الإبداع الذاتي للأمة

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> استقلال الوعي واستشعار الدافعية الذاتية وحتى الجماعية وتنمية القدرات الإبداعية، هي محور الطابع الجمالي.. الذي يجب أن يستلهم شباب ومبدعو ومثقفو الأمة، وحتى سياسيوها ووعاظها ومرشدوها ثوابته بالحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي وجعل معطياته متغيرات قابلة للاستيعاب بروح الخصوصية الثقافية المستمدة من هذا التراث.

فنحن اليوم نمتلك أبعادا مؤثرة في ترجمة هذا الإبداع وتوصيله إلى رجل الشارع العادي.. لكن قنوات التوصيل والاتصال أوغلت في التبعية الثقافية إلى حد الابتداع المحض.. وأضحت دافعية الإبداع هذه هجينة ممسوخة مشوهة.وبالتالي تدنى تأثير هذه الأبعاد عند تلك الحدود، لأنها أبقت نفسها حبيسة حدود معينة تلازمها دون أدنى تطلعات تذكر.

من هنا فإن العملية حتى وإن تأتت الدافعية، فإنها تتطلب الاستمرارية، وإن تحققت الاستمرارية فلا بأس من المنهجية المنطقية.. بالحرص على ملازمة إبداع الأمة وتراثها من حضارة وأدب وفن ومعمار وغيره.. لأن الجديد السار يهدي خير من القديم الضال بتقليد.. أو التلقي التام بإسعاف واستخفاف على غير وعي.مهمة الإبداع الذاتي مهمة جسيمة.. لكن معضلاتها كثيرة.. بوصفها خطوة تحتاج إلى مؤسسية، لكن المؤسسة على النمط الحالي غير قابلة للارتقاء، لأنها تؤثر في أحايين كثيرة.. التعميم بتوجيه على الإصلاح بتوجيه.. لذا ظلت إصلاحاتها منتظرة إن لم تكن غائبة وبالأصح مغيبة.. مع بقاء التعميم بمساوئه من الاستخدام والتثبيت.

اللافت للنظر أن الدعوات الإحيائية حتى في العصور المتردية القريبة، كانت فردية.. بظواهر عامة أو مجتمعة.. لكنها استشعرت الإحياء من وحي التراث، بمواكبة الجديد، فجاء هذا الإحياء نقيا جميلا بالغ التأثير عميق الفائدة.. فضلا عن تجانس شكله ومضمونه، وإن اختلفت أقطاره.. ما يعني أن المصير واحد والأمة واحدة.. والنسيج هو ذاته، لكن اللحمة عراها غير وثيقة اليوم، وسداها تحدرت من أقطاب عدة.. وأتصور أن الأمر بحاجة للمعالجة، كل في مجاله وبما تقتضيه المصلحة العامة، والتي هي بالطبع أيضا واحدة، لكن تجلياتها بحاجة إلى الارتكاز على قاعدة التراث ومباشرة المعاصرة من عند هذا المحور مع الحرص على السلامة في الأداء والكيفية في الانتقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى