انظروا إلى القضية.. ماذا ترون؟

> سعيد عولقي:

> إذا كانت قضية ملكية بيت الأستاذين هشام وتمام باشراحيل الكائن في صنعاء تراوح في مكانها لسنوات، وقد استنفذت كل وسائل الحل بين الطرفين برغم تدخل جهات ينظر إليها على أنها لايمكن تدخل قضية إلا وهي قادرة على الخروج منها بالحل، لأنها تمثل رؤوس المجتمع القبلي والمدني والحكومي، ويكفي أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، والأخ نائبه، ومجلس النواب، ورئيس الوزراء.. إلخ، ممن لهم سلطة في هذا البلد التعبان يعرفون ما يكفي ليؤدي إلى حل.

إن الذي ينظر إلى القضية من بعيد مثلي لايرى فيها إلا عرضا من عروض استقواء الشمالي على الجنوبي، ونموذجا لكل ذي عين ترى وأذن تسمع بأن الاستثمار ولو كان حتى ببناء بيت شخصي لأي مخلوق جنوبي، عدني بالذات، آيل للسقوط، ما لم تدعمه ركائز شمالية أو بعض الشيء مؤتمرية جنوبية، وتبقى مع ذلك غير مضمونة، ولا أحد يزايد علي باستعمال كلمة شمالية أو جنوبية بأنها تبث روح الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، لأنني استخدمها للتعريف بين الناس في هذه الدولة التي تجعل التمييز بينهم سمة من سمات العيش كالمتذلل والتذلل للعيش وإلا الفعص كأي صرصار، وما يحدث في قضية بيت الأستاذين باشراحيل يحدث مثله كل يوم وليلة، وجريدة «الأيام» لاتترك ما تقع عليه من شاردة أو واردة إلا وتعطيها حقها في النشر والتبني ما استطاعت إلى ذلك سبيلا- إلا تلك التي لاتقدر على مداميكها- والحق كل الحق أنه يكذب علينا من يقول إن هناك مساواة في مجتمعنا بين الشمال، وما فيه من متنفذين، والشمال وما فيه من مقهورين.. ثم بين الجنوب كناس والجنوب كمتنفذين، وفوقهم كلهم يأتي الشمال أولا ليشل الشيل.

واحد صاحبنا سوى تجربة مسرحية ليؤكد لصاحبه أنه يقدر يدخل باب الأراضي بدون تصريح، واتفقا على اللقاء في اليوم التالي بعد القراع ليتحركا مع بعض إلى تلك الإدارة.. نسيت ما أذكر لكم أن صاحبنا قد نوى لبس الملابس الشعبية الصنعانية، يعني الطقم اللي قدكم تعرفوه من قميص وزنة وخلافه.. المهم وصلا الباب.. صاحبنا العدني وقف تلقائيا عند الحارس الجالس وسط البوابة لكي يستأذنه في الدخول.. أما صاحبنا العدني اللابس صنعاني فقد جزع واثق الخطوة يمشي ملكا، ودخل دون أن يقف في طريقه أي عائق.

ياجماعة صدقوني المسألة في النفس.. في سويداء النفس والقلب.. سمعت اثنين مسئولين عندما يكونوا لوحدهم كل واحد يشكي للثاني، وهات يا حلّاق وبوّاس ودموع، هذا بين المسائيل النص نص.. لكن كمان في آي آي بين المسائيل الكبار.. واحد وزير جنوبي قال مخاطبا واحد من جماعته راح له ليلوذ به من ظلم المتنفذين في البلاد (البلدة للتوضيح)، فراح الوزير يسرح بتفكيره إلى البعيد، ثم قال لصاحبه: «تعرف يابن حسين.. أنا كتبت لك ورقة وشرحت فيها قضيتك واقترحت الحل وحددته، لكن أشتيك تكون على علم قبل ما تخرج من عندي، أن الورقة حقي ما تمشي صلاحياتها إلا من عندي إلى عند باب غرفة مكتبي!».

في شلل كبار الجنوبيين الذين تشملوا تحصّل كلام الصراحة بينهم يقرح قريح، وياريت ما كان اللي كان وحبنا قد زاد من قبل زمان.. ذلحين نشتي ننقص قليل من هذا الحب، وياريت ما كان اللي كان ولا عرفتك من زمان، ياقمري البان المولع.. إلخ، هذه الظاهرة الدونية الجنوبية منتشرة في كل مكان داخل الوطن الحبيب ولاعاد خلت قلب مجبور، ولا في واحد وقعت له بلطجة مثلما وقعت للباشراحيل.. ولا في مرفق حكومي يقدر الجنوبي فيه يرفع رأسه على أخيه الشمالي، ولا في أي جنوبي ما يقولش آح يا أمه ريتك جبتينا وليدة.. ولا في مدرسة إلا والجنوبي أو الجنوبية تعاني من كل صنوف الاضطهاد واستلاب حقوقها فيها، ومهما كانت شاطرة، فإن بنت المسئول تحصل على المركز، حتى ولو كانت من أكبر المطحلات، والهم كثير وكبير وفي كل مكان، وإذا كانت صحيفة «الأيام» هي المنبر الذي تعبر منه الجماهير عن وجيعتها، فإن النزاع على (بيت «الأيام») يبين أي درك وصلت إليه الأخلاق.. وانحدرت إليه.. ماذا أقول؟ الكلمة على طرف لساني، ولكنني أتعفف عن النطق بها تأدبا!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى