«الأيام» تستطلع هموم وآلام مناطق عزلة بوحر بميفعة.. ظلام دامس ونور الكهرباء على يمينها وعلى يسارها (1-2)

> «الأيام» جمال شنيتر :

>
طريق بحاجة إلى سفلتة
طريق بحاجة إلى سفلتة
لا تبعد عزلة كورة بوحر كثيراً عن مركز مديرية ميفعة بمحافظة شبوة، بل ربما تعد من ضواحيها، ومع هذا يعاني أهالي مناطق هذه العزلة من انعدام وجود أي مشروع تنموي قدمته الدولة، وخاصة في مركز العزلة، ولعل حرمان المنطقة من مشروع الكهرباء أكبر دليل على إهمال وتناسي الحكومات المتعاقبة على هذا البلد لهذه العزلة، لاسيما وأن المناطق التي تحيط بها يميناً ويساراً تنعم بالتيار الكهربائي، بينما عزلة بوحر الواقعة وسطها تعيش في بحر من الظلام الدامس.

إنها معاناة حقيقية تجعل المرء يشعر بالإحباط واليأس والأسى لمثل هكذا إهمال وظلم.

«الأيام» زارت العزلة لالتقاط آلام وأوجاع أهاليها ونقل صورة حقيقية عن ما يعانيه المواطن هناك.

المنزلة بين منزلتين

ثلاثة كيلومترات فقط ، هي المسافة بين مركز مديرية ميفعة جول الريدة، وكورة بوحر مركز العزلة .. والفرق هو أن مركز المديرية يتمتع مواطنوه بالتيار الكهربائي منذ عام 1985م ضمن المرحلة الأولى لمشروع كهرباء المديرية .. وكانت عزلة بوحر على موعد مع الكهرباء في ذلك العام، ولكن وبقدرة قادر أُجل المشروع سنة وراء سنة، والنتيجة ثلاثة وعشرون عاماً مرت ولاتزال قرى العزلة خارج نطاق مشروع الكهرباء .

تعالوا نقرأ في هذه السطور الآهات والآلام على ألسن المواطنين، فهي أصدق تعبير عن مثل هذه معاناة، حيث يقول الأخ عمر محمد سالم باجوبة : «المشكلة التي تعاني منها قرى بوحر في الكهرباء مشكلة قديمة جديدة، فهذه القرى محرومة من التيار الكهربائي، حيث أن الكهرباء موجودة حول قرانا من جميع الاتجاهات ونحن في الوسط كجزيرة تعيش في بحر من الظلام الدامس، مع أننا ساهمنا بمبالغ مالية منذ الثمانينات، وكنا ننتظر أن يتم ضمنا ضمن المرحلة الأولى، ولكن قالوا: أنتم ضمن المرحلة الثانية، وظل الأمل لدينا كبيراً في ضم هذه القرى ضمن مشروع المرحلة الثانية، ولكن للأسف الشديد لم يتم ذلك، فضعنا وضاعت آمالنا بين المشروعين مشروع المرحلة الأولى ومشروع المرحلة الثانية».

كورة بوحر
كورة بوحر
أما الشيخ محمد سالم باكركر وهو إحدى الشخصيات الاجتماعية التي كان لها دور كبير في متابعة هذا المشروع، فيقول لـ«الأيام» :«أبناء هذه القرى ساهموا ضمن الناس الذين ساهموا في المشروع، ولكن تم إسقاطنا وإبعادنا بقدرة قادر، ونحن نتساءل عبر «الأيام»، لماذا لا يتم ضم مناطقنا ضمن مشروع كهرباء المرحلة الثانية، وماهو الجرم الذي ارتكبناه حتى تم استبعادنا من هذا المشروع، ومن هو المسؤول عن إسقاط هذه المناطق من مشروع الكهرباء ؟».

وأضاف : «لقد تابعنا ومعنا كل الخيرين من أبناء هذا المركز، وقالوا لنا أنتم مرحلة ملحقة، وتم نزول المقاول والمهندسين وقالوا أنتم ضمن المرحلة الثانية، وفي العام الماضي أنجزت المرحلة الثانية ولم يتم ضم مناطقنا في هذا المشروع، والآن لاحظ - يشير بيده - هذه القرى التي من حولنا من كل الاتجاهات فيها تيار كهربائي، بينما نحن في كورة بوحر بقراها الخمس استوطن فيها الظلام وإلى أجل غير مسمى، مع العلم أنه تم ربط مناطق بعيدة عن الشبكة الكهربائية عشرات الكيلومترات ، بينما نحن لا نبعد عن الشبكة إلا بحوالي سبعمائة متر لاغير» .

وعن المشكلة نفسها، يقول الأخ محمد سالم مسعود :«إنها مأساة حقيقية يعانيها أهالي هذه القرى، الذين انتظروا الكهرباء سنوات طويلة، ولكن لم يشفع لهم كل هذا الصبر والانتظار، بل استمر الوضع على ماهو عليه، ونحن نطالب بالنظر في قضيتنا ومحاسبة المتسببين في حرماننا، ونطالب فخامة الأخ رئيس الجمهورية، ووزير الكهرباء، والسلطة المحلية بالنظر في شكوانا وسرعة العمل على رفع هذا الظلم الواقع على أهالي عزلة بوحر» .

مدرسة تعاني الأمرين

مدرسة خالد بن الوليد للتعليم الأساسي في قرية كورة بوحر، هي المدرسة الوحيدة الموجودة في هذه العزلة وعنها يحدثنا مدير المدرسة الأستاذ الفاضل صالح عوض بشعث: «مدرسة خالد بن الوليد، يبلغ عدد تلاميذها نحو ثلاثمائة تلميذ وتلميذة، وتسير الدراسة فيها بشكل طبيعي ، وهي تستقطب أبناء عدد من القرى، وهي قرى كورة بوحر، الظاهرة، كورة عطل، بن نقيس، الرملة، الرباه، قفيزة، القرواض، المعيذر، لصيلاب، السلامة، وكورة لمصون».

واستعرض مدير المدرسة عددا من الصعوبات والهموم التي تعانيها المدرسة قائلاً: «هناك كثير من الهموم والصعوبات أهمها نقص الحجرات الدراسية، لاسيما وأن الفتيات يدرسن في صفوف غير صالحة للدراسة ومسقوفة بالقش، وقد اضطررنا لذلك نتيجة انعدام المبنى المدرسي، كما أن نقص المعلمات في المدرسة يعد عاملا مؤثرا على دراسة الفتيات ، وقد أدى هذا إلى تسرب الفتيات بعد الصف الخامس، ولهذا نأمل من وزارة التربية والتعليم والسلطة المحلية اعتماد مدرسة مستقلة بالفتيات، كما أنه يوجد بالمدرسة أربع معلمات فقط ، والمشكلة أنهن متعاقدات ولسن موظفات، وهن إلى الآن بدون مرتبات منذ بداية العام الدراسي، ونطالب عبر «الأيام» بسرعة صرف المستحقات واعتماد توظيفهن، هذا بالإضافة إلى أن المدرسة تعاني نقصاً من الأثاث المكتبي وعدم وجود مختبر ولا دورات مياه، بالإضافة إلى انعدام التيار الكهربائي، وعدم وجود سور للمدرسة».

مشروع المياه
مشروع المياه
مشروع المياه

وعن مشروع المياه في قرية كورة بوحر يقول عضو لجنة مشروع المياه الأخ محمد سالم مسعود : «يوجد في القرية مشروع أهلي للمياه أقامه المواطنون قبل عدة سنوات، وللأسف الشديد لم تقدم الدولة أي دعم لهذا المشروع خلال السنوات الماضية، بل تداعى الأهالي وساهموا بمبالغ مالية، وقاموا بشراء معدات مستعملة وقديمة لإقامة مشروع المياه.

بينما قام فاعل خير ببناء الخزان، ولكن المشروع الآن يعاني مشكلة نضوب الماء في البئر الوحيدة الخاصة بالمشروع، أضف إلى ذلك أن معدات المشروع من ماكينة ومضخة (بمب) هي معدات قديمة ومتهالكة وعفى عليها الزمن، ولهذا نطالب عبر صحيفة «الأيام»قيادة السلطة المحلية والمجلس المحلي للمديرية ومياه الريف بحفر بئر في المنطقة وتوفير معدات للمشروع، لاسيما وأن المشروع قد حُرم خلال السنوات الماضية من أي دعم من قبل الجهات الحكومية».

التنمية في مهب الريح

الملاحظة الأبرز التي رصدتها «الأيام» أثناء زيارتها لعزلة كورة بوحر، وخاصة مركز العزلة (بوحر) هي أن حكومات دولة الوحدة ودولة ما قبل الوحدة لم تقدم ولو مشروعاً واحداً لمناطق هذه العزلة المحرومة من أبسط مشاريع التنمية.

نعم، لا مدرسة ولا وحدة صحية ولا كهرباء ولا مياه وصرف صحي ولا اتصالات ولا ولا .. حتى المدرسة الموجودة أنشئت في هذه القرية بدعم من فاعل خير.

بينما لاتزال المنطقة محرومة من الخدمات الأخرى، كالصحة والاتصالات والمياه والصرف الصحي، هذا بالإضافة إلى الكهرباء التي تعد الهم الرئيس الذي يؤرق الناس هنا.

وفي الحلقة القادمة من هذا الاستطلاع صور أكثر سوداوية عن هذه العزلة المحرومة من حقها في التنمية .. فانتظرونا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى