ساركوزي يبحث عن مكاسب شخصية من المحادثات مع حماس

> باريس «الأيام» سيجفريد مورتكوفيتز :

> عندما أكد وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير أمس الأول ما ورد في تقرير صحفي بأن فرنسا أجرت محادثات سياسية مع حركة حماس الفلسطينية، سارعت الولايات المتحدة بانتقاد ذلك.

وعلق شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قائلا "إننا لا نعتقد أن إجراء اتصال بحماس بالشيء الذي يمكن أن يقرب السلام من شعوب الشرق الأوسط.. لا نعتقد انه بالشيء الحصيف أو الملائم أيضا".

وحرص كوشنير على القول إن الاجتماع السري بين الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد ايف أوبان دو لايسوزيير والمسئولين البارزين في حماس اسماعيل هنية ومحمود الزهار "لم يكن بمثابة علاقات بل مجرد اتصالات.. وأننا لسنا وحدنا الذين أجرينا مثل هذه الاتصالات".

وربما من قبيل المفاجأة انه لم تصدر كلمة سواء بالمدح أو الإدانة من جانب الحكومة الإسرائيلية وهي الأشد اهتماما بمحادثات فرنسا مع حماس.

إلا أنه من غير المتصور أن يكون ساركوزي المؤيد القوي لإسرائيل قد مضى قدما في خطوة من هذا القبيل دون أن يقوم - على الإقل- بإبلاغ إسرائيل وطلب الموافقة منها على ذلك.

وفضلا عن ذلك فان التقرير عن الاجتماع جاء في وقت حرج في العلاقات بين تل أبيب والحركة التي تسيطر على غزة.

وكان الزهار ومسئولون آخرون من حماس توجهوا إلى مصر لمناقشة تهدئة محتملة لمدة 6 أشهر مع إسرائيل بوساطة القاهرة.

وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأحد الماضي انه من المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لمقابلة الرئيس المصري حسني مبارك هذا الأسبوع لبحث مسألة التهدئة.

ومن الدلائل الهامة أن كوشنير من المقرر أن يتوجه إلى المنطقة اليوم الأربعاء في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وليفني وباراك ما يوحي بان فرنسا منخرطة بعمق في مفاوضات التهدئة.

وبحسب دومنيك مويسي الباحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية فإن الصدمة ليست أن تجري فرنسا محادثات مع حماس بل أن تعترف الحكومة الفرنسية بذلك.

يشار إلى أن الصحيفة الفرنسية التي أماطت اللثام عن تعاملات فرنسا مع حماس وثيقة الصلة بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وانه لا يمكن أن تكون قد نشرت الموضوع دون الحصول على موافقة مسبقة منه ما يوحي بأنه يريد أن يستثمر اللقاء في تحقيق مكاسب سياسية.

وكان ساركوزي قال في كلمة متلفزة في نيسان/ابريل الماضي: "كرئيس للدولة لا أستطيع أن أتحدث مع حماس ... لا أستطيع أن أتحدث مع أناس يقولون إن إسرائيل يجب أن تمحى من على الخريطة".

لكن بعيدا عن المبادئ فان للرئيس الفرنسي مصلحة شخصية قوية للغاية فيما يحدث في الشرق الأوسط وهي نجاح مشروع سياسته الخارجية وهو إقامة اتحاد متوسطي.

واتفق مشاركون خلال مناقشة عقدن مؤخرا بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية على انه إذا لم يتغير شيئا في الوضع الراهن الشرق الأوسط فإن عددا من الدول المحورية لمستقبل المشروع مثل الجزائر ستبقي بعيدا ما سيشكل خطرا على مستقبل الاتحاد. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى