حزب الله رسم حدود علاقته بالعهد الجديد في لبنان

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

> راى محللون ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تمسك في الخطاب الذي القاه أمس الأول بالخطوط الحمر التي سبق له ان رسمها حول سلاحه بما يشكل رسالة قوية وحازمة للعهد الجديد الذي بدأ بانتخاب الرئيس ميشال سليمان.

وقال اسامة صفا المحلل في المركز اللبناني للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس ان نصر الله كرس في خطابه "ما اكدته الاوضاع على الارض خلال الحرب المصغرة التي جرت: ان سلاحه خط احمر وان اية مؤسسة لبنانية لن تجرؤ من الان فصاعدا على ان تتناوله".

وكانت المعارضة بقيادة حزب الله سيطرت عسكريا على احياء غربي بيروت في فترة قياسية في بداية الشهر ردا على قرارات حكومية اعتبرها تمس بامن مقاومته لاسرائيل.

وحدد نصر الله في الخطاب الذي القاه لمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب مهمة سلاح حزبه ومهمة سلاح الجيش مشددا على ان المقاومة ليست بحاجة الى اجماع شعبي عليها. واكد ان سلاحه لن يستخدم في الداخل وانه لا يريد السيطرة على لبنان او تغيير نظامه "لانه بلد متنوع".

وراى صفا ان لما ما جرى في بيروت "هدف استراتيجي اساسي". وقال "ضحى حزب الله بامور على المدى القصير مثل خسارة لشعبيته واستخدامه السلاح في الداخل من اجل تامين هدف اساسي طويل الامد: تحييد السلاح عن اي سجال".

واعتبر ان حزب الله "نجح بذلك رغم ما ورد في اتفاق الدوحة عن الاستراتيجية الدفاعية والحوار حول السلاح".

واوجد الاتفاق الذي انجز برعاية عربية حلا لانتخاب سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعطي المعارضة الثلث المعطل اضافة الى التوافق على قانون انتخابي. كما وضع آلية لبحث قضية السلاح يستكملها الرئيس الجديد بمشاركة الجامعة العربية.

ووصف صفا الخطاب بانه "هادىء، بعيد عن التصعيد، مطمئن بشان السلاح ووجهة استعماله"، لافتا الى ان البعض قد يرونه "خطاب المنتصر".

وقال "حدد عنوان المرحلة المقبلة بانها ستكون انتخابية بامتياز وان عناوين اساسية مثل المقاومة والمحكمة الدولية اصبحت جانبا".

ووصف نبيل بو منصف المحلل السياسي في صحيفة "النهار" اللبنانية موقف نصر الله بانه "خطير جدا".

وقال لوكالة فرانس برس "بطريقة واضحة ومباشرة نصر الله يفرض مفهومه الخاص للاستراتيجية الدفاعية على مفهوم الدولة. لم يتغير شيء في موقفه ويحاول ان يفرضه على العهد الجديد والاكثرية".

واعتبر ان الخطاب "يشكل ردا على خطاب القسم" الذي حدد فيه سليمان الخطوط العريضة لعهده الذي يمتد ست سنوات وانه "يناقضه تماما".
وقال "طرح سليمان هو طرح ابن الدولة المتعاطف مع المقاومة ولا يمكن لاحد ان يزايد عليه. رغم ذلك وضع له حدودا".

واضاف "غير صحيح ان السلاح لم يستخدم لتحقيق مكاسب سياسية بالعكس وما ورد في الخطاب هو من جملة المفاعيل الناجمة عن ذلك".

واشار بو منصف الى ان طرح نصر الله نموذج رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005 فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والمقاومة قد "مر عليه الزمن".

وقال "هذا النموذج كان في واقع الوجود السوري الذي يقول انت دورك الاعمار وانت دورك المقاومة".

وراى النائب الياس عطا الله من الاكثرية ان "الخطاب رسم حدود العلاقة بين دولة الامر الواقع والدولة الشرعية".

وقال لوكالة فرانس برس "في خطاب القسم المقاومة تقوم على وحدة الشعب ومبرر وجودها تقصير الدولة في الماضي وتفككها والان علينا الاستفادة من قدراتها في اطار استراتيجية دفاعية. اتى الرد وفق معادلة سابقة للتحرير لم تعد تصح اطلاقا ترتكز فيها المقاومة على جزء من الشعب بما يعني ان وحدة اللبنانيين ليست مهمة".

واعتبر ان نصر الله "اعطى جوابا برفض جزء اتفاق الدوحة المتعلق ببسط سلطة الدولة وبحث علاقة التنظيمات المسلحة بها".

من ناحيته رفض فؤاد السنيورة رئيس حكومة تصريف الاعمال التعليق على مضمون الخطاب مكتفيا بالقول للصحافيين اثر اجتماعه بالرئيس سليمان "افضل عدم التعليق حاليا".

وانتقدت صحيفة "المستقبل" الموالية الخطاب. وعنونت في صدر صفحتها الاولى "نصر الله يتصدى لخطاب القسم" مشيرة الى انه "استعاد الازدواجية مع الدولة".

في المقابل عنونت صحيفة "الاخبار" المعارضة "نصر الله يرحب بالتسوية ولا يتنازل" مشيرة الى انه "اطلق مواقف اتسمت بلاءات عدة اعلنها بلغة حازمة وصوت مرتفع ما يشير الى وجود امور لم تحل بصورة كاملة".

وفيما رفضت مصادر حزب الله التعليق على الخطاب وصفته قناة المنار الناطقة باسم الحزب الشيعي بانه "الخطاب الفصل".

وقالت "كما المرحلة مفصلية تأخذ البلد من ضفة إلى أخرى، جاء الخطاب الفصل لقائد المقاومة السيد حسن نصر الله تاريخيا، يؤسس لمستقبل جديد قال فيه ما يجب أن يقال عن المنطقة ولبنان وما بين أزمتيهما من صلات ارادها الاخرون جسرا لعبور مشاريعهم المشبوهة، فقطعت المعارضة الطريق عليهما". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى