> بيروت «الأيام» جوسلين زبليط :

اعرب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي سيقدم اليوم الاحد استقالة حكومته في ختام ثلاث سنوات طغى عليها استعراض قوة مع المعارضة بقيادة حزب الله، عن رغبته في عدم ترؤس حكومة جديدة، وذلك في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس.

واثر الاتفاق الذي ابرم في الدوحة (قطر) الاربعاء بين طرفي النزاع والذي وضع حدا لثمانية عشر شهرا من ازمة سياسية حادة، ينتخب النواب اللبنانيون الاحد رئيسا للجمهورية هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

وبحسب الدستور، ينبغي عندئذ على الحكومة ان تقدم استقالتها للرئيس الجديد الذي يعين رئيسا للوزراء (من الطائفة السنية) في اعقاب استشارات نيابية ملزمة.

وقال السنيورة لوكالة فرانس برس "لقد مارست مهامي طيلة ثلاث سنوات، واعتقد ان الوقت حان للتغيير".

واضاف "لكن اذا كان الامر يعود لي انا شخصيا، فاني راغب في التخلي عن منصبي. لقد اكتفيت. وحان الوقت للتوجه نحو امور اخرى على علاقة بالشان العام".

لكن رئيس الوزراء الحالي (64 عاما) شدد ان القرار النهائي يعود للغالبية النيابية التي ينتمي اليها وان لم يكن هو نفسه نائبا.

ويجري في هذه المرحلة التداول باسم السنيورة الى جانب سعد الدين الحريري زعيم تيار المستقبل، ابرز مناهضي سوريا، لتولي رئاسة الحكومة الجديدة.

وبعد 19 تاجيلا، يعقد مجلس النواب اللبناني اليوم الاحد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد شغر هذا المنصب في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود.

وبات الانتخاب ممكنا الان بفضل الاتفاق الذي تم التوصل اليه في العاصمة القطرية، الدوحة، والذي اعطى المعارضة الثلث الضامن او المعطل في الحكومة المقبلة ونص على وضع قانون انتخابي جديد.

وابرمت التسوية في الدوحة اثر سيطرة حزب الله عسكريا على غرب بيروت في مطلع ايار/مايو في اعقاب حوادث اودت بحياة 65 شخصا واصابت 200 شخص اخرين بجروح.

واعرب السنيورة عن "ترحيبه" باتفاق الدوحة رافضا ان يرى فيه استسلاما للاكثرية - المدعومة من الغرب والمملكة العربية السعودية - امام المعارضة القريبة من ايران وسوريا.

وقال "اني مقتنع بانه اتفاق قدمنا جميعا خلاله تنازلات لمصلحة البلد".

واضاف السنيورة "اعتقد ان ما حصل في الدوحة اخذ في الاعتبار مجمل الاحداث الاخيرة والصدمة التي عشناها عندما استولى مقاتلو حزب الله على المدينة ووجهوا السلاح ضد اهالي بيروت".

واعرب السنيورة عن ثقته في ان الحزب الشيعي لن يوجه اسلحته ضد اللبنانيين بعد الان.

وقال "الامر يشبه رصاصة لا يمكنك اطلاقها سوى مرة واحدة لانهم يعرفون ما ستكون عليه النتائج".

واشار الى انه اذا ما لجأ حزب الله مجددا الى القوة "فسيكون ذلك كمن يفتح عليه ابواب جهنم واعتقد انهم تلقوا الرسالة".

وفي عودة الى السنوات الثلاث التي امضاها رئيسا للحكومة اللبنانية وشهد خلالها خصوصا الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف العام 2006، اكد السنيورة انه "سيتصرف بالطريقة نفسها" لو تكرر.

وقال "لقد تعرضت للكثير من الظلم والاتهامات (من جانب المعارضة)، لكنهم في نهاية المطاف مواطني، وقد خدعوا احيانا. وعلي ان احترمهم".

واضاف "على الرغم من كل المعاملات السيئة التي تعرضت لها، لو كان علي معاودة العمل، لقمت به بالطريقة نفسها".

وقال "اني احلق ذقني يوميا امام المرآة واحترم الوجه الذي اراه امامي".

وبشان المستقبل، قال السنيورة انه يريد تكريس المزيد من الوقت لعائلته.

واعرب عن اسفه قائلا "منذ دخولي العمل العام، لم امض وقتا مع عائلتي. كان علي تخصيص المزيد من الوقت للتواجد مع اطفالي". (أ.ف.ب)