مستشفى الشهيد محنف بلودر.. صرح طبي بحاحة إلى ترفيعه من ريفي إلى مستشفى عام

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

>
يعد مستشفى الشهيد محنف في مديرية لودر محافظة أبين من المستشفيات الحكومية التي تقدم خدمات طبية بحسب الإمكانات وهو المستشفى الوحيد في منطقة لودر الذي يتوافد إليه المرضى من أكثر من ست مديريات هي مكيراس، مودية، الوضيع، جيشان، المحفد ومن مختلف المناطق، ويعاني المستشفى نقصا من الكارد الفني والتمريضي ويفتقر للعديد من الخدمات التي باتت لا وجود لها في المستشفى والأهم أن بعض الأجهزة الطبية خارجة عن الجاهزية لقدم صناعها والبعض الآخر أصيبت بالعطب وتحتاج إلى صيانة.

ولمعرفة المزيد قامت «الأيام» بزيارة إلى المستشفى وتجولت في أقسامه والتقت ببعض العمال والموظفين والمختصين وإليكم ما خرجت به في هذا التحقيق.

نقطة البداية من قسم الطوارئ

> بداية التحقيق كانت من قسم الطوارئ بالمستشفى فقبل أكثر من أربعة أعوام تم تشييد هذا القسم مستقلا ولقي إنجازه ارتياحا كبيرا عند عامة الناس وقد هذا القسم قبل سنوات داخل المستشفى مما أحدث نوعا من الإزعاج والإرباك في المستشفى فتم إنشاؤه مواجها للمستشفى مباشرة ليقدم خدماته الصحيحة بشكل شبه أفضل، حيث تجرى الإسعافات الأولية فيه حتى يتم نقل المرضى أو المصابين إلى المستشفى.. إلا أن هذا القسم يعاني من افتقار الأجهزة الطبية والترتيبات والكادر الطبي المتخصص.

قسم الأطفال: نقص الأطباء وعدم النظافة

> أثناء جولتنا بأقسام وأجنحة المستشفى أفادنا كادر صحي بالمستشفى بوجود قسم جديد يختص بالأطفال، فاتجهنا إليه ووجدناه خاليا على عروشه لا وجود للأجهزة فيه إضافة إلى عدم توفر الوسائل والأدوات والأجواء التي تتلاءم مع ذلك القسم كما لا يوجد كادر طبي اختصاصي فيه وعدم توفر الكادر الطبي الكفؤ عدا طبيب مقيم أطفال.

قسم العمليات: نقص المعدات وأجهزة تفتقر للجودة

> عقب دخولنا قسم الأطفال ولجنا قسم العمليات وتجولنا في غرفة العمليات بالمستشفى فلاحظنا ما يشبه أعمال تأهيل لا تفي بالحاجة فقسم العمليات يعاني ما تعانيه أقسام المستشفى الأخرى، فهو كغيره من الأقسام يعاني نقصا من الكادر الطبي المتخصص ويفتقر إلى المعدات والأجهزة الطبية اللازمة، كما يوجد بداخل القسم معدات وأجهزة طبية غير صالحة للاستخدام وتفتقر إلى جودة الصنع وهي خارج الجاهزية نتيجة للأعطاب التي أصابتها رغم الضمان التجاري لها إلا أنها لم تلق أي اهتمام من قبل الجهة ذات الاختصاص.

قسم الأشعة: أجهزة خارج نطاق التغطية

> قسم الأشعة بالمستشفى يتكون من غرفة واحدة تحتوي بداخلها على ثلاثة أجهزة خاصة بالأشعة اثنان منها تعرضا للعطب نتيجة قوة الكهرباء، وهما جهازان كبيران ونتيجة لعطبهما لا يصلحان للاستخدام الطبي، وهما خارج نطاق التغطية بحاجة للصيانة، والجهاز الآخر للاشعة صغير وقديم ولا يفي أو يلبي الحاجة ويعاني القسم نقصا من المعدات والأفلام والمحاليل الطبية.

صيدلية المستشفى خالية من الأدوية

> باتت صيدلة المستشفى شبه خالية من أبسط الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى باستمرار فيضطرون إلى شراء الأدوية من العيادات الخارجية الخاصة التي غالبا ما تكون الأسعار فيها باهظة خاصة لذوي الدخل المحدود.

وإزاء تلك الأوضاع كان لابد لنا من الالتقاء بالجهات المختصة في المستشفى لسماع آرائهم.. وكان أول المتحدثين إلينا د. ناصر محمد صالح الدماني، مدير المستشفى الذي قال:«في البداية أشكر صحيفة «الأيام» على نزولها إلى مستشفى الشهيد محنف بلودر وذلك لتلمس الهموم من قبلنا في هذ المرفق الحيوي المهم.. نحن في هذا المستشفى نقوم بتقديم خدمات لمواطني المديرية والمديريات المجاورة مكيراس، مودية، الوضيع، جيشان، المحفد وبعض أجزاء من مديرية سباح وذلك من خلال وجود بعثة روسية لدينا (جراحة عامة، نساء وولادة) حيث تقوم هذه البعثة بعمل عمليات جراحية مثل (الزائدة الدودية، البواسير، الهزر، البروستات، عمليات الكلى، فتح بطن، إضافة إلى عمليات الطوارئ التي تصل إلى الحوادث الفجائية)، هذا فيما يتعلق بالطبيب الجراح، كما تقوم الدكتورة بإجراء العمليات القصيرية وعلميات أخرى تتعلق بالنساء والولادة وهذه الخدمات تقدم في المستشفى حاليا، ونتطلع إلى تنفيذ التعليمات التي بحوزتنا في أسرع وقت ممكن وذلك بترفيع المستشفى من ريفي إلى مركزي والتعليمات واضحة من قبل وزير الصحة العامة والسكان والجهات ذات العلاقة بالوزارة في هذا الموضوع, لأنه في ظل الترفيع سوف يقوم المستشفى بتقديم خدمات أكثر من ذلك للمديرية والمديريات المجاروة آنفة الذكر».

>كما تحدث إلينا الأخ محمد عبدالله مزاحم، نائب مدير المستشفى فقال:«أشكر «الأيام» على نزولها إلى المستشفى لتطلع عن قرب على ما يقدم من خدمات في هذا الصرح الطبي.. حقيقة يقوم المستشفى بتقديم خدمات للمواطنين حسب التخصصات المتوفرة لدينا وهي الجراحة العامة، نساء وولادة، أنف أذن حنجرة، الأمراض الباطنية، وتوجد بداخل المستشفى حاليا ستون سريرا موزعة على الأقسام التالية: جراحة، نساء، باطني نساء ، جراحة رجال، باطني رجال، أطفال، الطوارئ الفجائية، تقوم هذه الأقسام بتقديم خدمات للنزلاء أثناء الرقود علما أن المستشفى يعمل 24 ساعة في الأقسام الداخلية والعيادات الخارجية».وأضاف:«حاليا نحن في هذا المستشفى بحاجة إلى طبيب عظام وعيون وأطفال لتكتمل التخصصات لنخفف على المواطنين عناء الذهاب إلى عدن أو صنعاء. وفي الأخير نتقدم بالشكر للجهات التي تقوم بالتعاون معنا كمكتب الصحة بالمحافظة والمديرية».

> والتقينا بالأخ حسين علي الدعوسي، رئيس قسم العمليات بالمستشفى فقال: «بالنسبة للأجهزة معظم الأجهزة التي سلمت للمستشفى بعد ترميمه عام 2002 تفتقر للجودة ولم تستمر أكثر من سنة أو سنتين مع العلم أن المستشفى اعتمد في كثير من الأحوال على الأجهزة القديمة منها أجهزة التعقيم وأجهزة الشفط وجهاز الكاوية ولمبات العمليات المتحركة والسقف وطاولات العمليات وأجهزة الأشعة وذلك لأن معظم هذه الأجهزة تفتقر للجودة، ورغم كل ما ذكرت إلا أن المستشفى يقوم طاقمه الطبي والفني والتمريضي بخدمات نعتز بها لشحة هذه الخدمات في المستشفيات الموجودة في المديريات المجاورة وتوافد الحالات من هذه المديريات إلى المستشفى مما أجهد العمال فيه في بعض الأحيان خاصة عند وجود الأوبئة».

وأضاف:«وبالنسبة للأدوية في قسم العمليات من مخدرات وخيوط وغيرها فإن المستشفى يقوم بشرائها وبذلك نلاقي كثيرا من الصعوبات في بعض الأوقات لعدم وجود بعض أدوية التخدير في الوكالات، هذا أمر، الأمر الثاني وجود غرفة عمليات واحدة مجهزة فقط، والغرفة الأخرى بحاجة إلى مكينة تخدير وستكون جاهزة للطوارئ، الأمر الثالث هو نقص المعدات الخاصة بالجراحة العامة، وجراحة النساء والولادة مع حاجة المستشفى الماسة إلى اختصاصي جراحة عظام ومعدات عظام واختصاصي أمراض باطنية وقلب».

> وتحدث إلينا د. جلال أحمد عمر، مقيم أطفال في المستشفى فقال: «نعاني في قسم الأطفال نقصا من الكادر الطبي المتخصص في جانب طب الأطفال، وأيضا نقص في الجانب التمريضي بحيث إننا لا نستطيع حتى ترقيد الأطفال المصابين بأسهل الأمراض حيث نقوم بتحويلها في بعض الأوقات إلى محافظة أخرى»، ويضيف:«إلى جانب ذلك النقص الحاد في الجانب المخبري فلا تكون هناك مخصصات دقيقة بمعنى الكلمة، فالنقص أيضا حتى في الكادر المخبري والأسوأ من ذلك هو حالة المستشفى المزرية بحيث إن المريض يعاني فيه من انعدام أبسط الخدمات وهي النظافة والحمامات المعطلة وغير الصالحة للاستخدام».

> وفي قسم الأشعة التقينا الأخ صالح الخضر عوض (أبوبكيل) رئيس قسم الأشعة فقال:«بالنسبة لقسم الأشعة يعمل بالشكل المطلوب ويأتينا في هذا القسم مرضى من عدة مديريات كما أن القسم يعمل بالشكل المتاح له فيوجد لدينا جهاز أشعة صغير وقديم ولا يلبي الحاجة في تغطية جميع الحالات وكما يوجد في هذا القسم جهاز أشعة كبير ولكنه لا يعمل وخارج نطاق التغطية حيث تعرض للعطب الفني بسبب قوة التيار الكهربائي وهو بحاجة ماسة للصيانة ونرجو من الإخوة بمكتب الصحة بالمحافظة إرسال فريق فني لصيانة الأجهزة بالمستشفى وتزويدنا بأخرى جديدة وأملنا كبير في قيادة الصحة بالمحافظة».

> وفي قسم التموين الدوائي قابلنا الأخ علي محمد أحمد ثابث وسألناه عن حالة القسم الدوائي ومعاناته فأجاب:«أولا نشكر صحيفة «الأيام» على هذه الزيارة لهذا المرفق الحيوي.. يقوم هذا القسم كبقية أقسام المستشفى بالعمل حسب الإمكانيات المتاحة بما فيه قسم الصيدلية الذي يعتبر واجهة المستشفى بالنسبة لصرف الدواء للمرضى الوافدين إلى المستشفى»، وأوضح قائلا:«وبما أن هذا القسم من الأقسام المهمة فإننا نتعرض للإحراجات الكثيرة من المرضى الوافدين إلى المستشفى وذلك للنقص الحاد من الأدوية الأساسية حيث إننا بعد إلغاء صندوق الدواء الذي كان يشكل حالة لابأس بها أصحبنا اليوم في حالة صعبة بالنسبة للوعود التي قطعناها على أنفسنا ووزير الصحة وذلك لتوفير الأدوية مجانا، ولكن للأسف أصبحت الصيدلية والمخزن فارغة لا توجد فيها إلا بعض الأدوية البسيطة».

وأضاف:«إننا نأمل من الأخ المحافظ الجديد التواصل مع جهات الاختصاص لتوفير الأدوية وخاصة الأدوية الأساسية وكذا أدوية مرض السكر والحالات النفسية وعليه فإننا نناشد الجهات المسئولة من على منبر «الأيام» في رفع معاناة مرضى السكري وذلك بتوفير الأدوية الخاصة بهم وبكميات يستطيع المريض الحصول عليها بشكل شهري ومنظم حيث مخصص المديرية من المحافظة لا يتجاوز الخمسين إبرة من إبر الانسلين مع ازدياد حالات مرض السكر في المديرية وهذا الأمر يسبب لنا إحراجا مع المرضى في استلام البعض والآخرين لا يجدون علاجا ونرجو تحسين الأوضاع الصحية بالاهتمام بتوفير الأدوية الأساسية بصورة دائمة».

> وكذا التقينا بالأخ أحمد حسين محمد الجيشاني فني أسنان في قسم الأسنان فقال: «الصعوبات التي تواجهنا في هذا القسم أن هذا القسم يتكون من غرفة واحدة بسعة 4×4 ويكون في بعض الأيام مزدحما بالمرضى فيسبب الفوضى والإرباك في العمل ويوجد في قسم الأسنان كرسي واحد والقسم بحاجة إلى كرسي آخر وكذا كراسي انتظار لأن القسم خال من كراسي انتظار».وأضاف:«وأما بالنسبة لأهم الصعوبات التي تواجهنا في العمل فتتمثل في النقص الذي نعانيه من المعدات والكادر الطبي المتخصص وكذا القسم بحاجة إلى طبيب أسنان خاص بالنساء». ويقول: «يجري في قسم الأسنان عمل كبير مثل خلع الأسنان والتصفية والحشو والعلاج وكل هذه الحالات التي تواجهنا تحتاج إلى الإشراف الطبي من قبل الاختصاصي فلعدم وجود الكادر الطبي المختص يتم إحالتها إلى محافظة عدن، أما النقص الذي نعانيه من الأجهزة كجهاز التعقيم (أوتكليف) وجهاز التصفية الخاص بالمواد الجيرية (الترا سون) ومن ناحية الكادر الطبي فهو كادر فني يقوم بالعمل في قسم الأسنان».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى