أين يلعب فلذات الأكباد؟! ..الطفل يلعب بمتعة حين يجد المتنفس (2-2)

> «الأيام» برهان عبدالله مانع :

>
عندما يدور الحديث عن الأطفال تمتلئ قلوبنا بالسرور وتنتقل مداركنا وأحاسيسنا إلى عالم طفولتنا البريئة وحياتهم الجميلة وعفويتهم الصادقة ويتجسد ذلك من خلال لعبهم وألعابهم داخل المنزل أو في الرياض أو حول المتنفسات والحدائق المخصصة لهم التي يعبرون فيها عن ميولهم ومداركهم العقلية والذهنية وتبعث في نفوسهم السعادة والفرح.

وقيل ما عرف التاريخ أمة أحسنت الجد ولم تحسن اللهو واللعب، والمثال الرومان وملاعبهم في كل مدينة وضعوا فيها حجرا، واليونان ومحافلهم في كل الأعوام، والفرس ومواكب الكرة والصولجان، والعرب وميادين الفروسية، وفي التاريخ الحديث تفوقت بريطانيا العظمى وهي تنفرد بالسبق في جميع الألعاب، ونتيجة لشحة المتنفسات والحدائق والملاعب الشعبية وغيبوبة التربية البدنية في المدارس وحمى الضنك في الأندية الرياضية لانعرف أين أطفالنا!! أما عن شبابنا فهم في سباق على رياضة كيس القات!.

> الأستاذ أنيس همشري

عضو قيادي في المؤتمر الشعبي العام:

«اللعب هو حياة الطفل، حيث ينمي الطفل مهاراته عن طريق الألعاب.. ومن ياترى يهتم بحياة هؤلاء الأطفال ومستقبلهم؟.. فلماذا يأخذون المتنفسات ويلغون الطفولة؟ وباعتبارنا كنا يوما من الأيام أطفالا حصلنا على رعاية أسرنا ومعلمينا والجهات المسئولة وكانت لدينا ملاعب ومتنفسات كثيرة نلعب ونمارس هويات مختلفة ولم نفكر يوما من الأيام أن هذه المتنفسات سوف تموت وتختنق فيها النفس البريئة، نفس الطفولة التي تبقى ذكرياتها ولاتنسى.. وعلى سبيل المثال في حيّنا في منطقة شعب العيدروس المنطقة الشعبية المليئة بالأطفال المحرومين من النشاط الطفولي، يحاولون ابتكار ألعاب كثيرة قد تكون عنيفة وهذا انعكاس طبيعي لانحصار المساحات التي كان يمكن الاستفادة منها، وتم فتح طريق شعب العيدروس على مصراعيه لحركة السيارات بدون حماية لحركة الطفل، وأملنا كبير في قيادة مديرية صيرة ومحليها أن يهتموا بحاجة الطفل في منطقة شعب العيدروس، لأن الأطفال هم المرح هم الفرح في قلوبنا».

يوجد اهتمام خاص لإقامة المتنفسات للأطفال

> الأستاذة قبلة محمد سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في عدن قالت:«هناك العديد من الأماكن يستطيع الطفل أن يلعب فيها، حدائق الأطفال، ساحة المدرسة، والأماكن القريبة من مدارسهم، ولكن نريد أن يلعب الطفل في مكان فسيح يلبي احتياجاته النفسية والذهنية وهذا من أهم الضرورات الملحة التي تبنى عليها شخصية الطفل، فعندما يلقى الطفل المكان الذي يفرغ فيه طاقاته وبالتالي يظهر لديه بعض القدرات والمهارات التي تنمو بتوجيه سواء من الأهل أو من الروضة أو المعلمة في المدرسة، والحصيلة أطفال هم رجال للغد في المستقبل، وأيضا هناك أطفال كثيرون يلعبون في الحارات الضيقة وهذه سمة من سمات الحياة الطبيعية للبشر سواء في عدن أو غيرها من المدن في اليمن أو في المدن العربية، ولكن في مدينة عدن يوجد اهتمام خاص لإقامة المتنفسات للأطفال والناس جميعا، أماكن يجد الطفل فيها المتعة للعب وتوفر الألعاب المفيدة، ولابد من اختيارها بدقة.. ومع وجود التوجه إلا أنه يوجد الكثير من المعوقات أمام هذه المتنفسات ، منها :

عدم وجود المساحات الكافية لإقامتها، والتباطؤ في العمل، والسطو على هذه الحدائق القائمة وتغيير نشاطها. في تقديري يجب الوقوف بحزم أمام هذه القضية لأن أطفالنا بحاجة ملحة لهذه المتنفسات، ولا داعي لحدائق تغلق في وجوه فلذات أكبادنا وقيادة المحافظة - حسب علمي - تسعى جاهدة لاستعادة نشاط الحدائق القائمة والاستفادة من المساحات التي لم يتم السطو عليها لإقامة حدائق تلبي حاجة الطفل. واستراتيجية مدينة عدن التي تعد من أهم المقومات للمدينة الرقمية عنيت بشكل مباشر أن تكون هذه المدينة مكتملة ومنها : المعالم الأساسية للمتنفسات والحدائق التي تعتبر من أهم القضايا التي يجب أن تتوفر في المدينة المدنية.

لهذا يجب إبقاء المساحات والاستفادة منها بأسرع وقت ممكن، ولكن لدينا مشكلة حقيقية عند قيام هذا المتنفس وإقامة أشياء كثيرة فيه، على سبيل المثال وليس الحصر -1 اختيار الألعاب -2 مساحة هذا المتنفس -3 في معظم الأحيان يكون ملتقى لمتعاطي القات -4 لا تتوفر فيه الخدمات المطلوبة».

أطالب قيادة المحافظة الاهتمام بحقوق الأطفال

> فلنتينا عبدالكريم مهدي عضو المجلس المحلي لمديرية المعلا قالت :«إن الأطفال هم زينة الحياة ونحن كأولياء أمور آباء وأمهات وأخوة يجب أن نوفر لأبنائنا متنفسات من حدائق وملاعب أطفال لكي يفرغ الطفل انفعالاته وطاقاته، ومن ناحية أخرى نجد أن الطفل عندما يكون محصورا في منزله أو مدرسته تزيد شقاوته وحركته، ولكن إن انطلق في حديقة أطفال أو ملعب يفرغ طاقاته. إن أطفالنا أمانة في أعناقنا ويجب أن نعطيهم حقوقهم ونحافظ عليها، وإيمانا منا ونيابة عنهم أطالب قيادة المحافظة بالاهتمام بحقوق الأطفال، ونحن كأعضاء مجالس محلية مهتمون بتوفير هذه الملاعب، ونحن في مديرية المعلا قد خصصنا عددا من الملاعب والحدائق للأطفال ولكن هناك بطء في هذه المشاريع بسبب أن المقاولين يهتمون بإنجاز العمل بحسب دفعات المخصصات.. وأيضا الإجراءات المالية البطيئة من قبل الجهات المختصة بالمشاريع بهذه المشكلة يتحكم المقاول بزمن المشروع على الرغم من وضع وقت وزمن محدد بالاتفاقيات وجميع المعدات متوفرة دائما.

إن عدن هي القلب النابض لليمن وثغرها الباسم، وعليه يجب أن لا نسمح بأي بسط على الأراضي من قبل سماسرة العقارات وكأن عدن سبيل سهل للبسط والتخريب وليس فقط أراضيها بل حتى بحارها التي تكبس بمسميات مختلفة وأعذار واهية بحجة إقامة مشاريع استثمارية.

إن القيادة ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح شددت كثيرا وتضرب بيد من حديد على المفسدين والقضاء على الفساد، وأنا واثقة أن انتقالنا من السلطة المحلية إلى الحكم المحلي سيعطي صلاحيات كاملة للمحافظة، وأنا على ثقة بأن قيادة المحافظة لن تألو جهدا في محاربة هذه التصرفات البشعة وستكون جميعها قيادة ومواطنين سندا للقيادة في القضاء على هذه الظاهرة .

يجب على القيادات أن توحد قرارها في استغلال الأراضي الفضاء لإقامة المشاريع الصحية وملاعب الأطفال والمتنفسات ليستفيد منها سكان هذه المحافظة الطيبون».

> الأستاذ توفيق محسن السريحي مدير عام الأشغال العامة لبلدية صيرة قال : «كم هو جميل ودقيق اختياركم لهذا الموضوع المهم والحساس لما يمثله من أهمية، كونه متعلقا بفلذات أكبادنا الذين يمثلون الطفولة بالبراءة والأحلام التي تحملها، وبالتالي متعلق بالمستقبل.. وفي هذا فإن علينا تجاههم الكثير مما نقدمه لهم في التربية والتعليم والصحة إلى جانب الغذاء الذي يعد مهما للنمو الجسماني، فإن هناك غذاء روحيا وثقافيا وترفيهيا، وهذا هو بيت القصيد في ما ترمون إليه في عرضكم لهذا الموضوع ونشكر لكم وطنيتكم ومبادرتكم الإيجابية ونتمنى التواصل في هذه القضية وطرقها في كل الاتجاهات ولدى كل الجهات، ونحن نتفق معكم في سؤالكم الأول بأن الأطفال الذين تكتظ بهم الأحياء والوحدات السكنية وبالذات في مديرية صيرة التي ترتفع فيها الكثافة السكانية في ظل قلة الملاعب والحدائق الخاصة بهم مما يدفعهم للتعويض عنها في الأزقة والشوراع وتعرضهم للأخطار أمر في غاية الحزن والألم أن لا توجد المعالجات والحلول، وهي مسألة تحتل بالنسبة لنا الأولوية، ولكن حلولها ليست بيدنا فقط بل بيد الجميع، ليس في إيجاد حلول سريعة لما لا يمكن تحقيقه ولكن في الحفاظ على الموجود وتوفير الاعتمادات الكافية له واستغلاله استغلالا يعود بالفائدة، وأعتبر هذه صرخة نرفعها من خلال صحيفتكم للاهتمام بالأطفال وملاعبهم وحدائقهم، آملين أن يتكاتف الجيمع .

أما بالنسبة للحدائق والمتنفسات المستخدمة في بعض المديريات والمغلقة في أحيان كثيرة أمام الأطفال، باختصار أقول إن هناك أحيانا تطويل الأعمال في استخلاصات مالية مما يوفر عملية استلام هذه المواقع وتشغيلها، والأهم من ذلك إدخالها قيد الاستغلال بتوفير وتجهيز الألعاب المناسبة للأطفال وتحديد تشغيلها بشكل فعال وبأسعار مناسبة للأطفال، لا أن تتحول إلى استثمار على حساب الطفولة، والزحف على المساحات والإيقاف الفوري له.. إنه الأمر المطلوب والملح من قبل كل الجهات لإنقاذ تلك المساحات والتكاتف من الجميع والحفاظ على ما تبقى، وبناء إنسان المستقبل بناء سليما بدنيا ونفسيا وعقليا لكي يكون قادرا على الإسهام بالنهوض بهذا الوطن وإنقاذ ما تبقى. لابد من التسريع بجملة من الإجراءات وحصر ماتبقى من ملاعب وحدائق أطفال في الأحياء والوحدات السكنية التي ماتزال قائمة فيها، وكذلك المساحات المخصصة لذلك في المخططات ولم تطلها أيادي العبث والسطو وإزلة ما بداخلها من أعمال عبثية وتشوهات، وتحديد جهة موحدة ومختصة للإشراف عليها وإدارتها بصورة فعالة وكفؤة، وتوفير اعتمادات مالية، والبحث عن مصادر تمويل رسمية وشعبية وإنسانية وليست استثمارية تهدف إلى البحث عن الربح وتقتل الطفولة.. والأهم من هذا وذاك توفر النية الصادقة والجديرة والعمل المخلص من أجل إيجاد حدائق للأطفال».

الحدائق مغلقة في وجوه الأطفال

> الأستاذ عوض مبجر أمين عام المجلس المحلي لمديرية صيرة قال : «في بداية حديثي أشكر صحيفة «الأيام» الغراء على المتابعة المستمرة لقضايا المواطنين عامة وصيرة خاصة، أما بالنسبة لفلذات أكبادنا فإننا في المجلس المحلي نعمل جاهدين على إيجاد كل جديد لهم من خلال توفير المتنفسات كحدائق في المنطقة، وكذا الحفاظ على ما تبقى من ميادين اللعب والحفاظ على ساحات المدارس لممارسة الألعاب، ونحن حاليا نجهز مخيما صيفيا لائقا حتى يتمكن الطالب من الاستفادة من العطلة في داخل المخيمات الصيفية الجميلة.

أما بالنسبة للحدائق في منطقة الخساف والطويلة فسوف تكون جاهزة في القريب العاجل، وهي حديقة عمر المختار في (السلفادور) وحديقة الوحدة السكنية وحديقة الصهاريج وحديقة الألعاب في (الطويلة)، وهذه الحدائق تستوعب الأطفال الذين لايجدون مكانا للعب، فيتجهون للشارع ومواقع السيارات مما يشكل خطرا عليهم، فوجدنا حلا لوجود هذه الحدائق وهذه ميزة في كريتر لا توجد في كثير من الأماكن الأخرى، وهناك من يقول إن الحدائق مغلقة في وجوه الأطفال، لكن هذا غير صحيح، لأن هناك حدائق يعاد تأهيلها وهناك حدائق جديدة ولن تغلق هذه الحدائق لأنها أصلا ملكهم وليست ملكا لأحد غيرهم، وطبعا هناك زحف على كل المتنفسات وعلى كل بقعة من قبل (المجانين)، ولكننا وقفنا وقفة صادقة في وجه هؤلاء الذين أرادوا أن يستولوا على ملعب الأطفال في الطويلة وكذا في منطقة السلفادور، ولكن تم السيطرة عليها والاستفادة منها وتحويلها إلى الأطفال لأن الطفل إذا لم يجد مكانا لقضاء أوقات الفراغ فيه فإنه يتجه إلى المواقع الخطيرة.

لكن المشاهد في محافظة عدن نجد اهتمام المحافظة بإيجاد متنفسات في كل مكان، وهذا واضح خلال السنوات الماضية ومازلنا اليوم نعمل جاهدين على إيجاد أي مكان لتحويله إلى متنفس ومساحة يستفيد منها الأطفال فلذات أكبادنا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى