ميشال سليمان رمز للوحدة في لبنان المنقسم

> بيروت «الأيام» توم بيري :

>
استطاع العماد ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني المقرر انتخابه رئيسا للجمهورية يوم الأحد الحفاظ على وحدة الجيش خلال ثلاث سنوات من الاضطرابات دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية جديدة.

وكرئيس جديد للبنان سيتمثل التحدي الرئيسي أمامه في محاولة التوفيق بين السياسيين المتخاصمين الذين اتفقوا على توليه رئاسة بلد أصيب بالشلل بسبب صراعهم على السلطة.

وقال سليمان المقرر أن ينتخب من قبل البرلمان لصحيفة السفير اللبنانية "أنا وحدي لا استطيع إنقاذ البلد. هذه مهمة الجميع."

ويتولى سليمان قيادة الجيش منذ عشر سنوات وأبقى الجيش بعيدا عن الاشتباكات التي اندلعت هذا الشهر عندما أشعل الصراع السياسي أسوأ صراع مدني منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وبدلا من التصدي للمسلحين انتشرت قواته فقط للحفاظ على السلام بعد انتهاء المعارك بانتصار مقاتلي حزب الله أقوى الجماعات اللبنانية على الإطلاق والذي كانت تربطه بها علاقات طيبة في الماضي.

وقال سليمان الذي قوبل تعامله مع الازمة الاخيرة بالثناء من قبل حزب الله بينما أثار استياء الائتلاف الحاكم بسبب عدم تصدي الجيش لهجوم الحزب "الأمن ليس بالعضلات بل بالإرادة السياسية المشتركة."

ورغم انتقادها للجيش لم تسحب فصائل الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا دعمهالسليمان كمرشح توافقي للمنصب الذي كانوا يأملون أن يشغله أحد زعمائهم.

وسيتولى سليمان (59 عاما) منصبا شاغرا منذ نوفمبر تشرين الثاني عندما انتهت ولاية الرئيس السابق اميل لحود الحليف لدمشق الذي كان ينظر إليه خصومه على أنه دمية في يد سوريا.

وعين سليمان قائدا للجيش في عام 1998 عندما كانت سوريا تهيمن على لبنان.. ونسق عن قرب مع القوات السورية قبل انسحابها من لبنان في عام 2005 تحت ضغوط لبنانية ودولية اثارها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وكرئيس للبنان سيتعين عليه مواجهة عدد من القضايا المثيرة للانقسام من بينها قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله في لبنان.

وكان سليمان غير راغب أو غير قادر على منع حزب الله المدعوم من سوريا وايران من بناء ترسانته وتجديدها بعد الحرب التي خاضها في عام 2006 مع إسرائيل.

وإذا كانت التوترات الطائفية في لبنان قد اختبرت وحدة الجيش فإن موارده تحملت أعباء أيضا بانتشار 15 ألف جندي في الجنوب بعد حرب عام 2006 وبسبب المعارك الطويلة مع متشددين إسلاميين في الشمال في عام 2007.

وأشرف سليمان وهو ماروني من قرية عمشيت على انتشار القوات في الجنوب بموجب قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

ويتولى الرئاسة في لبنان ماروني بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي.

وعلت صورة سليمان كشخصية وطنية خلال المعارك التي استمرت 15 أسبوعا بين الجيش وإسلاميين متشددين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان قبل نحو عام.

والتف اللبنانيون حول الجيش خلال حملته ضد المتشددين التي قتل خلالها أكثر من 420 شخصا بينهم 168 جنديا قبل أن يتمكن الجيش من القضاء على التمرد.

ويجيد سليمان اللغتين الانجليزية والفرنسية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد.

وتخرج سليمان من الاكاديمية العسكرية في عام 1970 ويحمل اجازة في العلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى