الحكومة تعهد بقراريها للجيش وانسحاب المسلحين من شوارع بيروت ..والسنيورة: حزب الله لا يرى إلا العنف المسلح والإرهاب وسيلة للتفاهم

> بيروت «الأيام» أ.ف.ب:

>
الدخان يتصاعد جراء حريق أثاث ووثائق مقر لحزب البعث بمدينة طرابلس أمس ومناصر من تيار المستقبل يشير بعلامة النصر ويحمل صورة الشهيد رفيق الحريري
الدخان يتصاعد جراء حريق أثاث ووثائق مقر لحزب البعث بمدينة طرابلس أمس ومناصر من تيار المستقبل يشير بعلامة النصر ويحمل صورة الشهيد رفيق الحريري
اطلقت قيادة الجيش اللبناني آلية لمعالجة القرارين الخلافيين اللذين تسببا بالازمة الاخيرة في لبنان بعدما تسلمتهما من الحكومة، الامر الذي لقي ترحيبا من الاكثرية والمعارضة، الا ان الاخيرة اصرت على المضي في عصيانها المدني رغم موافقتها على الغاء المظاهر المسلحة.

واعلنت المعارضة على لسان النائب من حركة أمل علي حسن خليل انها «ترحب ببيان قيادة الجيش وستقوم بإلغاء المظاهر المسلحة في بيروت لتكون العاصمة بعهدة الجيش، لكنها ستواصل العصيان المدني لتحقيق مطالبها».

وفي ساعات المساء الاولى، اعلنت حركة أمل ان مقاتليها باشروا الانسحاب من شوارع بيروت تلبية لقرار قيادة الجيش في حين لم يصدر أي موقف بعد من حزب الله.

ورحب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل بقرار قيادة الجيش، معتبرا ان هذا الموقف «يفتح الباب امام المعالجة المطلوبة»، معلنا استعداد تياره «للالتزام بمقتضيات ما ورد في البيان».

وكانت قيادة الجيش أعلنت بعدما اصبح القراران موضع الخلاف بين الحكومة وحزب الله في عهدتها، ابقاء رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير في منصبه بانتظار التحقيقات، ودرس مسألة شبكة الاتصال الخاصة بحزب الله قبل بتها، والطلب من جميع الفرقاء منع المظاهر المسلحة.

وفي وقت لاحق، صرح مصدر عسكري لبناني طالبا عدم كشف اسمه ان بيان قيادة الجيش «ترافق مع ارسال كتاب الى مجلس الوزراء حول جهاز أمن المطار وشبكة الاتصالات لإلغاء القرارين».

وكانت الحكومة اللبنانية قررت الثلاثاء الماضي تنحية شقير من منصبه كرئيس لجهاز أمن المطار بعدما اعتبرت انه تلكأ في مسألة التعاطي مع كاميرا اتهم حزب الله بانه نصبها على مقربة من المطار لمراقبة الوافدين اليه والمغادرين منه.

وأصر حزب الله على الغاء هذا القرار وقرار آخر اعتبر شبكة اتصالات الحزب «غير شرعية» كشرط لعودة الامور الى نصابها.

زوجة القتيل محمد خير عبدالناصر سما (الحاملة الصورة) وقريباته أثناء تشييع جنازته في بيروت أمس
زوجة القتيل محمد خير عبدالناصر سما (الحاملة الصورة) وقريباته أثناء تشييع جنازته في بيروت أمس
وكان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أعلن في كلمته بعيد الظهر ان القرارين موضع الخلاف «لم يصدرا بعد عن الحكومة وسيصار الى وضعهما في عهدة قيادة الجيش»، يلي ذلك «انسحاب المسلحين وفتح الطرقات وازالة الاعتصام ليتولى الجيش وقوى الامن الداخلي الامن فورا وعندها كل مسلح يصبح خارجا على القانون».

وشن السنيورة حملة عنيفة على حزب الله واتهمه «باحتلال» بيروت. وقال «على حزب الله ان يدرك ان قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا وقناعاتنا حتى ولو ذهب في استخدام السلاح الى أبعد مما أقدم عليه».

وأضاف في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين من السرايا الحكومية حيث يقيم قبالة خيم اعتصام المعارضة «كنا صدقنا قوله ان سلاحه لن يوجه يوما الى الداخل (... ) لم نعد نقبل ان يستمر وضع حزب الله وسلاحه على هذا الوضع، لا يستطيعون ان يستمروا في هذه الحال».

ووصف رئيس الوزراء بيروت بانها «محاصرة ومحتلة» من جانب عناصر حزب الله الذين «لا يرون الا العنف المسلح والارهاب وسيلة للتفاهم». واعتبر ان «الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله وأعوانه» شكل «طعنة مسمومة لحلم الديموقراطية وتداول السلطة في لبنان».

ومساء، رد النائب خليل على السنيورة بعنف مماثل واعتبر كلمته «استمرارا لسياسة التشاطر وعملية خداع حقيقية للوقائع».

واعتبر ان ما عرضه السنيورة هو «محاولة لتقديم مشروعات تؤكد الانقلاب على الوضع الداخلي».

ميدانيا، شهد الوضع حوادث امنية تنقلت من بيروت الى شمال لبنان. ففي الشمال، سقط 14 قتيلا في الاشتباكات المسلحة التي وقعت أمس السبت في مدينة حلبا في منطقة عكار بين موالين للمعارضة وآخرين من الاكثرية كما افاد مصدر امني.

امرأة وأطفالها يمرون بجانب جنود لبنانيين بعد أن قرروا الرحيل من غرب بيروت
امرأة وأطفالها يمرون بجانب جنود لبنانيين بعد أن قرروا الرحيل من غرب بيروت
وفي طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، جرت اشتباكات بين الطرفين.

وقال المصدر الامني ان مناصري تيار المستقبل هاجموا مراكز الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي (الحزب الحاكم في سوريا) في طرابلس ومقرين لحزب الله وأحرقوهما من دون تسجيل وقوع اصابات. ومساء، أفاد مصدر أمني ان اشتباكات عنيفة تدور في طرابلس بين منطقة باب التبانة حيث غالبية السكان من السنة ومنطقة بعل محسن ذات الغالبية العلوية، ولم يسجل وقوع اصابات.

وأصدر زعيم تيار المستقبل بيانا دعا فيه «المؤيدين والانصار الى التزام الهدوء وعدم الرد على الاستفزازات التي يتعرضون لها حفاظا على الامن والاستقرار العام في البلاد لتفويت الفرصة على الفتنة».

وفي بيروت، قتل شخصان وأصيب نحو عشرين بجروح في اطلاق نار استهدف أمس السبت مشيعين لأحد أنصار تيار المستقبل قتل ليل الخميس الجمعة في بيروت.

وبذلك، ترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء الاشتباكات بين انصار المعارضة والاكثرية الى 37 قتيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى