> كوبنهاغن «الأيام» سليم الاغي :

رفعت الدنمارك درجة التأهب غداة الهجوم الدموي الذي استهدف سفارتها في اسلام اباد، وسط خشيتها من ان تتعرض لاعمال مماثلة في الخارج.

واعادت اجهزة الاستخبارات الدنماركية النظر في تقديراتها للهجمات المحتملة على المصالح الدنماركية، وكثفت تحذيراتها من هجمات محتملة في الخارج بعد هذه العملية الانتحارية التي اسفرت وفق حصيلة اخيرة عن ستة قتلى على الاقل، بينهم مواطن دنماركي.

وتعتبر الاستخبارات الدنماركية ان ثمة "تهديدا ارهابيا فعليا ومعروفا" حيث "تنشط مجموعات متصلة بتنظيم القاعدة"، وخصوصا "في شمال افريقيا والشرق الاوسط والادنى وباكستان وافغانستان".

وقال رئيس الاستخبارات جاكوب شارف "من الاهمية ان نشدد ايضا على ان الهجوم في باكستان يمكن ان يشكل مثالا يحتذى به للمتطرفين بحيث يحاولون تنفيذ اعتداءات ضد دنماركيين ومصالح دنماركية في الخارج".

ولاحظت صحيفتا "بوليتيكن" و"انفورميشن" ان الدنمارك "عدوة" الاسلاميين باتت مدرجة على خارطة الارهاب العالمي.

وكتبت +انفورميشن+ ان "الاعتداء الارهابي بالامس ليس فقط تذكيرا بان الدنمارك تعتبر دولة معادية للاسلام، بل هو ايضا (تذكير) بان شبكة القاعدة لا تزال نشطة".

وكانت كوبنهاغن اوصت أمس الأول مواطنيها بعدم التوجه الى باكستان، في تلميح الى مخاوفها من اعتداءات اخرى.

وخلال الاشهر الاخيرة، كررت الاجهزة الامنية الدنماركية تحذيراتها من تهديدات محتملة في الخارج، وخصوصا بعدما نشرت الصحافة الدنماركية مجددا في شباط/فبراير الفائت رسوما كاريكاتورية للنبي محمد اثارت غضب العالم الاسلامي.

واكد مسؤول حكومي باكستاني أمس الثلاثاء ان الاعتداء الانتحاري الذي وقع أمس الأول يتصل في شكل مباشر بازمة الرسوم الكاريكاتورية وقد نفذه موالون لحركة طالبان.

وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس "هذا الهجوم ليس نتيجة احداث وقعت في البلاد او المنطقة، بل انه جزء من الغضب في العالم الاسلامي على نشر الرسوم المسيئة للنبي".

ولم تشأ السلطات الدنماركية التعليق على هوية منفذي الهجوم.

وهذا الاعتداء هو الرابع والاكثر عنفا ضد المصالح الدبلوماسية الدنماركية.

وكانت سفارتا الدنمارك في دمشق وبيروت تعرضتا لعمليات احراق متعمدة العام 2006، فيما استهدفت السفارة في طهران باعمال تخريب اثر نشر اثني عشر رسما كاريكاتوريا للنبي محمد في صحيفة "يلاندس بوستن" العام 2005.

وفي وزارة الخارجية الدنماركية التي نكست اعلامها منذ أمس الأول، وقف وزير الخارجية بير ستيغ مولر والموظفون دقيقة صمت ظهرا حدادا على ضحايا الهجوم.

واعرب الرأي العام الدنماركي عن صدمته بهذا الاعتداء، وفي مقدمه المجلس المشترك لمسلمي الدنمارك الذي وصفه بانه "عمل شائن لا يمكن تبريره".

وعلى صعيد السياسة الداخلية، اعلنت هيلي تورنينغ شميت رئيسة الحزب الاشتراكي الديموقراطي (معارضة) تأييدها لموقف الحكومة الليبرالية المحافظة.

وقالت "لن يحدد الارهابيون سياستنا الخارجية او حرية التعبير لدينا".

من جهتها، كتبت صحيفة "برلينغسكي تيديندي" المحافظة "على الدنمارك الا تضعف،لاننا ان لم نواصل تحمل مسؤوليتنا في سياسة خارجية نشطة نكون نستسلم للعبة الارهابيين". (أ.ف.ب)