بومهدي ووأد جمعية الموروث الشعبي

> «الأيام» أحمد المهندس:

> رحم الله أستاذنا الشاعر الرقيق أحمد بومهدي، الذي لو كان يعرف أن جمعية تنمية الموروث الشعبي- التي أسسها مع زملاء الفن والأدب المبدعين الشاعر أحمد سيف ثابت، والمثقف الفنان عصام خليدي، والصحفي والأديب نجيب مقبل، والمذيع الصحفي عبدالقادر خضر- ستنتهي بوفاته من خلال بعل ابنته الذي يعرف نفسه بهذه الصفة، وليس له في الإبداع ناقة ولا تربطه بأهله صلة و رحم، لفكر ألف مرة هو ورفاق دربه قبل أن يؤسسوا هذه الجمعية بأهدافها النبيلة في الأسلوب الأمثل لخلودها قبل الرحيل المر لصاحب الطير الأخضر سليل الأسرة الفنية المسلمية الرائدة.. الذي بفقده نعته المنصورة بكل حاراتها وبلوكاتها .

وبعدها انفض درب جمع زملاء الفن والموروث الشعبي الأصيل.. وفضلوا - احتراما لقدسية البيت الكريم الذي كان يجمعهم وصاحبه بعد وفاته - الاعتذار والاكتفاء برعاية هذا الموروث، من خلال كتاباتهم وأعمالهم الفنية والأدبية .

ولكن الصهر القادم من بيئة بعيدة عن العمل الفني والإبداعي وباسم المحافظة على تراث عمه عرض على رفاق الدرب والمؤسسين للجمعية استضافتها واستمرارها في بيته (الدورين).

وفي نفسه نيات أخرى بعيدة الأهداف، سرعان ما اتضحت معالمها وبانت بلا كشاف بعد أيام .

فقد كان يفكر في إلغاء الجمعية (الأم) لينشئ على أنقاضها منتدى أو بالأصح (مقيل) أطلق عليه اسمه (منتدى باهيصي)، ونصب نفسه شاعرا لازال في السنوات الأولى نظما ومعرفة، رغم أن جينات الشعر والأدب لم تنقل إليه من أم العيال المهدية .

فهناك فرق بين الإدارة الطبية والعسكرية وأعمالها.. والشعر والأدب وموهبته.. كما إن المنتديات الأدبية التي تعتبر مدينة عدن رائدة فيها، ونقرأ عن استضافتها لكبار الفنانين والأدباء، لها أبجدياتها وطقوسها وأهدافها، ولا يمكن لكل من أمن لضيوفه الأخضر جهيش والشراب أن يصف مقيله الخميسي بالمنتدى.. ويكرم زواره بورقة تمتلئ بها المكتبات القرطاسية .

وإن كنا بعيدين عن تلك المنتديات والمقايل مسافة، إلا أننا - بحكم العلاقة الأدبية واهتمامنا بفن وأدباء وإبداعات عدن الزهراء واليمن وصنعاء الفن بصفة عامة - قريبون مما يجري فيها والتفاعل مع أحداثها ومتاعبها وهمومها .

لذلك استغربت لذلك المقال الذي كتبه أحدهم عبر هذه الجريدة الرائد كرد أو كدفاع هزيل نشرته «الأيام» كعادتها في الديمقراطية الكتابية وإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر، واختلاف وجهات النظر الموضوعية، عن المقلد المدعو عمر باوزير، وتكريمه من قبل مقيل (باهيصي) وتصويره والزميل العزيز الصديق عبدالله باكدادة مدير عام الثقافة بعدن، ومنحه شهادة شكر من شهادات الطلاب المطبوعة.. والكلام المدفوع الذي كتب عنه والذي لا يمت للحقيقة بصلة أو قرابة .

وزعلت على الواقع المؤلم الذي يعيشه الفنان الحقيقي في عدن، الذي لم أسمع أو أقرأ أن أحد المنتديات الخاصة قد كرمه أو خزن فيه، ودار منه هدار القات.. لأن المبدع الذي يحترم إبداعه وعطاءه يعوف أن يدخل تلك المنتديات الملاكي .

رحم الله شاعرنا الراحل المقيم أحمد بومهدي، الذي يرى (حزينا من البعيد) كيف آلت إليه حال جمعيته التي أسسها وزملاء الإبداع والحرف .. وأنهاها أقرب الناس إليه، وأقام على أنقاضها شاهداً له .. رغم بعده عن الأدب صلة ورحماً.

ألم يقل الشاعر أحمد رحيم بومهدي في لقاء صحفي قبل الرحيل :

«الموت شيء طبيعي، وهذه سنة الحياة.. ولكن عندما نفقد علماً من أعلام الأدب والموسيقى، نكون في حالة أسف زائد عن اللازم، لأن الخلف لا يمكن أن يعوضه بسهولة» .

وهكذا لن يستطيع أي خلف أن يعوض السلف بومهدي .. لن يعوضنا عنك ألف خلف، وإن حمل أعلى النجوم والرتب بعد الرجوع .. فما بالك لو أساء هذا الخلف والقريب إلى تاريخك الإبداعي .

ورحلت - كما قال المحضار (حسين) - عن دنيانا، ولا معك للدريول فلس أو أردي، ولامعك للحبيبة متر بز أو وار .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى