روح التقبل

> «الأيام» حسين أحمد السعدي:

> لا تصلح أي مسؤولية في الحكم، ولا تستمر ما لم تكن هناك (روح التقبل)، ومعنى ذلك أنني لو كنت في موضع المسؤولية، ورأيت أنني قد أخطأت وتجاوزت في بعض الأمور التي تخص العامة، وكان لي من يعينني على الاستمرار في هذه الأخطاء من أجل مصلحته ومآرب أخرى له، وكان في الجانب الآخر من العامة من يقدم لي النصح والإرشاد كالصحف من خلال ما تنشره من مقالات صادقة وواضحة التي تعبر عن روح المسؤولية والإخلاص المتفاني في حب الوطن والنصح الصادق لأجلي ولأجل من أخدمهم، لفضلت وبدون أي تردد أن ألجأ إلى الناصحين الصادقين الذين يريدون لي الخير والذين لا يحبونني إلا في الله، تركت مشورة المنافقين والمخادعين الذين يلهثون وراء مصالحهم، لأن ذلك سيجنيني الكثير من الخسائر الفادحة التي ستلحق بي وبالناس الذين أتحفوني لخدمتهم.

أقول لمن هم في موقع القرار والمسؤولية، عليكم بالناصحين الصادقين والاستماع إليهم، كما أن عليكم أن تجتنبوا أصحاب الكلام المعسل الذين يفرشون الأرض وردا، ومقصدهم أخذ مطلبهم ومصلحتهم، وحده الشاعر حين قال على الصديق اللئيم: يعطيك من طرف اللسان حلاوة

ويروغ منك كما يروغ الثعلب

إن روح التقبل في المسؤولية لابد أن توجد من خلال أخذ آراء الناس والعمل بها، مهم لمصلحة الجميع، لكن التكبر والتطاول من المسؤولين على من يقول الحق ويريد النصح يوقعهم في ما لا تحمد عقباه وبعدها لا ينفع الندم .

في سطوري هذه أدعو السلطة بالإفراج عن المعتقلين المسجونين على ذمة الحراك الجنوبي الذين أبدوا آراءهم وأفكارهم ونصائحهم، وقوبلت بالرفض والنكران ومن ثم الزج بهم في غياهب السجون، فكيف يحصل هذا والرأي والرأي الآخر من قيم الديمقراطية التي تنادي السلطة وتدعي تمسكها بالخيار الديمقراطي ليل نهار؟! .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى