منطقة بيروت الغربية ذات الغالبية السنية بما فيها مكاتب تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري.

وسلم مسلحو حزب الله الذين يدعمهم مسلحون من حركة أمل المكاتب الى عهدة الجيش اللبناني. وسلم ايضا أنصار الحريري مكاتبهم في مناطق اخرى من البلاد الى الجيش.

وسيطر حزب الله على وسائل الاعلام المملوكة لسعد الحريري الزعيم السني. وتوقف تلفزيون المستقبل واذاعة الشرق التابعان للحريري عن البث.

ونفى الحزب السوري القومي الاجتماعي أن له علاقة بالحريق في المبنى القديم الذي يضم استوديوهات محطة تلفزيون المستقبل المملوك للحريري في حي الروشة الساحلي.

وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط ان ما حصل يضعف الحكومة وتيار المستقبل مضيفا ان حزب الله يسيطر على اغلبية بيروت الغربية لكنه قال ان الجماعة لا ترغب في ان ينظر اليها على انها «محتلة لبيروت» عن طريق ابقاء مقاتليها في مناطق او أحياء يكون الولاء السياسي فيها للحريري او حلفائه. واشار الى ان تسليم المناطق للجيش يبدو مخرجا أكثر ترجيحا.

ومع تطور الموقف، اجتمعت قوى الرابع عشر من مارس الداعمة للحكومة في مقر رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قرية معراب شرق بيروت، واكد المجتمعون في تصاريح فردية تضامنهم مع الحريري وجنبلاط والمحاصرين في بيروت، ودعوا الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية الى تحمل مسؤولياتهم.

الى ذلك، دعت الحكومة الايطالية رعاياها الى مغادرة لبنان ونصحت وزارة الخارجية البريطانيا الرعايا البريطانيين الى تجنب السفر الى ذلك البلد، بينما قال رئيس الدولة الاسرائيلي شيمون بيريس إن اعمال العنف التي شهدتها بيروت جزء من محاولة ايران بسط سيطرتها على منطقة الشرق الاوسط برمتها.

كما بدأت كل من الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بإجلاء رعاياها من لبنان عن طريق البر الى سوريا.

على صعيد آخر، أعلن الرئيس السوري بشار الاسد الذي لطالما كان داعما لقوى المعارضة التي يتزعمها حزب الله في لبنان ان ما يحصل في لبنان «شأن داخلي لبناني»، داعيا الى «حل الأزمة من خلال الحوار بين مختلف الفرقاء اللبنانيين».

مسلحون مؤيدون للحكومة يبدون معصوبي الأعين من قبل مسلحي حزب الله بعد اشتباكات في بيروت
مسلحون مؤيدون للحكومة يبدون معصوبي الأعين من قبل مسلحي حزب الله بعد اشتباكات في بيروت
وقالت مراسلة الـ بي بي سي في بيروت ندى عبد الصمد ان كل المناطق في هذا الجزء من العاصمة وقعت في قبضة حزب الله وحركة أمل ما عدا منطقة طريق الجديدة التي لم يحاول المسلحون الدخول اليها اصلا.

وافادت مصادر بأن قصر قريطم الموجود في بيروت وهو مقر رئيس تيار المستقبل ورئيس الغالبية النيابية سعد الحريري مطوق من كل الجهات. كما اشير الى ان المسلحين يتمركزون في المداخل المؤدية الى منزل حليف الحريري، النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.

ودعا زعيم موال للحكومة الى الحوار. وقال وليد جنبلاط زعيم الاقلية الدرزية في مقابلة مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال ال.بي.سي من منزله في بيروت «لا يستطيع الحزب أيا كانت قوته العسكرية ان يلغي الآخر.. وحده الحوار يوصل الى نتيجة .. التهرب من الحوار غير مفيد».

وقال جنبلاط انه «لن يغادر منزله في بيروت»، مشيرا الى انه «في حماية الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية». وقد بدأت اصوات سياسية داخلية تتعالى ضد الطريقة التي يتصرف بها الجيش اللبناني واتهمت الجيش باتخاذ طرف الى جانب مسلحي حزب الله وحركة أمل كما قال النائب مصطفى علوش الذي ينتمي الى الاكثرية.

من جهته، قال النائب مصباح الاحدب التابع للكتلة النيابية نفسها ان «هناك عتب كبير على الجيش والقوى الامنية التي لم تقم بواجباتها لحماية العاصمة». أما النائب ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر فقد وصف النصر العسكري الذي حققته المعارضة بأنه «نصر للبنان».

وكانت قوات الجيش اللبناني قد سيطرت على جريدة المستقبل المملوكة لسعد الحريري، زعيم تيار المستقبل وأبرز زعماء الأغلبية النيابية، بعد أن اقتحم أنصار المعارضة مبنى الجريدة.

وكان مسلحون من حزب الله وحركة أمل قد حاصروا مبنى تلفزيون المستقبل وأطلقوا النار باتجاهه وأن القائمين على التلفزيون سلموا المبنى للجيش من أجل تأمين سلامة العاملين داخله. وقالت تقارير أخرى إن التلفزيون توقف عن البث بعد أن طلب أحد عناصر حزب الله منه ذلك.

وزير الشباب والرياضة: الاستقالة اسهل على الحكومة من التراجع عن قراراتها

اعتبر وزير الشباب والرياضة احمد فتفت أمس الجمعة انه سيكون أسهل على الحكومة الاستقالة بدلا من التراجع عن القرارات التي اتخذتها فجر الثلاثاء الماضي ورفضها حزب الله، ما دفع قوى المعارضة الى السيطرة عسكريا على غرب بيروت.

وقال الوزير فتفت في تصريح لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول مصير القرارات التي اتخذت ويطالب حزب الله بإلغائها «نحن لن نتراجع عن قرارتنا والاستقالة أسهل علينا من العودة عن هذه القرارات».

ورفض فكرة استقالة الحكومة معتبرا انها «قد تكون مطروحة فقط في حال كان هناك حل بالمعنى الحقيقي».

ووصف سيطرة قوى المعارضة وخصوصا حزب الله على غرب بيروت بانه «هجوم على بيروت من قبل ميليشيا حزب الله أدى الى سيطرتها على الاحياء المدنية لأنه ليس هناك من يدافع عنها».

ووجه لوما غير مباشر الى الجيش اللبناني بقوله ان «سكان بيروت كانوا ينتظرون من الجيش اللبناني ان يدافع عن احيائهم اكثر من ذلك».

معاق مسلح من حزب الله في أحد شوارع بيروت أمس
معاق مسلح من حزب الله في أحد شوارع بيروت أمس
وشدد فتفت على ان «السلطة الشرعية مستمرة في مكانها».

وعن تداعيات ما حصل في بيروت على المرحلة المقبلة قال «على المدى البعيد، ان حزب الله ارتكب خطأ كبيرا عندما دخل في الفتنة التي ستؤثر على كل العلاقات اللبنانية اللبنانية لسنوات طويلة لأنها تسببت بجرح عميق يتحمله حزب الله وأمينه العام» حسن نصرالله.

وبالنسبة الى التداعيات على المدى القصير قال «لا نستطيع ان نجزم حاليا بما سيحصل، الا ان هناك واقعا جديدا فرضته ميليشيا على الارض، والحكومة لن تتراجع عن قراراتها مع انها مع الحلول السياسية التي نحترم».

مصر تدعو الى اجتماع عربي طارئ لمواجهة محاولة «فرض أمر واقع» في لبنان

دعت مصر أمس الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الاوضاع في لبنان ومواجهة ما وصفته القاهرة بانه محاولة «لفرض أمر واقع» في لبنان بعد ان سيطر حزب الله على بيروت الغربية موجها بذلك ضربة للحكومة والغالبية النيابية في لبنان.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ان الاجتماع الوزاري العربي سيعقد «خلال يومين لبحث الوضع المتدهور في لبنان».

وقال مصدر رسمي في الجامعة العربية ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عاد الى القاهرة بعد ظهر أمس الجمعة لمتابعة المشاورات حول الاوضاع في لبنان.

وأكد المصدر انه يتوقع ان يعقد الاجتماع الوزاري غدا الاحد.

وأدان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ضمنا قيام حزب الله بفرض سيطرته بالقوة على بيروت الغربية ملمحا الى ان ايران، حليفة حزب الله، ليست بعيدة عما يحدث في لبنان.

وأعرب ابو الغيط في بيان عن «إدانته الكاملة لتدهور الامور على نحو ما جرى ومحاولة فرض أمر واقع وايقاع لبنان في شراك فتنة مذهبية وطائفية مقيتة ذات أبعاد داخلية واقليمية لن تستفيد منها سوى تلك الاطراف التي يخدمها ان يظل لبنان ساحة للصراع وليس دولة مؤسسات كما تود مصر ان تراه».

وشدد على ان أي «محاولة لفرض امر واقع» لن تدفع مصر الى تغيير موقفها الداعي الى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية قائد الجيش العماد ميشال سليمان «في اسرع وقت».

وتابع انه «من المستغرب ان تترافق الدعوة الى الحوار مع استخدام السلاح والعنف بالشكل الذي جرى»، وعبر عن أمله في «الازالة الفورية لكافة مظاهر العنف المسلح من شوارع بيروت وانحاء لبنان الاخرى والتوقف الفوري عن استخدام السلاح».

وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله اعتبر الخميس ان الحل الوحيد للازمة التي اشتعلت هو تراجع الحكومة عن قراراتها الاخيرة خصوصا بشان شبكة الاتصالات السلكية الخاصة بحزبه وتلبية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى طاولة الحوار.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية المصرية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس صباح أمس الجمعة «لا يمكن ان نسمح لقوة تقف وراءها ايران بالسيطرة على مقاليد الامور في لبنان» في اشارة الى حزب الله.

واضاف «الوضع اليوم مختلف عما كان بالامس وهو أسوأ بكثير وهناك انزعاج وقلق كبيران لأن ما يحدث معناه ان ايران التي تقف وراء حزب الله تريد ان تسيطر على لبنان».

واعلنت كل من السعودية والاردن، اللتين تؤيدان الغالبية البرلمانية في لبنان وتدعمان حكومة فؤاد السنيورة، تأييدهما لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع في لبنان وتداعياته المحتملة.

مسلحو حزب الله وحركة أمل يتخذون مواقعهم أثناء الاشتباكات في حي المزرعة في بيروت أمس
مسلحو حزب الله وحركة أمل يتخذون مواقعهم أثناء الاشتباكات في حي المزرعة في بيروت أمس
وكانت السعودية انتقدت الخميس ضمنا المعارضة اللبنانية معتبرة انها «قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لانهاء الازمة السياسية في لبنان وتحقيق الوفاق بين ابنائه كما عطلت وتعطل مبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن».

ودعت الرياض «التيارات التي تقف وراء التصعيد الى ان تعيد حساباتها وان تدرك ان الزج بلبنان في فتنة عمياء لن يحقق انتصارا لأي طرف سوى قوى التطرف الخارجية».

من جهته دعا وزير الخارجية الاردني صلاح الدين البشير أمس الجمعة جميع الاطراف اللبنانيين الى «ضبط النفس والعودة الى الحوار بإفساح المجال مجددا للمبادرة العربية لحل الازمة السياسية في لبنان بما يضمن فرض سلطة القانون وعودة الأمن والاستقرار الى الشارع اللبناني».

وأكد البشير مجددا «دعم الاردن للحكومة الشرعية والمؤسسات الدستورية في لبنان» داعيا «جميع الاطراف الى ضرورة الاحتكام الى السلطة الشرعية للدولة اللبنانية».

واقترح الرئيس اليمني على عبد الله صالح في اتصالات أجراها مع الاطراف اللبنانية المتصارعة ومع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز الى قيام قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان بإدارة حوار وطني لوقف الاقتتال، حسب ما ذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية.

واقترح الحريري الخميس على زعيم حزب الله حسن نصر الله حلا لإنقاذ بيروت من «الفتنة» يقضي بوضع قرارين حكوميين مختلف عليهما «في عهدة قيادة الجيش» وانتخاب العماد ميشال سليمان «فورا» رئيسا للجمهورية لقيادة حوار وطني.

كما دعا الى «فك الحصار عن بيروت وفتح طريق المطار والانتقال فورا الى طاولة حوار وطني برئاسة العماد ميشال سليمان».

ولكن تلفزيون المنار التابع لحزب الله أعلن بعد بضع ساعات ان طرح الحريري «مرفوض جملة وتفصيلا والحل الوحيد المتاح هو ما عرضه السيد نصر الله» معتبرا ان هذا الاقتراح «مناورة تقوم بها الموالاة (...) لزج الجيش في امر لا علاقة له به».

وكان الامين العام لحزب الله اعتبر ان تراجع الحكومة عن قراراتها الاخيرة التي يراها بمثابة «اعلان حرب على المقاومة» هو الحل الوحيد للازمة.

واحالت الحكومة اللبنانية فجر الثلاثاء الماضي شبكة الاتصالات السلكية التابعة لحزب الله والتي تعتبرها «غير شرعية» على القضاء. كما نحت رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير القريب من حزب الله من منصبه بسبب ما اعتبرته «تلكؤا» في معالجة مسألة كاميرا نصبت قرب مطار بيروت اتهم حزب الله بوضعها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى