على ضوء الاعتداء على منزل الباشراحيل.. هل نحن في المواطنة سواسية؟

> د. هشام محسن السقاف:

> لم يعد بالاستطاعة السكوت طويلا، والسكوت ليس من فضة أو ذهب، حين يتعلق الأمر بالحقوق المنصوص عليها في الشرع السماوي والوضعي الأرضي، بل إن (الساكت عن الحق شيطان أخرس) في مضمار الحق العام، أما إذا تجاوز الإضرار بالحقوق إلى الحقوق الخاصة.

ممتلكات الناس، للابتزاز والضغط والعقاب المبطن، فإن في ذلك ذروة الانفلات إلى حضيض (قانون الغاب). فالقوة المسنودة بالنفوذ الذي يعتلي هياكل ما يسمى بالدولة، اختزال وتكثيف لشأن العدالة الغائبة، وتصنيف لتراتب اجتماعي مقيت، ترتع فيه عصابات الانتهاك بين فواصل الوطن، لتجعل منه شارعا من شوارع الجريمة المنظمة وغير المنظمة، ويغدو فيه المواطن/ المواطنون بانتماءاتهم وملايينهم العشرين واقعين في دائرة (رعايا)، عليهم قبول عربدة دولة القوة، ولو إلى حين من الدهر، يستعيد فيه المواطن كرامته في وطنه.

وفي فصول مسرحية عبثية لم يحبك واضعو سيناريوهها الأدوار جيدا، أريد لصحيفة «الأيام»، وهي الصحيفة الأهلية المتزنة مهنيا وإدارة، أن تعاقب من خلال أصحابها الناشرين الأستاذين هشام وتمام باشراحيل بالاعتداء عليهما عبر الاستيلاء على منزلهما الشرعي في صنعاء الذي بنياه طوبة طوبة من حر مالهما عام 1978، وسكنا فيه ابتداء من العام 1980، فهل هي رسالة مقصودة من عابثين بالوحدة أن الجنوبي لايحق له ملك عقار في صنعاء؟ وإن امتلك فلا يحق له البيع بحال من الأحوال؟!.

لقد اهتز الضمير الوطني من اعتداء تعرض له الأستاذ هشام باشراحيل من عصابة مسلحة إلى داخل منزله يوم 12 فبراير الماضي، ولم تأت هذه العصابة لتنثر الورد على رأس الباشراحيل هشام أو حول المنزل، ولكنها أتت بتلك القوة ومن خلال أزيز الرصاص (في مدينة يقال إن السلاح قد منع حمله فيها) لتحتل المنزل وتطرد أصحابه الشرعيين، وإذا لزم الأمر تقتل من فيه بدم بارد، فهل هناك تفسير لما يحدث سوى أن هؤلاء مأمورون ومأجورون لتأديب صوت العقل والحكمة والمهنية العالية (صحيفة «الأيام») بعد أن تجاوزت الحدود (من وجهة نظرهم) بانحيازها الكامل إلى المواطنين في كل أرجاء الوطن، وفي المحافظات الجنوبية تحديدا، وأين هي العدالة التي يجب أن تنصف المظلوم بدلا من أن تترك الظالمين والمعتدين يرتعون ويكررون فعلتهم في وضح النهار- ثانية- يوم أمس بالكتابة على المنزل أنه ملك للمدعو الحضاري الذي هو رأس التدبير الأول والاعتداء المسلح على منزل الباشراحيل في فبراير الماضي.

إن المعتدين أفراد لاتجهل هوياتهم الجهات (العدلية) وجهات الضبط المختصة، فإذا كانت هناك بقية من شرع وعرف وقانون في دولة تدعي في إعلامها أنها قد بلغت مصاف الدول المتقدمة والديمقراطية في أوروبا وأمريكا، فعليها أن تعيد الاعتبار لنفسها أولا قبل أن تعيده لآل باشراحيل و«الأيام» ولكل من يقع عليه ظلم من قوى الفوضى والإرهاب والتصنيف المناطقي، ما لم فإننا في اللادولة، ومصنفون حسب مناطقنا إلى أن نستعيد حقوقنا في المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والدولة العصرية، وإن غدا لناظره لقريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى