الامتحانات.. خوف المجتهد من المجهول وبالغش ينجح الكسول وطالبات : الغش آفة تضر بالمجتمع وتجعله مجتمعاً ضعيفاً

> «الأيام» محمدعبدالعليم:

>
تختلف آراء التلاميذ والتلميذات في المرحلة الأساسية حول امتحانات شهادة تاسع وكونها تعني الانتقال إلى المرحلة الثانوية فإنهم يتفقون في آرائهم على الرهبة والخوف ولكنهم يختلفون في صعوباتهم ويتخوفون مما يصاحب الامتحانات من عدم المبالاة وإعطائها أكثر من حجمها ويطالبون وزارة التربية في رفع أداء المعلم باستمرار وتسهيل المنهج فهي السبيل الوحيد لحل مشكلة الغش المصاحبة للامتحانات.

> أمة اللطيف (طالبة في المرحلة الأساسية) تقول: «ننظر إلى امتحانات شهادة تاسع بعد بذلنا الجهد واستغلال الوقت للمذاكرة والتحصيل العلمي وذلك ببرمجة الوقت وتقسيمه على جميع المواد واستغلال كل دقيقة في المذاكرة والانتباه والتركيز مع شرح المعلم أثناء الحصة وعدم التسويف إلى ما قبل الامتحانات حتى لا تتراكم الدروس فالتسويف وتراكم الدروس إلى ما قبل الامتحانات بمدة قصيرة يؤدي إلى الارتباك وعدم الاستيعاب فإذا تم تطبيق ما ذكر أعلاه فإننا ننظر إلى امتحانات الصف التاسع بتفاؤل مستعينين بالله جل في علاه في كل أمورنا .. سادت الدراسة بشكل جيد جداً رغم وجود بعض الإشكاليات التي واجهتنا أثناء الدراسة وخاصة في بداية العام الدراسي فمنها: غياب بعض المدرسات بداية العام الدراسي كل بعذره الخاص مما أدى إلى تأجيل بعض الدروس إلى آخر العام ومن ثم أخذت الدروس المقررة المؤجلة كاملة نهاية العام غير مراعين الوقت ودرجة استيعاب الطلبة بمختلف مستوى تحصيلهم ودرجة ذكائهم .. وأيضاً عدم عمل اختبارات شهرية ملزمة لجميع الطلبة في الصف التاسع وبنفس قوة الاختبارات الوزارية مع بقة المراحل الأخرى في جميع الاختبارات حتى يتسنى للطالب معرفة مستواه الدراسي وحتى يعطيه حافزا للمذاكرة وبذل جهد أكبر بداية العام .. أيضاً واجهنا معاناة من عدم فهم بعض الدروس في المواد العلمية نظراً لندرة وجود الكادر التعليمي المتخصص في هذه المواد .. أيضاً لعدم تشغيل المعامل التابعة للمدارس لإجراء التجارب اللازمة قد يكون بسبب عدم وجود الإمكانيات والمواد لإجراء التجارب أو لعدم تخصص المدرس لهذه المواد فهذه التجارب تشكل خطورة وأهمية في آن واحد وذلك بسبب تعاملنا مع مواد كيماوية مختلفة .. لا نخفيكم القول بأن أي طالب لا بد من أن توجد عنده هذه الرهبة والخوف من الامتحانات وخاصة عند قرب موعدها وليس ببعيد فلولا هذا الخوف وتلك الرهبة لما ذاكرنا ولما اجتهدنا فلكل مجتهد نصيب فالذي يخاف من الامتحانات منذ بداية العام ويستغل الوقت للتحصيل والاجتهاد تجده مطمئناً عند أدائها لوجود الثقة اللازمة بتحصيله .. أما الذي لا يخاف ولا يبالي من بداية العام تجده عند قرب الامتحانات وأثناءها مرتبكاً وخائفاُ وقد يكون في حالة نفسية فتجده يتنقل في المذاكرة ما بين مادة وأخرى وعند مذاكرته لمادة معينة يتذكر الأخرى فلا يستفيد من تلكم المذاكرة أدنى شيء وفي هذه الحالة يلجأ إلى التفكير بتعويض ذلك بالغش وعند الغش لا تعمى الأبصار فقط ولكن تعمى القلوب قال تعالى :(فأنها لا تعمى الإبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). وقال الله تعالى :(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال رسول الله صلى لله عليه وسلم : ( خير الدنيا والآخرة مع العلم وشر الدنيا والآخرة مع الجهل). رأيي أن الغش حرام شرعاً لقول النبي (من غشنا فليس منا) فديننا الإسلامي دين قوي ذو منهج سوي يحثنا على الصدق والأمانة وعدم الغش سواء في الامتحانات أو غيرها .. فالطالب الذي يغش في الامتحانات في أي مرحلة كانت من مراحل التعليم سواءً كانت أساسية أو إعدادية أو ثانوية أو أي مرحلة أخرى تتكون عنده ثقافة ويتعود من صغره على الغش وعدم الأمانة وبالتالي يكبر ويكبر الغش معه حتى يصير مسئولاً في أي مجال غشاشاً بل وكذاباً وإذا بشريحة كبيرة من المجتمع تقتدي به فيصبح فاسداً ومفسداً لمجتمعه والبيئة من حوله وهنا الطامة الكبرى.. قال الشاعر :

جهلت ولا تدري بأنك جاهل

ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري

فلولا أصبح الغش ظاهرة في مجتمعنا فمن أين يأتي العلماء والأطباء الأكفاء والمهندسون المتخصصون والمعلمون التربويون فالطالب الذي يعتمد على الغش وجل اهتمامه هو النجاح والحصول على وظيفة في أي مجال تجده ضعيفاً في تعليمه وثقافته ناهيك عن قضعف شخصيته وعدم ثقته بنفسه .. فقد يصبح في يوم من الأيام قائداً أو وزيراً أو مسئولاً في أي مجال لا يستطيع السيطرة على مرؤوسيه ولا يستطيع الإبداع في مجال عمله.

فإذا وجد الغش في الامتحانات يكون أثرها سلبيا على الطلبة المجتهدين والمثابرين والذين عملوا بمتطلبات النجاح حيث يصابون بالتفاجؤ والذهول عند معرفتهم بأن الذين ضيعوا الوقت طوال العام الدراسي يغشون وقد يحصلون على معدل مرتفع وهذا يؤدي إلى إحباط ويأس الطلبة الأذكياء المتفوقين وقد يساعد على هذا الغش بعض المراقبين بالتساهل وذلك لمقابل أو لمعرفتهم لشخص ما .. غير آبهين يرتكبون جريمة تضر بالمجتمع بأسره في المستقبل حيث إنهم يساعدون على تربية جيل بكامله على الغش وقد يتولى هذا الجيل بعد 10 - 20 سنة زمام أمور البلاد بشكل عام.. إذاً ماذا نتصور حال البلاد والعباد بوجود هذه القيادة الحكيمة الغشاشة.

ولكننا ننظر ونتفاءل بأن الامتحانات في هذا العام سوف تكون في أفضل حال بعيدا عن الغش والضوضاء معتمدين على جهدنا وتوفيق رب السماء لنا مستعينين به».

> أبوبكر علوي هادي هقش ( طالب في الصف التاسع عضو برلمان الأطفال): «ننظر لامتحانات الصف التاسع على أنها بالنسبة للمعيدين تبدو لهم سهلة والطلبة البلداء يستهزؤون من الامتحانات والطلبة الأذكياء مستعدون ومنتظرون لها بالمراجعة , أما الدراسة فقد سارت بشكل جيد من جهة الدروس . أما بالنسبة للامتحانات فنحن سألنا الطلاب الذين قبلنا وقالوا إنها صعبة ونعتبر أول سنة وتكون الإجابة على الامتحان في وقت بسيط وتكون الاجابة طويلة وتكون كثيرة . ومن جهة الغش فهو منتشر وأغلب الطلبة معتمدون عليه إلا بعض الطلبة يعتمدون على المراجعة وإذا كان هناك تشديد فإن 85 % سيفشلون و%10 سيفوزون بنسب ضعيفة و%5 سيفوزون بدرجات ممتازة . ومن ناحية تعقيد الامتحانات فلا أعتقد ذلك لأن الأمتحانات ليست إلا مراجعة لما سبق».

> يحيى سالم بن يحيى (طالب في الصف التاسع): «في البدء كل الشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» على اهتمامها بالعملية التعليمية في المحافظة , الدراسة لها دور كبير في حياة الإنسان ولولا الدراسة والتعليم العالي لكان جميع الناس يتامى على الرغم من وجود الوالدين لقول الشاعر:

ليس اليتيم الذي قد مات والده

إن اليتيم يتيم العلم والأدب

أما بالنسبة للنشاط المدرسي فهناك من يقول بأن النشاط المدرسي ليس إلا رقما مكملا في العملية التربوية إلا أن حقيقته أعظم من ذلك فبالنشاط المدرسي يتمكن الطالب من التعارف بزملائه أكثر الشيء الذي يؤدي إلى تقوية الروابط الأخوية وما أجمل أن يسود الإخاء في زمن كثر فيه الحسد والله المستعان, ومن الأنشطة التي أقيمت في المدرسة النشاط الرياضي ويتمثل في الدوري المدرسي, النشاط الثقافي ويتمثل في إقامة حفل التكافل مع اليتيم العربي وإقامة حفل المدرسة الديمقراطية وعملية انتخاب برلمان الأطفال» .

> الأستاذ عارف رزاز عبد الخالق (معلم في مدرسة الوحدة):«ننظر إلى الامتحانات النهائية على أنها ستكون مجدية وكذلك جيدة لما يمتاز به الكادر من المعلمين والجهد الذي يبذلونه تجاه الطلاب وإحساسهم بجدية واجتهاد الطلاب , فنحن نطالب بأن تسير الامتحانات في جو من الهدوء والنظام على أن يكون مراقبو المراكز من جميع المديريات أي لا يراقب مدرس المدرسة على طلابه أما نظام الامتحانات فهو مجد لكن يجب توطينه على أكمل وجه.

أما بالنسبة للصعوبات التي يشكو منها طلاب تاسع فهي في بعض الدروس لأنها تحتاج إلى مدة مراجعة ولا تقتصر على الكتاب المدرسي فقط .. ومن جهة أخرى أرى أن هناك حالة سلبية تؤدي أحياناً إلى رسوب الطلاب وهي اتكال الطالب على الغش وعدم المذاكرة ومنها دخول إجابات خاطئة من خارج اللجان كذلك تجعل الطالب يصطدم بالمنهج الدراسي الثانوي.

وأرى أنه يمكن التغلب على ظاهرة الغش في التحري والدقة من قبل الإدارة باختيار رئيس اللجنة والمراقبين وعلى رئيس اللجنة والمراقبين أن يحملوا هذه المسئولية أمانة في أعناقهم بعيداً عن الوساطة .. وأنصح الطلاب بالجد والاجتهاد لأنهم أمام مرحلة يكون فيها تحديد موقعه إما من القادرين على مواصلة المشوار بجدارة واجتهاد أوأنه غير ذلك».

> الأستاذ سعيد عبد الله المدحجي (معلم): «أنظر إلى الامتحانات بنظرة جدية كونها مرحلة مهمة ينتقل فيها الطالب من مرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية أو ما يعادلها من معاهد ونعمل بشكل متعاون ومستمر مع طلابنا لتذليل الصعوبات التي تواجه الطلاب في هذه المرحلة .. ونطالب بأن يكون القائمون على الامتحانات النهائية مشرفين ملاحظين معلمين ذوي كفاءة عالية وأمانة ونزاهة للحد من ظاهرة الغش المتفشي في مدارسنا على مستوى المحافظات .. وفي حالة وجود ظاهرة غش فهذه الامتحانات غير مجدية أبداً.

أما من ناحية الصعوبات والمشاكل فلا توجد هناك صعوبات أو مشاكل كبرى تواجه الطلاب وفي حالة وجود أي من هذه الصعوبات نعمل جميعاً على حلها معلمين وإدارة وبشكل سريع .. الغش سبب رئيسي في هدم جيل الأمل المسلح بالعلم والمعرفة والقادر على أن يمر هذه المرحلة دون غش .. وفي الوقت نفس تبني جيلا فاقد القدرة على العطاء ومعتمدا على الآخرين.. ونستطيع القضاء على ظاهرة الغش من خلال إيجاد مشرفين وملاحظين يشهد لهم بالأمانة والنزاهة وقوة الشخصية.. وننصح طلابنا بالتركيز على المذاكرة الجادة والاهتمام المتواصل كونهم على مشارف الامتحانات النهائية ويجب عليهم عدم التفكير في أساليب الغش نهائياً ونتمنى أن يكون لكل مجتهد نصيب ولكل مهمل ندم».

> محمد مخارش (طالب جامعي):«تعد ظاهرة الغش في نهاية المرحلة الأساسية والثانوية من أخطر الظواهر في مجتمعنا اليمني الكبير وقد انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة .. وظاهرة الغش لها انعكاسات سلبية على الطالب نفسه ومن ثم على المدرسة والمجتمع. ولعل من أهم السباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة ما يلي: -1 ضعف كبير في السياسية العامة باتجاه التعليم حيث إن وزارة التربية والتعليم لم تتخذ سياسة صارمة تقضي على هذه الظاهرة وإلى الأبد . 2 - ضعف في أداء المعلم من حيث عدم إلمامه بكافة مفردات المقرر الدراسي وهذا بدوره أدى إلى حدوث فراغ خطير بين المدرس ومادته التي يدرسها. -3 ضعف الإدارة المدرسية في اتخاذ كافة الإجراءات لمتابعة أداء المعلم وكذلك متابعة المتعلم من خلال إيجاد اللازم لكليهما فيما يفيد العملية التعليمية. -4 عدم متابعة ولي أمر الطالب خارج جو المدرسة والآن سوف نذكر عدة نقاط ربما تكون علاجا لهذه الظاهرة الخطيرة التي دمرت أجيال مجتمع يمني يبحث بن التقدم ومن أهمها ما يلي :

1) قيام وزارة التربية والتعليم باتخاذ سياسة تعليمية متكاملة تتمثل في رفع كفاءة المعلم وكذلك إعداد ميزانية مالية كبيرة لتهيئة البيئة الدراسية للطالب . 2) العمل على إيجاد إدارة مدرسية لديها الكفاءة والقدرة على متابعة المعلم والمتعلم على حد سواء . 3) تهيئة الجو الدراسي للطالب من خلال إيجاد مبنى ملائم للدراسة . 4) إعطاء الطالب في المرحلتين الأساسية (تاسع ) والثانوية ( ثالث) مفردات المادة بشكل كامل واستيعاب نام».

> ناصر بن ناجي (في الصف الثالث أدبي مجمع السعيد):«ننظر للامتحانات على أنها المنعطف الأخير في المرحلة الدراسية الثانوية وهي بالنسبة لنا مهمة جداً بل ومن الضروري أن نستقبلها بكل جد واجتهاد.

سارت الدراسة في العام الدراسي والحمد لله بشكل مقبول إلا أننا كنا نطمح أن تكون جيدة وللعلم أن بعض المدرسين ليس لديهم الكفاءة على الارتقاء بالطلاب إلى المستوى الأفضل والمطلوب . نعم هناك رهبة وخوف من الامتحانات وهذا شيء مسلم به وأمر طبيعي لأنه يترتب على الطالب النجاح والتفوق في دراسته وهذا أمنية كل طالب. رأينا في الغش في الامتحانات على أمرين أو طرفين .. الطرف الأول أنه لا يوجد مدرسون على الشكل المطلوب يقومون بتدريس الطلاب على أكمل وجه وغياب القدرة في التدريس والسلوك والخلق من قبل المدرس لأن ذلك يؤثر في سلوك الطالب.. الطرف الثاني أن الطلاب في الوقت ذاته أصبحوا غير مهتمين بالدراسة وبالعلم وطلب العالم لأسباب أن أولياء أمورهم لا يتابعونهم في دروسهم ولا يسألونهم عن واجباتهم فأصبح الغش من قبل المدرس والمنهج الصعب ومن قبل الطلاب .. من ناحية التعقيد من جهة المنهج الذي وضع فهو غير مناسب لمستوى الطلاب حالياً والمدرسون لا يشرحون ولا يوضحون للطلاب لكي يفهموا وكما شرحنا وذكرنا آنفاً والطلاب لا يذاكرون بالشكل المطلوب وخاصة المواد العلمية نتيجةً أنه لم يؤسس الطالب منذ بدايته حق التأسيس في العلم والمواد العلمية فيأتي يراجع وهو لا يدري ما يراجع ويأتي يختبر وليس معه شيء من حصيلة العام الدراسي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى