الشعر الوطني اللحجي ..طلقات البشارة ومنارات الطريق

> «الأيام» سند حسين شهاب:

> للشعر وظائف عدة، والشاعر يمكن أن يلبي رغبات متعددة تتأجج في نفسه، غير أن وجوده يبقى الأهم في متواليات حياته، ولاشك أن هذا الوجود يتأسس على بقاء كيانه المسمى بالوطن.

ما إن تبدأ قريحة الشاعر في التخلق فإنها لاتنظر إلا إلى هذا الكيان الذي يحتويها، وكلما كان هذا الكيان حرا كريما انعكس ذلك على نفسية الشاعر، والعكس صحيح، فما يؤذي هذا الوطن من منغصات يعكر صفو هذا الشاعر ويدفعه إلى إطلاق العنان لهواجسه الشعرية في نقد كل ما يعرقل مسيرة وطنه.

ولأن حب الوطن من الإيمان، فقد سرى هذا الحب في نفوس العديد من شعراء لحج الذين هبوا ينظمون الشعر في حب هذه الرقعة الجغرافية الممتدة امتداد أحلامهم في بناء وطن حر وكريم، وراحوا يصيغون بالشعر وحده كل ما يعتقدون أنه يشكل الطريق إلى انعتاق هذا الوطن ويحرره وأبناءه.

وعلى امتدادات زمنية كبيرة كتب عدد كبير من أدباء وشعراء لحج عددا كبيرا من القصائد الوطنية التي شكل بعضها إيقاعا راحت الثورات تسير على هداه حتى الوصول إلى يوم الحرية والاستقلال.

للوطن معنى خاص عند القمندان ويتجلى ذلك في قصائده الوطنية التي كان ينظمها في أحايين كثيرة من منظاره الخاص الذي كان يرى فيه أن الوطنية هي التحرر من الخوف والجهل وبلوغ القيمة الحقيقية للإنسان، أسوة بما تعيشه الشعوب المتقدمة، وفي هذا يقول القمندان مستقبلا أخاه العائد من أوروبا:

كيف أوروبا وما شاهدتمو

أسويسرلند بؤس كاليمن

أعراة جياع أهلها

في شقى جهل وكرب ومحن

أم رجال أحرزوا العلم

وفازوا بهداه فتلقوا كل فن

أدريتم كيف فاقونا

وهل قد بذلتم في التحري من ثمن

كيف طاروا في السماء

واستخدموا البرق حتى أذعن البرق ودن

لا ريب أن الشعر الوطني إلى جانب الشعر العاطفي يمثل واجهة الأديب الأستاذ عبدالله هادي سبيت، ويبدو أن التجربة الشخصية للشاعر سبيت عمقت كثيرا من روح الوطنية في كوامنه، فهب سبيت كالمارد يدوي بطلقاته الشعرية الوطنية في قلب الاحتلال وروح الجهل ليبشر بمقدم الحرية ونيل الاستقلال

ياشاكي السلاح شوف الفجر لاح

حط يدك على المدفع زمان الذل راح

هذا الغير سيد وحنا له عبيد

يا من مات والله أنه من القهر استراح

أرضي والنبي ويل الأجنبي

ديني أو مذهبي يأمرني أن أحمل سلاح

إيمانك سلاح ضامن بالنجاح

لا تحيا على الأيام مقصوص الجناح

إن صاح النفير كم حر الضمير

بايمشي مع الموكب على أذلاق الرماح

باتلقى السماء في لون الدماء

يوم الدم يطير ملا هذي البطاح

ياالله ياشباب آن الاكتتاب

أرضك ملك لك والمغتصب حتما يزاح.

كان الشعر هو المعبر الأول عن تطلعات الناس في الحرية والاستقلال، وكانت القصيدة هي الملهم الأول للتغيير، وكان الشاعر الأستاذ صالح نصيب، واحدا من الذين كتبوا القصائد الوطنية التي أمست منارا يهدي الوطنيين إلى صراط الثورة المستقيم وبأبيات نصيب الوطنية كانت الثورة تغلي في نفوس كل الناس.

باسم هذا التراب

والفيافي الرحاب

والجبال الصعاب

سوف نثأر يا أخي

يابني هذا الجنوب اليوم هذا يومكم يوم الشعوب

يوم أخذ الثأر

بالدماء والنار

هيا يا أحرار

نلحق الركب الأبي

إن في الثورات موتا ومن الموت الحياة

إن في الثورات نصرا تسمع الدنيا صداه

إنها ليست خيال فاسألوا عنها جمال

فهو قهار المحال وفتى قوميتي

اتخذ الشعر الوطني مناحي عدة في الكتابة، فالشعراء الوطنيون انطلقوا من زوايا عدة عند كتابتهم القصيدة الوطنية.

الشاعر مسرور مبروك من الشعراء الوطنيين المعروفين الذين رصدوا خطايا الاستعمار أولا بأول، وقصائد مسرور كانت تفضح كل أهداف وأجندة المستعمر، وتبين حظرها على الوطن والشعب حتى ولو حاول المستعمر تجميلها بمساحيق باهتة..

جابوا لنا دستور من لندن وقالوا ناقشوه

موضوعنا ثاني وهم جابوا لنا ذي هم يبوه

مطلوبنا هم يفهمونه إنما يتجاهلوه

ما قصدنا دستور ناسا غيرنا قد صلحوه

من قلهم إنا إلى الدستور في حاجة منوه

يبينوا المرسل إليهم من ظرفنا يظهروه

دستور أوروبي مسرول جاء وقاموا حجزوه

وضيعوا برنيطته تحت العمامة عمموه

أبناء شعبي كلهم مطلوبهم ذي يطلبوه

يشتوا سيادتهم على أرض الوطن ذي يسكنوه

وكفاحهم بايستمر ماعاد شي بايوقفوه

حتى ينالوا حقهم من مغتصبهم ياخذوه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى