> «الأيام» الخضر عبدالله محمد :

طفح بيارة المجاري وتكدس القمامة
بداية الحكاية
نبدأ بحكاية هذا الحي.. عند دخولك إليه ووضع قدميك على ترابه تشاهد بيوتا ضيقة متزاحمة معظمها مبنية من القش والصفيح، وترى شبابا عاطلا عن العمل جالسين على الرصيف عند مدخل الحي.

أبناء الحي دون عمل والبطالة جاثمة على صدورهم
الروائح الكريهة والحشرات منتشرة نتيجة طفح البيارات
بداية قال لنا المواطن عدنان الصياد: «لانستطيع النوم في سطح المنزل، وذلك بسبب الروائح الكريهة، إلى جانب البعوض والحشرات التي تزعجنا أثناء النوم، وقد قمنا بمتابعات حثيثة، حيث وعدنا المسئولون في السلطة المحلية بوضع الحلول نتيجة ما تسببه لنا بيارات المجاري، وهذا قبل الانتخابات الأخيرة، وبعد الانتخابات فوجئنا بأن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح». وأضاف: «المجاري قد وصلت إلى داخل بيوتنا، وبعض الأطفال يسبحون فيها دون علمهم بأضرارها، وبعض الأطفال لايستطيعون النوم على السطوح ولا في الهواء، كون الرائحة العفنة والكريهة تطغى على الأنوف، والبعوض وبعض الحشرات تملأ الهواء، إلى جانب خروج ثعابين صغيرة سامة من البيارات المفتوحة، بالإضافة إلى الفئران وبعض الحشرات الضارة مثل (أم أربعة وأربعين).. فلماذا لايهتمون بنا؟! وهل نحن من الطبقة الدنيا وأصحاب المباني الحديثة من الطبقة العليا؟ وهل محافظنا الكريم يرضيه هذا الوضع؟!.. من أين لنا المال.. نحن أناس فقراء..».

انتشار الأغنام
وفي الحي أيضا التقيت المواطن عمار أحمد سلمان الذي وصف لنا وضع أهالي هذا الحي قائلا: «أكثر ما يعانيه هذا الحي هو رمي القمامة داخل الأحياء وأمام المنازل، وهذه مشكلة المواطنين، فهم لايكلفون أنفسهم عناء التخلص منها في الأماكن المخصصة لذلك، وكذا انتشار الأغنام التي باتت منتشرة بشكل فضيع وكأننا في منطقة ريفية.. وهمنا أيضا هو ضعف الكهرباء وضعف ضخ المياه، ولكن نحاول إيجاد الحلول فقد تلفت الكثير من أجهزتنا الكهربائية.. والله يجازي من كان السبب».
عمال النظافة ليسوا مقصرين ويعملون بكل جهد
عمال النظافة ليسوا مقصرين، ويعملون بكل جهد، ولكن اللوم يعود على المواطنين الذين لايكلفون أنفسهم رمي القمامة والمخلفات في أماكنها، ولكن يرمونها بجانب جدران المنازل.. هذا ما قاله أحد المواطنين وأضاف: «وعبر صحيفة «الأيام» أنصح المواطنين في كل الأحياء أن يضعوا القمامة في المقالب والأماكن الخاصة بها، ولايقوموا برميها بجوار الجدران.. وألا يقولوا عمال النظافة غير مجدين ولايعملون بتفانٍ».

بيارة مجاري وسط المنازل
أما المواطن عواد محمود عبده محمد فيقول: «نحن بصراحة تعبنا في هذا الحي، فالكهرباء ضعيفة، وبعض أجهزتنا المنزلية تعطلت، ونشتكي من ضيق الطرقات وبعض الممرات وما سببته من معاناة لنا، وحين يحترق منزل في هذا الحي لاتستطيع سيارات المطافي الوصول إليه لتقوم بعملية الإطفاء والإنقاذ بسبب الضيق الشديد للمرات..». ويتذكر أيام زمان ويقول: «حي عبدالقوي كان حيا منظما ونظيفا أيام زمان، ولكن هل نقول للزمان ارجع يازمان!».
أما المواطن صالح سالم عيدروس فيقول: «حي عبدالقوي بحاجة ماسة إلى توفير خدمات من مركز صحي وقوة ضخ المياه، ومعالجة مشكلة الصرف الصحي أسوة ببقية مناطق المحافظة، بالإضافة إلى سفلتة الطرقات، ونتمنى أن يدرج هذا الحي المغلوب على أمره في خطط المحافظة وإعطاء مشاريع تلبي احتياجاته وتشغيل شبابه الذين تنتشر البطالة بين أوساطهم».
نهاية الحكاية.. وآخر اللقطات
الكثير من المناظر الموجعة تشاهدها في (حي عبدالقوي الداخلي) طفح مياه مجاري (البيارات العشوائية) وممرات خلفية تنتشر منها روائح كريهة.. أطفال لم يجدوا مكانا للعب إلا على القمامة المنتشرة أو بالقرب منها.. والأغنام تقاسم البشر معيشتهم وتنتصب زرائبها في كل مدخل ومخرج.. شباب عاطلون عن العمل يحملون شهادات ثانوية، والآخر يحمل شهادات جامعية قد مر على تخرجهم الخمس والسبع السنوات، طرقوا جميع الأبواب، حتى الكتبات في الشرطة أو الجيش، لكن دون فائدة.

أحد شوارع الحي دون سفلتة
صحيفة «الأيام» برصدها هذا التحقيق إنما تقدم صورة واضحة لتدارك أوضاع حي الشهيد عبدالقوي الداخلي، والمبادرة من قبل الجهات ذات الاختصاص لوضع الحلول العملية المناسبة.