فضلا لاتشاهد الأخبار العربية

> «الأيام» حسين ناصر القميشي:

> هل هي خطة مدروسة للكبت وتحطيم أي مشاعل أمل أو بصيص نور، يتلألأ في الأفق الإسلامي والعربي المظلم ليستفحل ويتحول إلى ظلام دامس عندما تطالعنا افتتاحيات نشرات الأخبار بكلمة لم يعد لها ذلك الوقع في نفوس الكثير لتكرار سماعها؟.

قتل: يستهل بها المذيع مع ابتسامة توحي بعدم أثر تلك الكلمة في مشاعره.

قتل... تلقيها امرأة لا ينبغي لها أن تقرأ عن القتل أو أحوال الطقس لشدة الحر والبرد، بل دورها المناسب تربية الأبناء والعمل بعيدا عن أعين الرجال.

قتل.. لم تعد القنوات بحاجة إلى نقل حي فتعرض من أرشيفها أحداثا مماثلة في نفس البلد، فقط تبين ذلك عبر شريط أسفل الشاشة بأن الصور من الأرشيف.

قتل.. تنساب مع المذيع والمذيعة وكأنهما يصفان إصابة شخص بنزلة برد أو إغماءة بسيطة، وإشارة إلى المشاهدين في المحيط الإسلامي والعربي بأن دورك قادم لقتلة قادمين فتهيأ.

قتل.. يسمعها الطفل المليء بالآمال والطموح، ومع كل نشرة أخبار يتقلص الطموح إلى أن يصل به الأمر إلى التفكير فقط في العودة سالما من المدرسة.

قتل.. اليوم تسمعها الزوجة فتظهر نتائجها على زينتها وعلاقتها الأسرية، وتتبدل ملامح الترحيب والبشاشة في مقابلة الزوج والأبناء، فتنشأ حالة هلع، تصيبها بمجرد خروج أبنائها من البيت وخوف من بقائهم في البيت ورعب من مستقبل ينتظرهم فيه نشوة أخبار يتصدرون إطلالتها..

وفي المقابل:

قتل.. كلب في باريس ونيويورك أو برلين أو مدريد أوطوكيو ترى الصحف تنشر الحدث وتقرب صدر الحادث من الناس لحظة بلحظة، وبعض الصحف العربية تتبنى الحدث، وكأن القتيل قريب رئيس التحرير أو زعيم عربي.

ويختمها المذيع بأخبار الفن العالمي والرياضة العالمية والعلم والتقنية والاستمتاع بالأجواء في بلاد (العم سام)، واحتفالاتهم حسب الأجواء سواء صيفا أو شتاء، ويتخير في عرض الصور المرتبة والمناظر الخلابة والوجوه النضرة التي تملؤها الابتسامات.

ويتمنى المذيع للمشاهد العربي أنه استمتع بمشاهدة الأخبار، ولايدري أنه أماته مائة مرة قهرا وسقاه مرا.

سؤال مؤرق هل نشرات الأخبار في بلاد العالم مليئة بالدماء كما هي عندنا؟

قتل.. فجر انتحاري.. غرقت سفينة، تصادم قطار.. انفجار قنبلة يدوية في سوق شعبي.. لا تخلو عن النشرة الأخبارية ولو ليوم واحد..

ألا يكفينا سماعها من المذياع؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى