وحدة نفوس.. أم وحدة نصوص

> سلام سالم أبوجاهل:

> بعد نشر مقالي الأول بعنوان (الجسد واحد والهدف واحد) الذي نشر في صحيفة «الأيام» وجدت بعض الانتقادات، وكل انتقاد يختلف عن الآخر، وذلك لاختلاف وجهات نظر كل فريق.

فالفريق الأول الذي يحسب كل صيحة عليه، كان انتقاده اتهاما بأن المقال يحمل في طياته نبرة الانفصال ونغمة العنصرية، مع أن المقال واضح كالشمس في رابعة النهار، ولايحمل إلا الحق المبين، ولانزكي على الله أحدا، ولكن الذين يحسبون كل صيحة عليهم لايرون إلا ما يخالف أهدافهم فيعدونه تجاوزا للثوابت.. نعم تلك الثوابت التي يجوز لهم أن يتجاوزوها وحدهم دون غيرهم.

فهذا الفريق يحمل شعار (إن لم تكن معي فأنت ضدي)، وإلا متى كان الحق والصدق انفصالا وعنصرية؟! فهل إذا طالبت بحق من حقوقي يكون عنصرية وانفصالا وتجاوزا للثوابت؟! ثم هل علينا عيب إذا قلنا بأن معظم أبناء الجنوب بعد الوحدة حالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار؟ أم أن هذه ليست حقائق ملموسة وواضحة.

الواقع يكشف ما تتستر عليه السلطة.. نعم فهذا الفريق لا ألومه لأنه يسعى جاهدا إلى هيمنته ومركزيته، ولايرضى أن يقاسمه فيها حيٌّ على الأرض.

أما الفريق الآخر الذي يمثل الوجه الآخر للسلطة فهو ممن نحسبهم حملة الأمانة- أمانة العلم والعدل- فهؤلاء كان انتقادهم لوما وتأنيبا وإدانة لما كتبنا، وتنديدا لحراكنا المبارك، فهم يرمون باللوم علينا- وعلينا وحدنا- ويبرئون السلطة من كل الأخطاء، وهذه إدانة بلا إنصاف، وخيانة للأمانة التي حملهم إياها رب السموات والأرض، لأنهم لم يذكروا الأسباب التي صنعت الفتن وعمقت الشروخ التي كانت كلها ناتجة عن تجاهل السلطة للقضية الجنوبية، بل والغطرسة التي انتهجتها السلطة في مواجهة القضية وأصحابها بالاعتقالات والمداهمات، وقس على ذلك.

فهذا الفريق قد أخطأ وخان، لأنه لم ينصف، بل وتعدى أحدهم قائلا: «وعلى أبناء تلك المحافظات أن ينظروا إلى ما كانوا عليه قبل الوحدة وما هم عليه اليوم..»! وهذا تعيير لأبناء تلك المحافظات قاطبة، وليس تنديدا كما يظن هذا الفريق، فهل يا من حملت أمانة البلاغ، وتصف نفسك الوريث للأنبياء تريد أبناء المحافظات الجنوبية كما كانوا تحت الظلم والاضطهاد قبل الوحدة أن يستمروا بالمكوث تحت الظلم والاضطهاد اليوم وغدا حتى يأتي المهدى المنتظر فيحررهم؟!.

وهل الدولة بريئة مما حدث ويحدث؟ أم أن دولة الفاتحين يحق لها أن تستعبد أبناء البلاد التي فتحتها، وتنتهب ثرواتها، وتجوع أبناءها؟!.

أخيرا أقول للسلطة نحن نريد وحدة نفوس بإقامة العدل وإحقاق الحق، ولانريد وحدة نصوص تتلى علينا في وسائل الإعلام آناء الليل وأطراف النهار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى