لجنة الاحتراف وغياب المقومات

> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيدة:

> جميل جدا أن يتفاعل الاتحاد اليمني العام لكرة القدم مع قرارات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الخاص بالرؤية الآسيوية فيما يتعلق بدوري المحترفين لكرة القدم الذي سينطلق في الموسم المقبل من خلال تشكيل لجنة (الاحتراف) برئاسة الأمين العام لاتحاد الكرة، الذي هو من بين الكوادر الاتحادية المؤهلة والخبيرة، والتي تقع عليها المسئولية في القيام بالشروط المطلوبة حتى تدخل بلادنا مسابقات الاتحاد الآسيوي، وتضمن مشاركات منتخباتنا في أجندة أنشطة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم .

غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نحن جادون أومهيأون لتطبيق شروط الاتحاد الآسيوي حتى نكون ضمن البلدان التي تمثل النخبة في القارة الصفراء على مستوى كرة القدم، ونحن نفتقر إلى أبسط هذه الشروط المطلوب توافرها، وكلكم يعلم ذلك ؟.. فنحن (نعك) في مسابقاتنا المحلية التي تفتقر إلى الكثير من الأسس الواضحة التي ينجم عنها شكوى هذا واعتراض ذاك، ناهيك عن مشكلة الملاعب التي تفتقد -هي الأخرى- إلى الكثير من الشروط كملاعب دولية - باستثناء ملعب (المريسي) الذي دخل الدولية مؤخرا - حتى أصبحت ملاعبنا مهددة من قبل الاتحاد الدولي من خلال حرمان بلادنا من اللعب على أرضنا، وإن كانت الاستضافة المقبلة لخليجي (20) هي الفرصة الوحيدة لوجود هذه الملاعب، حتى تنال الدولية وتنال رضا وقبول ساسة الاتحاد الآسيوي، وقبلهم الاتحاد الدولي والفرق الزائرة لبلادنا، إضافة إلى مشاكل اللاعبين المعارين أو المتنقلين بين الأندية .

هذا كله كوم، وكوم الأندية شكل ثان.. فمعظم أنديتنا تفتقد أبسط الأساسيات والمقومات في حدها الأدنى، فهي لا تمتلك الملعب الدولي ولا المنشأة الحديثة ولا المال ولا الإدارة المحترفة، فكيف -بالله سنكون قادرين على دخول دوري المحترفين التي أخفقت فيه دول شقيقة عندها الكثير من هذه المميزات؟! فما بالك ببلادنا التي تريد مسابقة الزمن وتوهم الغير أنها ستجهز، وهي بذلك تغالط نفسها والرأي العام، لكوننا نعرف البئر وغطائه، وذلك ليس تشاؤما -كما يعتقد البعض- وإنما واقع نشاهده بأم أعيننا، ونرى الوصول إليه من سابع المستحيلات، لكوننا -وبصراحة أكثر- نفتقد كل الشروط المطلوبة، واستحالة تلبيتها خلال سنتين أو خمس سنوات، بل ولاحتى خلال عشرين سنة .

نحن لا نعارض أن يتم تشكيل لجنة المحترفين أو غيرها من اللجان، غير أننا قبل ذلك بحاجة إلى لجان متخصصة بالشأن المحلي .. بل نحن نريد لجانا تخطط لنا مسابقاتنا باليوم والتاريخ..نريد لجانا توضح وبـ(شفافية) كيفية انتقال اللاعبين بين الأندية، ولا نريد الاتحاد أن يكون هو الحكم والخصم في آن واحد ؟.. نريد لجانا ترسم للاعبينا طريقا واضحة غير متعرجة، بدلا من أن يلجأ اللاعب إلى طبيب نفساني، لكونه يلعب مغصوبا و(النونو أقرب مثال!)..نريد لجانا توضح مهام كل جهاز فني، وأين يقيم معسكره، ومع من سيلعب؟، ومن هم اللاعبون الذين يستحقون دخول التشكيلة الوطنية، بدلا من أن نشاهد سباقا محموما بين المدربين في ضم اللاعبين لهذا المنتخب أو ذاك!..نريد لجانا تعرف كيف تتخاطب مع الإعلاميين ومع الجهات الدولية الأخرى، بدلا من التخوين أو إرسال البيانات بعد فوات الأوان أو لعدم وجود المترجم ..نريد ونريد الكثير من الأمور المتعلقة بمسابقاتنا المحلية ومشاركات منتخباتنا وتطورها، بدلا من الدخول في منافسة مع دولة الصومال أو دولة فلسطين في التصنيف الدولي!

نريد ملاعبا عليها القيمة وليس على طريقة ملاعبنا الحالية التي تخرب مجرد ما يتم تسليمها، حتى أننا خجلنا ذات يوم حينما طلب اللاعب الدولي السعودي حسين عبدالغني دخول دورة المياه فوجدها في حالة يصعب وصفها ليستعين بقنينة ماء!!

نريد حكاما ومراقبين يتحلون بالنزاهة، وليس على طريق رميهم بالحجارة أو ترديد شعارات (البيع والشراء)، والتي لم تأت من فراغ .. نريد من الجهات المسئولة أن لا تعذب الأندية في مخصصاتها التي تصرف بشق الأنفس وبحق (إبن هادي)، أو تصرف بعد انتهاء البطولة .. نريد ونريد الكثير حتى تظهر أنشطتنا ومسابقاتنا المحلية مثل الآخرين الذين نشاهدهم ونسمع عنهم، والذين وصلوا إلى القارية والعالمية بعمل متقن وخطوات مدروسة على أرض الواقع.. بعدها يحق لنا أن نطالب الاتحاد الآسيوي أن يشركنا في مسابقاته وبطولاته، وهي الخطوة الأهم التي من خلالها سنصنع مجدنا الكروي على أسس صحيحة ومدروسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى