500 شاعر وشاعرة يبحرون بقواربهم الشعرية من شواطئ عدن تحت شعار (ثقافة وحدوية)

> «الأيام» صالح برمان:

> يعد الشعر الشعبي فنا من فنون الأدب له مريدوه وأتباعه، كما أنه جزء من الثقافة الشعبية الرائعة.. وقد لعب الشعراء الشعبيون دورا طليعيا في مسار الثورة والوحدة، ومثلت قصائدهم لبنة مهمة في ترسيخ مداميك الوحدة الوطنية.

لذلك ومع قرب فعاليات المهرجان الشعري الكبير للشعراء الشعبيين الذي تحتضنه عدن خلال الأيام القليلة القادمة من شهر مايو تزامنا مع العرس الوحدوي وبمشاركة (500) شاعر وشاعرة يمثلون مختلف محافظات الجمهورية، وسبق أن نشرت «الأيام» عنه في أعداد سابقة، وأدى إلى تفاعل الكثير من الشعراء الشعبيين، وتساؤلهم عن الموعد الأخير لقيام المهرجان، وعن كيفية مجرياته.. وتلبية لرغبة كثير من الشعراء الشعبيين في ربوع الوطن كافة، خاصة الذين لم يحظوا بالاطلاع على ما تم نشره سابقا، تم التواصل مجددا مع الأخ عبدالحميد الحميقاني (أبو فيصل) المنسق العام لشعراء اليمن السعيد ورئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، الذي يبذل جهودا جبارة لإنجاح مهرجانات الشعر الشعبي، وإخراج الشعر الشعبي إلى حيز الوجود بجهود فردية، وكان لنا معه هذا الحوار:

< على مدى أربعة أشهر وأنتم تحضرون للمهرجان، إلى أين توصلتم في ذلك؟

- أولا: أقدم شكري الجزيل لصحيفة «الأيام» التي كان لها السبق في نشر فعاليات المهرجان الشعري الأول، الذي أقيم في العام الماضي في صنعاء، وأيضا الاهتمام الكبير لنشر فعاليات مهرجان عدن.. أما ما توصلنا إليه خلال الأشهر الأربعة، فأحب أن أقول إن مهرجانا ثقافيا بحجم اليمن سيحتاج إلى وقت طويل من مراحل الإعداد والتحضير، ولاسيما في بلادنا، حيث أن التعاون في هذا الجانب يسير ببطء شديد، خاصة مع الصعوبات المالية التي نواجهها، فهي السبب الأول في عرقلة المهرجان وتأخره، وفيما يتعلق في جانب الإعداد والتحضير، فقد تم التواصل مع الشعراء عبر المنسقين في المحافظات ومدراء مكاتب الثقافة، وتم ترشيح عشرين شاعرا وشاعرة من كل محافظة، وهم على أهبة الاستعداد للإبحار يقواربهم الشعرية من شواطئ عدن ليتغنوا بوحدة وطنهم، تحت شعار (ثقافة وحدوية).

< كيف جاءت فكرة اختيار محافظة عدن لقيام المهرجان فيها؟

- تم اختيار عدن لقيام المهرجان فيها لعدة أمور أولا: لأنها تعد العاصمة التجارية والاقتصادية لليمن، ثانيا: ظروف الأوضاع الحالية التي تعاني منها البلاد وخصوصا في المناطق الجنوبية، كالضالع وردفان ولحج وأبين وعدن، وما تشهده هذه المدن من اعتصامات ومظاهرات، وبعض الأصوات التي تطالب بالانفصال، كل هذه العوامل تستدعي من الشعراء القيام بواجبهم الوطني المتمثل في نشر الثقافة الوحدوية عبر القصيدة، باعتبار الشعر الشعبي أقرب وأحب الوسائل الإعلامية إلى قلوب الكثيرين من عامة الناس.

< هل تم تحديد الموعد النهائي لقيام المهرجان؟

- ستبدأ فعاليات المهرجان الشعري للشعراء الشعبيين خلال الأيام القليلة القادمة من شهر مايو، تزامنا مع العرس الوحدوي 22 مايو، يوم إعلان الوحدة اليمنية الخالدة.

< إلى أين وصلتم مع الجهات المعنية بالمحافظة وفي مقدمتها الأخ محافظ عدن بشأن دعم المهرجان، خصوصا أن عدن هي المحافظة المستضيفة؟

- إن وصول اللجنة التحضيرية إلى عدن وعلى مدى ثلاثين يوما، ورغم التوجيهات الصريحة من الأستاذ عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام ومستشار رئيس الجمهورية، وأيضا دعوة الأخ رئيس الجمهورية لجميع الشعراء والأدباء للقيام بواجبهم الوطني في نشر الثقافة الوحدوية عبر القصيدة الشعبية، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، إلا أن الكثير من المعنيين في الجانب الرسمي لايقدرون ذلك ولايعطون الشعر والشعراء الشعبيين أي اهتمام، في حين نشاهد كثيرا من الدول العربية، ولعل التجاهل المستمر من قبل المحسوبين على الثقافة الوطنية هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت بشعراء الوطن للقيام بمهاجمة الدولة، وما قاله أحد الشعراء مؤخرا يعد أكبر دليل على ردة الفعل التي وصل اليها كثير من الشعراء الشعبيين، حين أنشد وقال:

ماعاد أبي الوحدة ولانا وحدوي

قولوا يساري أو من أصحاب اليمين

إن جت بريطانية رحبنا بها

وإن جاء يهودي مرحبا به مرتين

ولاشك أن الشعراء من أكثر الناس إثارة للمشاكل تأثيرا في الكثير من عامة الناس، وأنا هنا لا أقصد في حديثي الأخوة المسئولين في عدن.

وحتى أكون منصفا فالأخ محافظ المحافظة الأستاذ أحمد الكحلاني وكذلك الأستاذ عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي قد تفهما أهمية المهرجان وأبديا استعدادهما لتقديم الدعم اللازم، ونحن بدورنا سنعلن للجميع ما تم الاتفاق عليه من باب الاعتراف بالجميل.

< هل سيتم تكريم شخصيات وشعراء خلال المهرجان؟

- نعم، سيتم تكريم الشعراء القدامى وكذلك البارزين، وأيضا رجال الأعمال والشركات الذين سيكونون داعمين للمهرجان، وسيتم منحهم دروعا تقديرية وشهادات من راعي الحفل فخامة رئيس الجمهورية، وسيتم الإعلان عن أسماء الإخوة الداعمين للمهرجان في كافة الوسائل الإعلامية براءة للذمة واعترافا بالجميل.

أعود وأقول إذا استمر الإخوة المعنيون في الجانب الرسمي في تجاهل الشعراء وعدم رعايتهم، فإننا نحملهم كافة المسئولية، ولكون اليمن بلدا غنيا بالأدب الشعبي ويوجد بها أكثر من 12000شاعر وشاعرة، فهل يعقل أن تظل هذه الشريحة بدون دعم ولا رعاية ولا كيان يضمهم تحت كنف واحد.

< من أبرز الداعمين لهذا المهرجان؟

- الأستاذ عبدالقادر باجمال هو أول من بارك هذه الخطوة، وقدم 3 مليون ريال كدعم لإنجاح المهرجان، وماتزال الجهود مستمرة في المتابعة لأعمال اللجنة التحضيرية، وهذه بادرة طيبة مشجعة لمسيرة الشعر الشعبي نشكره عليها، وسيبقى ذلك رصيدا محفوظا في قلوب الشعراء المشاركين في المهرجان.

< في حالة الإخفاق في الدعم من الجانب الرسمي، هل سيتم إلغاء المهرجان؟

- لا، هذا شيء مستبعد، خصوصا أن هذا المهرجان يتم برعاية فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه.

وسنبذل قصارى جهدنا لإنجاح المهرجان، وسنطرق كل الأبواب التي من شأنها دعم المهرجان، فالشعراء هم للوطن وللوحدة وللولاء الوطني، ولسنا مع أحد ضد أحد.

ولكن سأقولها بصراحة، إذا لم يتم دعم المهرجان ومسيرة الشعر الشعبي من قبل الجهات المعنية في الدولة، فسنلجأ إلى جهات أخرى لتبني ودعم المهرجان، حتى لو كانت من المعارضة.. لكن لايزال الأمل قائما في تعاون الأخوة في الجهات ذات العلاقة معنا في عدن من أجل إنجاح المهرجان.

< في السياق ذاته عبر الأخ محمد سالم باهيصمي منسق محافظة عدن للمهرجان قائلا: «إننا كمثقفين ومبدعين يهمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نجعل من تراثنا وموروثنا الثقافي حجر الزاوية في وحدتنا وتوحدنا وتصحيح مسار وحدتنا، لذلك تجمعنا نحن الشعراء من كل محافظات الوطن لنقول بصوت وحدوي واحد في خمسمائة قصيدة وحدوية، تعتبر بحد ذاتها ديوانا وحدويا راسخا، يحفظ للوحدة عزتها وهويتها، وعليه أرجو من السلطة المحلية بمحافظة عدن أن توجه الشركات ورجال الأعمال للدعم المادي والمعنوي لهذا المهرجان الذي يمثل نقلة نوعية في حياة شعبنا اليمني، ويضيف لبنة ثقافية إبداعية راسخة تتحطم عليها كل تداعيات الخلاف».

< وتوجهنا بالسؤال للأخ الشاعر المعروف مطيع حسين المردعي من أبناء ردفان، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية.

< ما هو تقييمك للدعم والرعاية التي تقدمها الدولة للشعراء الشعبيين؟

- لا أعتقد أن هناك أي دعم مادي أو رعاية تذكر هنا، وهذا شيء للأسف سبب الكثير من الإحباط في نفوس الشعراء الشعبيين الذين أعتبرهم رواد الأدب الشعبي.

< هل أنت واثق من نجاح المهرجان؟

- إذا تم التعاون معنا من قبل الأخ المحافظ وكذلك الأمين العام والشركات الوطنية ورجال الأعمال بالطبع سيكون مهرجانا كبيرا، ولا أعتقد أن أحدا سيقف متفرجا خصوصا أن هذا المهرجان عمل ثقافي يسهم في معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى