من ذا الذي لا يحب عدن؟ !

> «الأيام» عادل أحمد القحوم:

> عدن.. قبلة الثقافة العربية.. عدن صوت الفن العربي، هكذا كانت، وطالما ظلت كذلك سنوات. ذلك الكلام ليس مبالغة أو إطراء لهذه المدينة الساكنة في القلوب المحبة. هكذا كانت - مدينتنا -، نعم مدينتنا عدن ليست لأحد، ليس لمن يريد أن يمتص خيراتها ويسلبها تاريخها وهويتها، مدينتنا ليست لمن يريد أن يختزل دورها وأهميتها في مجال (اقتصادي) وحيد - إذا صدقوا في نواياهم- عدن ليست الثغر الاقتصادي كما يزعمون، عدن عاصمتنا الثقافية قبل أن تكون الاقتصادية أو التجارية، هكذا كانت قبلة المثقف العربي، منبرا لصوت الفن الأصيل الجميل. موقع عدن الثقافي لم يكن بعيدا عن القاهرة أو دمشق وبيروت، لطالما كانت عدن تنافس عواصم العرب الثقافية حضورا في ميادين الأدب والشعر.

أين نحن من ذلك الزمن الجميل في ثمانينات القرن المنصرم وماقبلها! أين لطفي أمان وإدريس حنبلة ومحمد جرادة؟

أين أحمد قاسم والعزاني ومحمد سعد؟، أين هؤلاء وغيرهم، وأين عدن منهم؟. ولماذا لم تنجب مثلهم؟ وبعدهم؟ هكذا أرادوا لكي. وهكذا روعوا أبناءك ومحبيك. هكذا جعلوهم يلهثون وراء الخبز والبحث عن أسباب البقاء، هل زرت مكتبة (باذيب)؟ هكذا كان يسأل كل من زار عدن مثلما يزور الساحل الذهبي أو صهاريج الطويلة. أين أماكن الثقافة؟، أين مكتباتك التي هي رمز لتطور أي أمة ونهوضها ورقيها؟ الكتاب كان القوت اليومي لعدن وأهلها ومحبيها، حتى الكلام الدارج والمنطوق لأهلها كان يصاغ في كلمات رقيقة جميلة لها الوقع الجميل على الأذن. عدن بموقعها البحري المتميز استطاعت أن تسكنها أجناس من ثقافات مختلفة تعايشت وتبلورت في مكون واحد.

من ذا الذي لا يحبك، وأشاع ثقافة غريبة دخيلة عليك؟، من ذا الذي لايحبك ويحاول تقطيع أوصالك وجعل ثقافتك قائمة على جلسات اجترار الماضي بملامح باهتة بعيدة عن الأصل؟، من جعل ثقافتك تستهوي مرتادي حفلات المراقص والملاهي الليلية؟، من ذا الذي أبعدك عنا وجعل بيننا وبينك حاجزاً وحدودا؟

حتى وسائل الثقافة والإعلام العدنية بعيدة عنا، حتى وإن كانت قريبة منا سنوات، ونحن نترقب وفي انتظار وصول صوتك وصورتك. نسمع ونرى قنوات الصين والأرجنتين ولا نرى صوت عدن، من ذا الذي لا يحبك ياعدن؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى