> للأسف يحاول الإعلام الفني- أحياناً- تصنيف وتوصيف الفنانين اليمنيين بطرق تحرج مكانة الفنان نفسه، وتضعه في موقف صعب أمام قدراته المحدودة، وذلك حين تطلق الألقاب الفضفاضة والمسميات العملاقة على فنانين لم يتعد تاريخهم الفني بضع سنوات، بينما هنالك فنانون يمنيون كبار في الساحة اليمنية يتم تجاهلهم والتغاضي عنهم، وهم الذين مضى على تاريخهم الفني عشرات السنوات وقدموا أهم الأعمال والمشاريع الفنية التي مازالت موثقة في إذاعة وتلفزيون عدن، ومازالت أعمالهم خالدة حتى يومنا هذا، بل وتجاوزت شعبيتها إلى أبعد من الخليج العربي لم يقم الإعلام بالإشارة إليهم أو حتى وصفهم بالفنان القدير أو بالمطرب الكبير، بينما صغار الأمس قد أضحوا فنانين كبارا، والكبار الحقيقيون أضحوا لا صوت ولا مكانة لهم بيننا.

لا تستغربوا أعزائي المهتمين لو قلت إنني اندهشت حين أخبرتني إحدى الفنانات الواعدات أنها تلقت دعوة من الفضائية اليمنية للمشاركة في حفل فني ساهر، وأخبروها أنها سوف تشارك بمعية فنان كبير وعملاق في الساحة الفنية اليمنية، وحين سألتها من يكون هذا الفنان ذكرت لي (خلوها سر) لأن ذلك الفنان الكبير (الكبير جدا) في نظر البعض!! حين ذهب يشارك إلى جانب زميله الفنان المتألق (مهضوم) في الساحة بدولة خليجية لم يتوان أن يقدمه المذيع الخليجي بالفنان الهاوي، بينما زميله الآخر قدمه بالفنان المتألق الذي ظل يصفق له الجمهور الخليجي وقتاً طويلاً.

لهذا نقول يا جماعة سموا الأسماء بمسمياتها، ولا تنسوا أنكم تتجاهلون حقوق ومكانة فنانين كبار ومبدعين كثار بدأوا مسيرتهم الفنية قبل عقود من الزمن، وغنوا بكل ألوان الغناء اليمني، وقدموا للفن الغالي والنفيس.

ومازالت أعمالهم وإبداعاتهم أكبر من أن تذكر، وليس الكبير إلا الله سبحانه وتعالى، والإنسان الأكبر منا ومنكم سناً وقدرا وعطاء ولا داعي للتوضيح أكثر.