الصداقة في زمن الرتابة

> «الأيام» أحمد علي البرشاء /لودر - أبين

> الصداقة عالم لايسافر إليه إلا من يحمل جواز الوفاء، ومدينة لايدخلها إلا من يتصف بأخلاق الأوفياء والمخلصين.. هكذا يرى البعض معنى الصداقة، وهكذا يعرفها أغلب الناس في منظورهم، ومن نشأت أواصر المحبة فيما بينهم.

وللصداقة تعريفات جمة قد لايدرك البعض معناها الحقيقي وجوهرها الذي تحمل في دواخله كل معاني الصدق والإخلاص والوفاء والبراءة، والأسس السليمة التي بنيت عليها الصداقة بعيدا عن المصالح والمآرب التي يتخد البعض منها جسرا يتم عبره الوصول إلى مقاصدهم التي تنتهي معها الصداقة الهشة.

وهناك مستجدات عند البعض تطرأ في منظور صداقتهم.. وما يحز في النفس عند الآخرين هو أن تبنى صداقتهم على أسس هشة لاتحمل أي تعبير، والتي هي في الأساس مجرد اختبار يتم من خلاله معرفة عمق تلك الصداقة ومدى قوة استمراريتها.

وهناك من تجردت دواخلهم من معاني الصداقة الحقة، وعشعش في قلوبهم حب الذات والجري وراء المغريات التي من شأنها أن تفقد الصداقة معناها الحقيقي، وتفقدها جوهرها وجمالها الذي يحتوي على القيم والمبادئ السليمة التي تكثر في دواخلها كل الأخلاقيات التي حثتنا عليها مبادئ الصداقة الحقيقية وأبجديتها التي هي منزهة ومبرأة من المصالح والمآرب التي تجعل من صاحبها عرضة للانهيار الخلقي والإنساني، وفاقدا لكل معاني الإنسانية التي تحث على التمسك بمبادئ هذا الصرح البشري الرائع.

إذا هل أدركنا معنى الصداقة الحقيقة؟ وهل سنؤمن بما تحمله في جوهرها من الأخلاقيات والمبادئ التي تجرد منها أغلب البشر؟ وهل آن لمن مات بداخلهم ضمير الصداقة واستفحل فيهم فيروس المصالح والمآرب أن يعالجوا هذا الداء الخبيث الذي من شأنه أن يميت معاني الإنسانية، ويبث الفرقة والشتات بين بني البشر، وينشر جحافلة الموبوءة بعلل يستعصى علاجها في زمن يصعب التعايش مع قاطنيه؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى