حكاية قصيرة جدا ..الزمن والنرجس

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> صار الزمن ميالا شيئا فشيئا نحو المودة بينه وبين الناس، ولم يعد هناك من يقول كما كانوا يقولون «آه.. يازمن»، كما أن الطيب يظل طيبا، نبت في تراب أبيض كان أو أسود، وكم من مسك فاضت رائحته من قصعته.. حتى تحولت القصعة أو كادت إلى قطعة من مسك، أو هي تحولت إلى ورق زهر وورد، امتزج أريجها برائحة المسك الملفوف بها.

أما هو فقد شذّ عن قاعدة الحب والوئام حين غرق في غبار من رائحة النرجس الذي اجتنى منه قليلا، بعد أن دلّك جسمه ببعض زهراته ونثر شيئا منها على أرصفة وأدراج بيته. فلما تضمخ به ازداد قلبه تمردا. وذات يوم مر من قبيل تذكّر زمن جميل على أطلال محبة ومودة كان قد عافها يوما، فلم يجد إلا نوافد وأبوابا خربة مهترئة.. وغرسة ورد يانعة في فخارة خضراء، فإذا بي أجد نفسي متمتما «آه.. ياعدن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى