الصين تقول إن الزلزال أسفر عن أكثر من 70 ألف قتيل أو مفقود

> تشينجدو «الأيام» لوسي هورنبي :

>
رفعت الصين أمس الثلاثاء عدد القتلى أو المفقودين من جراء الزلزال المدمر الذي هز البلاد إلى أكثر من 70 ألفا في حين عثر عمال الانقاذ على ناج آخر بعد ثمانية أيام من الزلزال.

وأفاد بيان حكومي بأن عدد القتلى الآن تجاوز 40 ألفا كما أشارت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) إلى أن 32 ألفا ما زالوا مفقودين.

وكانت السلطات ذكرت في وقت سابق أنها تتوقع أن يتجاوز عدد القتلى 50 ألفا,ويبلغ عدد المصابين نحو 247 ألفا.

وقالت وسائل الاعلام إنه جرى انقاذ ما يوان جيانج في مقاطعة وينتشوان مركز الزلزال الذي وقع في 12 مايو آيار بإقليم سيشوان بعد أن ظل تحت الأنقاض لمدة 179 ساعة.

وقال وانج ويدونج مدير مستشفى إن ما يوان جيانج (31 عاما) المدير التنفيذي بمحطة للطاقة تحدث بعد انقاذه ولكن جسمه "ما زال ضعيفا كما لو كان رضيعا حديث الولادة."

ويأتي انقاذ الرجل في الوقت الذي حاولت فيه الصين اعادة الهدوء للعاصمة الإقليمية تشينجدو بعد أن هرع عشرات الآلاف إلى الشوارع عندما أثار ذعرهم تقرير تلفزيوني أثناء الليل تكهن بوقوع زلزال قوي آخر.

ولكن مع حلول المساء في تشينجدو اليوم أعد آلاف السكان أماكن إيواء مؤقتة لقضاء ليلتهم خشية قضاء الليل في منازلهم.

وأدى كل ذلك إضافة إلى التوابع الجديدة والتوقعات بهطول غزير للأمطار إلى زيادة المصاعب التي تواجه الجيش والحكومة والعمال الذين يحاولون تأمين وصول الأغذية وتوفير أماكن إيواء لملايين من المشردين.

ويتزايد الغضب بين الآباء والأمهات في سيشوان من جراء العدد الكبير للمدارس التي انهارت ودفنت تحتها فصولا مليئة بالتلاميذ. وفي إحدى البلدات طالب مئات في احتجاج علني نادر بمعاقبة أي من يثبت تورطه في أعمال بناء غير مطابقة للمواصفات.

وهرع سكان تشينجدو إلى الشوارع قبيل منتصف الليل أمس الأول بعد أن أفزعهم تقرير تلفزيوني تكهن بزلزال آخر في أعقاب الزلزال الذي هز المنطقة في 12 مايو آيار وبلغت قوته 7.9 درجة.

وانهارت المزيد من المباني ووقعت انهيارات أرضية نتيجة مئات من التوابع التي هزت المنطقة خلال الأسبوع المنصرم. وبعد بضع ساعات من التقرير التلفزيوني عن زلزال آخر شعر السكان بهزة قوتها خمس درجات.

ولكن أذاع تلفزيون إقليمي أمس الثلاثاء مقابلات مع مجموعة من المسؤولين بمكتب دراسة الزلازل لتفسير التكهن بوقوع زلزال آخر وتهدئة المواطنين المذعورين.

وقال هام ويبينج الباحث بالمكتب المحلي لدراسة الزلازل "مجرد شعورك بالتوابع لا يعني أنها ستضرك."

وأثار التكهن بوقوع زلزال آخر الذعر أيضا في بلدية تشونج تشينج وإقليم جيتشو المجاورين.

وأوضح الصخب الذي وقع مدى توتر الأعصاب لدرجة تصل إلى حد الانهيار.

وقال عامل في فندق أمضى ليلته في متنزه عام "أعتقد أن التغطية التلفزيونية تبالغ في الأمر. إنها تصيب الناس بالذعر."

ولقي آلاف الأطفال حتفهم عندما انهارت مدارس وفي بلدة جويان طالب مئات من الأباء والأمهات الثكلى بيوم تذكاري سنوي لاحياء ذكرى أبنائهم ومعاقبة المسؤولين عن بناء مدارس بشكل غير مطابق للمواصفات والحصول على تعويضات.

وتساءل تشاو الذي فقد ابنتيه "لماذا صمدت المنازل في حين انهارت المدرسة؟ وكيف حدث ذلك في العديد من الأماكن؟

"نريد يوما تذكاريا لأبنائنا ولكن نريد أيضا محاكمة المسؤولين."

ونقلت شينخوا عن مصدر عسكري قوله إن عمال الانقاذ وصلوا إلى كل القرى والبلدات في إقليم سيشوان بحلول مساء اليوم.

وسوى الزلزال بلدات بأكملها بالأرض في المناطق الجبلية شمالي وغربي تشينجدو وتشرد نحو خمسة ملايين شخص مما دفع الحكومة للسعي لطلب مساعدات خارجية في شكل خيام.

وقال مسؤولون اليوم إن الصين بحاجة إلى ما يصل إلى ثلاثة ملايين خيمة لإيواء ما يقدر بنحو خمسة ملايين مشرد كما تواجه صعوبة في العثور على المعدات اللازمة.

وقالت جيانج لي نائبة وزير الشؤون المدنية إن أعمال اعادة البناء ستبدأ فقط بمجرد توفير مأوى للجميع سواء في خيام مع أفراد العائلة أو الأقارب أو في مبان عامة مشيرة إلى أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا.

وتابعت في مؤتمر صحفي أن الزلزال كان كبيرا وحدث فجأة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وانهيار عشرات الآلاف من المباني والحاق أضرار بطرق ومنشآت أخرى مضيفة أن "الخطوة المقبلة ستكون دراسة قضية أعمال اعادة البناء" ولكنها لم تحدد مهلة زمنية,وقالت "سيتطلب هذا خطة طويلة المدى."

وفي تشينجدو طلب لي تشينج يون نائب حاكم إقليم سيشوان مزيدا من الخيام.

وقال لصحفيين "نعاني من عجز كبير في الخيام. ومن ثم نأمل أن تتبرع أقاليم أخرى تريد مساعدتنا ودول أخرى بالخيام."

وقالت جيانج أن المناطق التي تأثرت بالكارثة خاصة سيشوان تلقت بالفعل 280 ألف خيمة وتعمل المصانع على مدار الساعة لتوفير 700 ألف خيمة أخرى.

ويتحتم على السلطات أيضا التعامل مع الجثث التي لم يجر التعرف علها ومع الأيتام وكبار السن والمعاقين الذين فقدوا من يتولون رعايتهم.

وأشارت جيانج إلى أن كل مشرد سيحصل على دعم يبلغ عشرة يوان (1.44 دولار) يوميا كما سيحصل الأيتام وكبار السن والمعاقون الذين ليس لديهم من يرعاهم على 600 يوان شهريا للفرد الواحد.

وجرى التعرف على أكثر من 70 يتيما حتى اليوم وبعد أن تتأكد الحكومة من هوياتهم ومن عدم وجود أقارب لهم ستعرضهم للتبني.

وأدت الكارثة إلى تدفق المساعدات سواء من داخل البلاد أو خارجها وجرى حتى اليوم جمع 13.9 مليار يوان.

ولكن لأن الفساد يمثل مشكلة كبيرة في الصين يحرص مسؤولون على تأكيد أنهم سيشرفون عن كثب على الأموال خشية اساءة استخدامها. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى