مايو بأي حال عدت؟!

> «الأيام» ثابت أحمد مهدي:

> قبل ثمانية عشرعاما عندما كان البحث عن السبيل إلى الوطن الواحد كانت الصراعات الشطرية قد استنزفت أكثر مما أعطت للوطن، والسؤال المطروح حينها هو عما سيكون إليه قدر الوطن الموحد بعد أن عانى ردحا طويلا من التمزق والشتات، وعندما ارتفعت راية الوطن المفقودة المولودة التي بها أعادت لنا روح الشعور الوطني والانتماء التاريخي بعد فقدانه لفترة طويلة.

فالوطن لم يعد شطران، والأرض لم تعد كذلك، ومن هنا برزت أمامنا أسئلة كثيرة، منها هل يستطيع أبناء الوطن الحفاظ على هذا الحلم بعد أن أعاد إلينا مكانتنا ووجودنا التاريخي بين الأمم، بحيث لا يمكن التضحية بهذا الحلم المستمد مبادءه وأهدافه من مبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر التاريخيتين، إلا أننا غير مكترثين أو مبالين بأن التاريخ لا يرحم، وقد يأتي يوم يصفعنا فيه بقسوة شديدة كذلك لم يخلد إلى أذهاننا أيضاً أن هناك من يحاول سبق ذلك وإحالة التاريخ إلى التقاعد.

مع أن هناك ثمة واضحة كانت تقول أن التاريخ كان يعمل لحساب طرف ضد الآخر، وفعلا وجدنا أنفسنا أمام هذا الاستنتاج لهذين المعنيين، حيث داهمتنا سحب الأزمة المبكرة حينها وتداعياتها المعروفة للجميع، وقدرنا أننا في الشهر الذي فرحنا فيه كان لزاما علينا أن نحزن فيه أيضا، مخلف للوطن جروحا غائرة أبت أن تندمل.

واليوم نحن في هذا الشهر (مايو) شهر الفرح والحزن ذكرى لم الشمل الوطني، وهنا دعونا قبل ذلك أن نقول بأنه مثلما لا يمكن التضحية بهذا المنجز التاريخي لأسباب وطنية وتاريخة فإنه لا يمكن لنا تصور الحق مقلوبا بشروط تفرض علينا غصبا، كما أن بناء القوة في زمن اليوم لم يعد كافيا لإنتاج الخوف لدى الآخرين، كما لم يعد مشروعا لمصادرة حقوق الآخرين خارج مفهوم الوحدة المعمدة بالدم.

إذا كيف تريدون أن نحتفل وفي الحلق مرارة وفي القلب جرح في وضع كهذا الذي نعيشه اليوم في المحافظات الجنوبية، فالأحداث قد أصبحت تمضي أسرع من التوقعات، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الصورة في الغد.

أخيرا إننا ندعو من كل قلوبنا إلى إطلاق سراح المعتقلين، وبالخير على هذا الوطن الذي عانى كثيرا من الويلات والمآسي وأن تهب عليه رياح الحرية والاستقرار الذي حرم منها طويلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى