القات.. إرهابي يستوطن أراضينا.. شباب المسيمير بين مطرقة القات وسندان البطالة

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
إحدى مزارع القات بالمسيمير
إحدى مزارع القات بالمسيمير
القات غول في الخدود وقنبلة موقوتة في الجيوب.. القات مدمر لصحة متعاطيه، وهو يمتص قوى متعاطيه، وبسببه تتبدد وتستنزف طاقات الشباب، القات ذلك الغول الأخضر، قد نبتت له أنياب وأظافر، حتى أنه عقد صفقة لتدمير شبابنا وطلابنا ووجد فيهم جنودا احتضنوا طور نموه حتى تحول القات إلى ما يشبه الهيموجلوبين في دمائهم. موضوع النضال للقضاء على القات واستئصاله يحتاج إلى إرادة سياسية تخلص لها مواقف المسئولين وتسخرلها مجهودات الجميع بمحاربته والإجهاز عليه باعتباره العدو الأول لصحة الإنسان، والمدمر الحقيقي للجهازة المناعي بعكس ما يعتقد متعاطوه من أنه يضخ في أوردتهم وشرايينهم جرعات من الطاقة الحرارية، وأنه مخدر موضعي يزول بزوال المؤثر، فالقات لغز العصر المستعصي فك طلاسمه ورموزه إلا بالتوعية المستمرة وبالتثقيف المكثف.

القات يحاصرنا في المنزل والمكتب والنادي والشارع وفي جميع الأماكن، إنه باختصار الوجه الآخر الذي يلغي فكر محاربته.. «الأيام» سطرت طرق وأساليب الخلاص من هذه النبته، فكان أن جمعت آراء مختلفة صبت جميعها في السعي لاقتلاعه.. فإليكم أعزائي القراء ما حوته سطورها.

القات قنبلة مؤثرة ذهنياً ومهدرة للمال

وحول تأثيرات القات على الجانب الذهني والذكاء عند طلاب المدارس، فقد التقينا الطالب الجامعي أسامة محمد الحكيم، الذي وضع بعض الاستفهامات عن القات قائلاً: للأسف هناك العديد من الطلاب لا يذاكرون دروسهم إلا بالقات فهم يخزنون المعلومات في منح مخدر مفتاحة بيد «القات»، ومن المؤسف جداً أن غالبية الطلاب الموالعة تتبخر عندهم المعلومات وكل ما راجعوه واستذكروه وحفظوه طيلة ساعات عديدة مباشرة بعد «نجع» القات، وهذه هي المأساة، بل الكارثة الحقيقية التي تحل بشريحة الطلاب «الموالعة»، وواصل حديثه بالقول: الطامة والمصيبة الكبرى أن الأغلبية الكاسحة والعظمى من الكوادر التربوية بالمديرية ومديري المدارس والمعلمين هم من أنصار القات، وهم من يدعمون تواجده، لأنهم من بين المتورطين في تعاطي هذه المادة حتى أن البعض منهم يعتبر القات القناة التي تتحكم في شخصيته وقراراته. ومضى متعجباً في حديثة: إذا كان المعلم الذي يعتبر قدوة للطالب تربطه علاقة مودة وعشق مع القات لدرجة أن أحد المعلمين المعروفين وصل به الحال إلى أن يدافع عن القات ذات مرة ويعدد محاسنه أمام الطلاب، فكيف بالله سيصلح حال الطالب إذا كان عود المعلم أعوج.

واختتم حديثه قائلاً: يجب على جميع المواطنين القيام بدورهم في محاربة ومنع تعاطي القات بين أوساط أبنائهم الطلاب، كما يجب على الجهات ذات العلاقة الاضطلاع أكثر بمهامها في محاربة مثل هذه الظواهر الشاذة والقضاء عليها.

شباب يحاصرهم القات والبطالة وينتظرون فرص العمل
شباب يحاصرهم القات والبطالة وينتظرون فرص العمل
مشكلة القات مستعصية والقضاء عليه ومحاربته واجب على الجميع

أما الخريج الجامعي نبيل محمد ناصر

فقد أبدى بعض انطباعاته عن القات قائلاً:في الحقيقة القات أصبح مشكلة مستعصية وعويصة ومسألة إنهائه مسألة شاقة، لكن ليست بمستحيلة.

وقال: النضال ضد شجرة القات يحتاج النفس الطويل من الجميع، ويجب أن يكون ذلك في منظمومة متناسقة يشترك فيها المواطن وجهات الاختصاص، حتى تضمن للعملية النجاح، وأردف قائلاً: هناك بعض الأشخاص امتزجت في عقولهم فكرة مغلوطة عن القات حتى أنهم يعتبرون مصدر للطاقة والقوة والنشاط، وهذا شيء محزن ويحز في النفس ألماً وحسرة، وأضاف قائلاً: نحن أهالي المسيمير صحيح أننا نعتمد على زراعته، لكن هذا لا يمنعنا أن نكون أول المبادرين لاقتلاعه، وقال: نحن المواطنين مستعدون لتقديم كل مايلزم منا في سبيل اجتثاث هذه الشجرة القبيحة، وسنبدي جميعاً تعاوننا وكل ما بوسعنا من أجل اقتلاعها، ونقول للجهات المسؤولة والمعنية أننا أول المتعاونين معها في حال إقدامها لإزالة هذه الآفة الخطيرة على المجتمع، وأبدى استغرابه بالقول: هناك البعض من لا يريد لمثل هذه الخطوة الإيجابية أن يحالفها النجاح أو أن يعتمل بها، ومن هؤلاء قيادة السلطة المحلية بالمديرية الذين كما يعرف الجميع تربطهم علاقات وطيدة وحميمة مع القات، بل أن بعض الإخوة في سلطة المديرية يعيشون عناقاً يومياً مع القات، حتى أن أحدهم أصبح لايستطيع البقاء ولو الدقائق بدون فترة لا يكاد يفارق القات إلا في المنام، بل أن هذه القيادي المحلي الكبير لا يحبذ الظهور عند إلقاء الخطابات والبيانات في أي حفل أو مناسبة إلا وهو قارح قات وبحشامته تسمع كل الحضور، وهذا شيء مؤسف ومحزن أن نرى القدوة كهذا النوع.. وقال متعجباً: كيف لنا أن نعالح هذه المشكلة، بينما من يقع عليهم واجب القيام بالعلاج هم من فصيلة الموالعة، وهم أنفسهم أساساً بحاجة إلى توعية وعلاج.. وهنا تكمن الكارثة والمصيبة.

واختتم حديثه قائلاً: إذا كنا نريد الخلاص من القات وأوبئته وأمراضه بحق وحقيقة، فعلينا أن نخلص النيات لذلك وأن نبذل الغالي والنفيس ونضحي بالمال ونعطي الجهد من أجل ذلك، وفي المقابل على السلطة والجهات الرسمية المعنية أن تساعدنا في ذلك بإعطاء ومنح بدائل أخرى كتوفير البذور وأيضاً الإسهام بتوفير الأشجار والمزروعات، حتى بمقابل رمزي والتي من خلالها يستطيع المزارع أو المواطن أن يغطي النواقص والعيوب المادية التي قد يغلغها قلع شجرة القات، وبالتالي لا يشعر المواطن بأي خوى مالي أو بفارق الخسارة المادية التي قد تحصل له جراء ذلك، فهل ستسخر كافة جهودنا للقضاء على القات، وهل ستكون المسيمير هي المبادرة والنواة الأولى لانطلاق ثورة اقتلاع هذه الشجرة الخبيثة، هذا ما نتمناه وإن شاء الله يتحقق في القريب العاجل، وشكراً لصحيفة «الأيام» على تبنيها لمثل هذه القضايا ومناقشتها لها وطرحها الموضوعي الهادف، كون هذه القضية وطنية وإنسانية، لأنها مرتبطة أولاً وأخيراً بحياة وصحة المواطن ومصيره.

إحدى الأراضي المزروعة بالقات في المسيمير
إحدى الأراضي المزروعة بالقات في المسيمير
القات الوجه الآخر للمرض

القات العدو الحقيقي لصحة الإنسان، فهو يستنزف المخزون الذهني والفكري والبدني لمتعاطيه، والإنسان الصحيح من الأمراض والسليم هو من لا تربطه أي صلة بالقات. والمجتمع الصحي السليم البعيد من كل المؤثرات لابد أن يؤسس ويقوم بناؤه على معايير وأبعاد وأدوات عمل يؤمن بها الجميع، وأول وأهم هذه الأسس اليقين التام أن "القات" هو عدو الصحة ومستهلكها الأول والأخير، وهو من يسطو على الجيوب ويدمر الاقتصاد الوطني، وهو المتسبب في إرباك حسابات البيوت.

فهل وصلت الفكرة إليكم أيها"الموالعة" دعونا جميعاً من الآن نلتف خلف محاربته والقضاء عليه وننساق وراء اقتلاعه واجتثاثه من أراضينا الزراعية، ويا كل ضحايا "القات" انتبهوا، فالذي تدللونه وباء يمتص رصيد العمر ويهدر المال ويزرع الفتنة في الجيوب، والمصدر الأول لانتشار المفاسد في مجتمعنا، وهو المتهم الأول في مصادرة الصحة والإتيان بالمرض وهو العنوان البارز لطي صفحات الأمل لدى الكثير ومبعث للهموم والمصائب والفقر.

«الأيام» أدت دورها بفتح مصراعيها لجميع الآراء والمداخلات حول قضية «القات» المؤرقة، والتي من خلاله استطاعت أن تخرج بجملة من المخارج والمعالجات الممكنة والمناسبة التي لو اعتمل بها سنرفع عما قريب رايات تحرر أرضنا من سيطرة القات المزمنة، ولهذا كان لـ«الأيام» السبق في إثراء هذا الموضوع بأن حملت على عاتقها تبليغ وإيصال هذه الرسالة بكل مدلولاتها ومقاصدها النبيلة لجميع الجهات والقنوات الرسمية والشعبية آملة من الجميع المشاركة والإسهام والتحرك بفاعلية لما من شأن ذلك نزع هذه الآفة الخطيرة من بين أحضان تربة أراضينا.. وحسبنا أننا نبهنا ثم أبلغنا اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى