بان كي مون: "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالفشل" في معركة الازمة الغذائية

> روما «الأيام» امانويل اندرياني :

>
اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء في قمة منظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو) في روما انه "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالفشل" في المعركة مع الازمة الغذائية التي ستستلزم جهودا مالية تقدر بحوالى 15 الى 20 مليار دولار سنويا.

ويؤثر ارتفاع اسعار المواد الغذائية (+53% خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام 2008 مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2007) بشكل كبير على الدول الفقيرة كما انه اثار اضطرابات في افريقيا واسيا وجزر الكاريبي.

واعرب منسق الخلية الخاصة للازمة الغذائية في الامم المتحدة جون هولمز عن تفاؤله بفرص ايجاد حلول لارتفاع الاسعار معتبرا ان هناك "اجماعا كبيرا" بين الدول.

وتلحظ "خطة العمل" هذه مساعدات لصغار المزارعين في افريقيا ورفع الحواجز التجارية واتخاذ تدابير حماية اجتماعية، على ان تكون جاهزة بحلول "نهاية حزيران/يونيو"، تمهيدا لرفعها الى قمة مجموعة الثماني المقررة في تموز/يوليو في اليابان.

وتختتم قمة الفاو التي شارك فيها خمسون رئيس دولة وحكومة، الخميس بتبني اعلان نهائي.

وقال مصدر قريب من المناقشات ان اعداد هذا الاعلان من جانب ممثلي الدول ال193 الاعضاء "لا يخلو من صعوبات"، وخصوصا حول الموضوعات الاكثر اثارة للجدل، اي الوقود الحيوي والمساعدات.

ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نداء اخيرا لحشد الجهود قبل ان يغادر القمة.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البنك الدولي روبرت زوليك "لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالفشل. انها معركة لا يمكننا ان نخسر فيها. الجوع يولد عدم استقرار وعلينا ان نتحرك الان ومعا".

وتابع "يجب وضع خطة العمل بشكل عاجل وملايين الاشخاص ينتظرون (...) سنحتاج الى ما بين 15 و20 مليار دولار سنويا".

واضاف "على النظام التجاري الدولي ان يعمل بفاعلية اكبر لتأمين كمية كبيرة من السلع الغذائية في الاسواق وباسعار معقولة"، معربا عن الامل في ان تتخذ اجراءات "لتحسين المحاصيل في السنوات المقبلة".

وفي اليوم الثاني من قمة الفاو التي تضم عددا من رؤساء الدول والحكومات، اشار زوليك الى القيود التجارية المفروضة على الصادرات التي "تشجع ارتفاع الاسعار وتطال السكان الاكثر فقرا".

وقال زوليك خلال عرضه برنامجا من عشر نقاط "نحتاج الى دعوة على المستوى الدولي لالغاء القيود ورفع الحواجز الجمركية امام الصادرات"، معتبرا ان "هذه الرقابة تشجع ارتفاع الاسعار وتطال السكان الاكثر فقرا في العالم الذين يكافحون من اجل الحصول على غذاء".

واوضح في مؤتمر صحافي ان هذه الخطة تهدف الى تحقيق نتيجة مزدوجة هي مكافحة "الجوع الذي يطال ملايين الناس" و"تحويل ارتفاع اسعار المواد الغذائية الى فرصة لتطوير قطاع زراعي عالمي".

واضاف "في غياب تحرك سريع ستدمر هذه الازمة امكانات جيل باكمله (...) الامر لا يتعلق بكارثة طبيعية، الانسان مسؤول عنها وبالتالي عليه معالجتها".

ودعا الامين العام للامم المتحدة الى اجراء مزيد من "الابحاث والتحليلات" حول الوقود الحيوي الذي تدافع عنه البرازيل والولايات المتحدة بهدف قياس تأثيره على الاسعار.

من جهته، اقترح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رصد دولار واحد عن كل برميل نفط للمساعدة في مكافحة الفقر في الدول التي تشهد ارتفاعا لاسعار النفط والحبوب.

ونقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية نص خطاب للرئيس التونسي القاه في روما رئيس الوزراء محمد غنوشي ودعا فيه "الى رصد دولار واحد عن كل برميل نفط لدعم موارد الصندوق العالمي للتضامن الذي اقرت احداثه الامم المتحدة"، وذلك "كآلية للحد من ظاهرة الفقر والاحتياج (...) وللتصدي لظاهرة الجوع في العالم".

واعلنت ثلاث وكالات تابعة للامم المتحدة، اثنتان منها برنامج الغذاء العالمي والفاو، اتفاقا مع "التحالف من اجل ثورة خضراء" الذي انشأه الامين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي انان لمساعدة صغار المزارعين في القارة الافريقية.

واعلن البنك الاسلامي للتنمية انه سيقدم 5،1 مليار دولار لبرامج دعم توزيع المساعدات الغذائية على الدول الاكثر فقرا، فيما اعلن برنامج الاغذية العالمي تخصيص مبلغ اضافي بقيمة 2،1 مليار دولار للمساعدة على مكافحة الازمة الغذائية.

كما اعلنت الفاو اطلاق "مبادرة عاجلة" بقيمة 17 مليون دولار لمكافحة ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى