من أقوال الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)

> «الأيام» عبده يحيى الدباني:

> يأتي كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذروة عالية من البلاغة والفصاحة، حتى لقد روي أنه أفصح الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كان رحمه الله خطيباً ومترسلاً وشاعراً وصاحب أمثال وحكم وبداهة وارتجال، وقد قيل في بلاغته الكثير، وقد جمع له بعض العلماء في العصر العباسي كتابا كبيراً أطلق عليه (نهج البلاغة)، بيد أن هناك من يرى أن ما جاء في هذا الكتاب ليس كله صحيح النسبة إلى الإمام علي، أي أن فيه تزيداً وانتحالاً كبيرين، وقد جاء أحد المحققين في العصر الحديث، وعمل على تحقيق وتوثيق كل ما صحت نسبته إلى الإمام، معتمداً على كتب التراث المختلفة التي لم تعرف بالكذب والتزيد والانتحال وأطلق على هذا العمل المنجز (نهج البلاغة).

ومن هذا الكتاب المحقق الموثق نختار بعض الحكم والأمثال التي أطلقها الإمام علي في مناسبات مختلفة.

(1) قال على سبيل الحكمة: «إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره وإن أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه» وهذا قول بليغ موجز ينضح بالحكمة ودقة الملاحظة ومعرفة حصيفة بالحياة وأطوارها المختلفة.

وقد قامت العبارة على المفارقة والمقابلة اللتين قامت عليهما الحياة نفسها.

(2) وقال أيضاً: «إذا وصلت إليكم أطراف الحكم فلا تنفروها بقلة الشكر» وهو قول جسد المعنى تجسيداً، ولم يعبر عنه بطريقة مباشرة أو سطحية أو مجردة، لقد جعل للنعم أطرافاً وأقاصي، وجعلها تصل وتنفر، كل هذا جعل من العبارة أوقع في النفس وأطول بقاءً.

(3) ومما قال: «إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فاتقوا لها طرائف الحكمة» فهذا القول يشير إلى ضرورة تنشيط القلوب، أي رياضتها مثلها مثل الأجسام لأن الضغط عليها ليس محمود العواقب، كما يرى أن رياضة النفوس أو القلوب تكمن في الحكم، بل في الحكم الطريفة على وجه التحديد فيتحقق الأمران: المتعة والفائدة.

(4) وقال كرم الله وجهه: «ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله! وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالاً على الله». والحكمة هنا قائمة على المقابلة بين الأغنياء والفقراء في تعاملهم كل مع الآخر، لقد اختلف الفعل بينما الغاية واحدة، وهي تقوى الله، وهذا درس بليغ للفريقين معا.

(5) وقال: «للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة» هذه علامات الظالم في نظر الإمام علي، يعصي الذي فوقه حتى يتسنى له غلبة الذي تحته، ويقف إلى جانب الظلمة منافحاً ومدافعاً، فهذه العلامات الثلاث بعضها من بعض، فالخيانة والجور ومعاونة الظالمين على المظلومين هي سلوك الظالمين في كل عصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى