أكاديميون في ندوة (الوحدة اليمنية.. الواقع والتحديات المستقبلية) يؤكدون الفساد وغياب الدولة المدنية والمواطنة المتساوية وعودة القبيلة للحكم وتقييد هامش الديمقراطية ومحاربة الرأي والتعبير تحديات أمام الوحدة اليمنية

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
في ندوة أكاديمية علمية بمناسبة العيد الـ(18) للوحدة اليمنية نظمتها الدائرة الثقافية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يوم الأربعاء بعنوان (الوحدة اليمنية الواقع والتحديات المستقبلية) ناقشت البعد الفكري والبعد السياسي والبعد الاجتماعي والبعد الإعلامي لقيام الوحدة اليمنيه أكد المشاركون أن الفساد وغياب الدولة المدنية والمواطنة المتساوية وعودة القبيلة للحكم وتقييد هامش الديمقراطية ومحاربة الرأي والتعبير تحديات أمام الوحدة اليمنية.

وفي بداية الندوه التي أدارها الأستاذ الدكتور عبدالله العزعزي رئيس الشعبة الثقافية في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والمسئول الإعلامي في نقابة أعضاء هئية التدريس بجامعة صنعاء قال الدكتور جميل عون أستاذ الفكر العربي الحديث بجامعة صنعاء:«إن النظام الحاكم في اليمن الحالي يعتبر نفسه ظل الله في الأرض, يختزل أحلام المواطنين في الديمقراطية والوحدة اليمنية لم تكن قوية بقوة الدولة المركزية, لكن الحاصل عندنا أنه لا توجد دولة وإنما سلطة متسلطة كما أنه لا توجد هناك ديمقراطية حقيقية في اليمن وإنما انتخابات مزورة»، مشيرا إلى أن الديمقراطية اليمنية في ظل الوحدة ليست سوى ديكور لبقاء الحاكم وقال:«إن قيام الوحدة جاء على شرط الديمقراطية والحرية، والحزب الحاكم جعل التداول السلمي للسلطة خطاً أحمر لا يمس الأمر الذي ولد أزمة رافقت قيام الوحدة اليمنية في الفكر والواقع السياسي». وأشار عون إلى علاج قيام الوحدة بالقول:«لكي نعالج الحراك السياسي الداعي للانفصال ينبغي أن نشخص الطبيعة التسلطية للحزب الحاكم الذي يختزل هموم وأحلام المواطنين ومعرفة أن ما يحدث هو بفعل مدستر وتسلطي لا يهمه بناء الدولة الحديثة»، وقال عون:«الوحدة قامت من أجل الإصلاح وما يحدث الآن أن الفساد عمم في جميع مفاصل الحياة اليمنية في ظل ديمقراطية غائبة وللعلم هناك نصوص ومواد دستورية ألغيت كانت تتضمن مبادئ وأسس قيام الوحدة»، واختتم عون ورقته الفكرية حول قيام الوحده، منبها إلى أن اليمن إذا لم ينتبه للمعالجات الحقيقية فإنه سيتحول إلى (يمنات )

من جانبه ناقش رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء محمد محسن الظاهري البعد السياسي للوحدة اليمنية قائلا في بداية حديثه:«في ظل انطفاء الكهرباء في العاصمة صنعاء نشعل وإياكم شمعة الوحدة الـ (18)» مشيرا إلى أن لدى اليمنيين مخزونا عاطفيا تجاه الوحدة , وتمت تنشئته من الطفولة ليكون وحدويا معتبرا أن الوحدة واجب ديني واحتياج سياسي واقتصادي وقال:«إن الوحدة اليمنية من أغلى التوحدات في العالم حيث دفعت ثمنا كبيرا من دم أبنائها وخاضت حروبا عدة من أجل أن تقوم» مؤكدا أن الوحدة اليمنية طلب ودها الحكام الشطريون وكان (مهرها التعديدية السياسية والحزبية) وأضاف:«إن دولة الوحدة محصلة لكيانين غير ديمقراطيين وإن الانتخابات المتعددة لا تؤتي أكلها».

وانتقد الظاهري نقل ما سماه (المقدس) من المجال الديني إلى المجال السياسي, معتبرا أن الأبوة السياسية في اليمن تفتقد الحنان على حد تعبيره.

وأضاف أن المخزون العاطفي لدى المواطنين للوحدة موجود ونابض إلا أنه (للأسف) قابل للتشطير , مستدلا بالتاريخ اليمني الذي مر بمراحل توحد ومراحل تجزؤ عبر المراحل التاريخية.

وقال:«إن هناك من يجعل الوحدة شيئا مقدسا», مبديا عدم اقتناعه بذلك, «ونحن توحدنا سياسيا وجغرافيا لكننا مشطرون نفسيا» وانتقد ما سماه أيضا (التقزيم للوحدة) وبروز مصطلحات حديثة مثل: القضية الجنوبية، الحراك في الجنوب، معتبرا أن نضال اليمنيين يجب أن يكرس لاسترداد الحقوق والحريات ومواجهة النخبة الحاكمة التي تدنى أداؤها.

وتطرق الدكتور الظاهري إلى تحد آخر يهدد الوحدة يتمثل باستنزاف ما سماه (شرعية الدولة) من خلال عدم تلبيتها لمطالب المواطنين الأمر الذي ولد عند مواطني اليمن حالة عدم رضى تجاه الوحدة.

وقال الظاهري:«إن تدني أداء الحكومات اليمنية وركونها إلى شرعية الوحدة فقط دون أن توجد مؤسسات أو تفعل شرعية الأداء والإنجاز يعزز من قيام ما يسمى بالحراك أو الانتفاضات» مفرقا في الوقت نفسه بين الوحدة منهجاً كهدف غال وبين تدني أداء الحكومة والحزب الحاكم معتبرا أن أخطر ما يهدد الوحدة اليمنية هو الفساد .

واعتبر أن التحدي الثالث أمام الوحدة اليمنية يتمثل بالنكوص عن دفع (مهر الوحدة) التي وصفها بالعروس الجميلة التي تزوجت ولم يدفع مهرها حتى الآن والمتمثل بالحرية والديمقراطيه مشيرا إلى أن القادة الذين حققوا الوحدة اليمنية كانوا وحدويين ولكن ليسوا ديمقراطيين.

مؤكدا أن تحفظه حول انتخابات المحافظين, يتمثل بحصر الهيئة الناخبة على أعضاء المجالس المحلية وعدم توسعتها للانتخاب المباشر من قبل الشعب.

مستغربا في الوقت نفسه ومتسائلا:«كيف تحدث انتخابات ونحن نسمع أزيز الرصاص ودوي المدافع في صعدة؟ وذلك ما يعتبر تناقضا ودليلا على خلل بنيوي وثقافي في دولة الوحدة» وانتقد الظاهري الأحزاب السياسية و مؤسسات المجتمع المدني بسبب عجزها عن تكوين البديل للنظام السياسي الحالي معتبرا إياها مازالت في مرحلة التأثير بالخارج دون الانتقال إلى مرحلة الفعل والتأثير.

أما الأستاذ الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء فقد حدد التحديات التي تواجه الوحدة اليمنية بخمسة تحديات تتمثل بغياب الدولة المدنية, وغياب المواطنة المتساوية, وغياب مكافحة الفساد, وغياب التنمية, وغياب المشروع الوطني الذي يجب أن يلتف حوله الجميع.

وقال الصلاحي:«إن الوحدة اليمنية وسيلة لتحقيق الرفاهية والكرامة للمواطن ونحن الآن أمام أزمة فنحن بحاجة إلى مشروع وطني إنمائي لتغيير اتجاهات وأفكار المواطنيين فلا نتوقع قيام دولة تقوم على القبيلة والتعصب والعسكر». وأكد الصلاحي أن تحديات الوحدة تتمثل في محاولة الخروج من الانجرار لاتباع القبيلة، وإنشاء مجتمع الدولة، وترسيخ عملية التحول الديمقراطي وتوسيع الحريات العام ، وخلق ثقافة مدنية تحتكم للقانون، وإيجاد دولة مؤسسية وديمقراطية بفاعلية سياسية، وعموما الوطن لا قيمة له إلا بالمواطن ). كما استعرض الأستاذ الدكتور وديع العزعزي أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء الخطاب الإعلامي في الصحف الرسمية والحزبية والمستقلة .

مؤكدا أن مستوى التعددية الصحفية خلق تعددا في مستوى الخطاب الصحفي منتقدا نظرة السياسيين للصحفيين والإعلاميين باعتبارهم (أبواقا لهم) وقال: «إن الوسائط الإعلامية لا تمتلك أجندة واضحة ومتوازنة نحو القرار و المجتمع»، مقترحا عددا من المعالجات أبرزها إصلاح النظام الإعلامي بمجمل مكوناته وترسيخ المهنية والاعتماد عليها , وتوسيع الحريات الصحفية وتقوية دور نقابة الصحفيين اليمنيين وصياغة ميثاق شرف صحفي والاهتمام بالحقوق المعيشية للصحفيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى