السعودية: المضاربون وراء ارتفاع أسعار النفط والمعروض كاف.. الشركات النفطية: مسئولية المضاربين «أسطورة»

> مدريد «الأيام» فابيان زامورا:

>
من اليمين توني هيورد و يروين فن در فير و علي بن إبراهيم النعيمي
من اليمين توني هيورد و يروين فن در فير و علي بن إبراهيم النعيمي
قال وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس إن السعودية مستعدة لضخ أي كميات من النفط يحتاجها زبائنها لكن المعروض كاف الآن.

وتعهدت الرياض بالفعل بضخ 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو تموز ليصل مجمل الزيادة الإنتاجية منذ مايو أيار إلى 550 ألف برميل يوميا.

وأبلغ النعيمي رويترز «المعروض كاف.. السعر مرفوع للعديد من الأسباب.. معظمها المضاربة». وكان يتحدث في يوم شهد ارتفاع النفط إلى مستوى قياسي جديد فوق 143 دولارا للبرميل متأثرا بمخاوف السوق من نشوب صراع بين إسرائيل وإيران بشأن برنامج طهران النووي.

وسئل إن كانت الرياض مستعدة لزيادة المعروض فأجاب قائلا «قلت ذلك مرارا وتكرارا.. عقدنا للتو مؤتمرا كبيرا في جدة، قلنا أيا كان ما يحتاجه زبائننا فسوف نقدمه».

وعلى النقيض من الدول المنتجة أيد رؤساء كبرى الشركات النفطية العالمية المجتمعون أمس في مدريد موقف الدول المستهلكة بإعلانهم أن المضاربة ليست السبب الرئيسي لارتفاع أسعار النفط، خلافا لما تؤكده الدول المنتجة.

وقد تجاوز سعر برميل النفط أمس في لندن ونيويورك عتبة الـ 143 دولارا، ليسجل على التوالي سعرين قياسيين، هما 143.53 دولارا و 143.67 دولارا.

وقال رئيس المجموعة الإنكليزية الهولندية (رويال دوتش شل) يروين فن در فير في اليوم الأول لمؤتمر النفط التاسع عشر «لا أعتقد أنه بإمكاننا أن نتهم المضاربين».

من جهته، وصف رئيس مجموعة (بريتيش بتروليوم) النفطية البريطانية توني هيورد مسئولية المضاربين بأنها «أسطورة».

وبذلك تنضم كبرى الشركات النفطية إلى فريق الدول المستهلكة في الجدل الذي تخوضه في وجه الدول المنتجة.

وفي اجتماع جدة الذي نظمته السعودية في 22 يونيو للبحث عن حلول لارتفاع الاسعار، برز هذا التباين في وجهات النظر إلى العلن.

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله الذي تعد بلاده المصدر الأول للذهب الأسود في العالم، ندد بالمضاربين الذين يتسببون برأيه في اضطراب السوق لخدمة مصالحهم الذاتية. بينما رأى وزير الطاقة الأميركي صمويل بودمان أن «رأس المال (يتبع) صعود سوق النفط، وليس هو الذي يقوده».

وقال توني هيورد أمس «إن زيادة الأسعار ليست مرتبطة بالمضاربات».

وأسهب رئيس المجموعة الإسبانية الأرجنتينية (ريبسول واي بي إف) أنطوني بروفو في هذا المعنى، مؤكدا «أن الأسواق المالية تبحث قبل أي شيء عن الفرص».

ويرى رؤساء هذه الشركات النفطية المتواجدة جميعها في بلدان مستهلكة، أن ارتفاع الأسعار يفسر قبل أي شيء بانطلاق غير مسبوق للطلب لاسيما لدى العملاقين الناشئين الصين والهند، الذي قلص الفارق بين العرض والطلب.

واعتبر ييروين فن در فير أن ارتفاع الأسعار له جذور «نفسية» مرتبطة «بتوقعات توترات بين العرض والطلب في المستقبل».

لكن «لا يوجد حاليا نقص»، كما أكد.

ونفى رؤساء هذه الشركات فكرة أن ارتفاع الأسعار له أسباب جيولوجية مرتبطة بنفاد المصادر، لكنه أقر في الوقت نفسه بأن حقبة «النفط السهل ولت».

وقال هيورد «إن المشكلات تقع فوق الأرض وليس تحتها»، مضيفا أن «العالم يملك أربعين عاما من الاحتياطي المؤكد من النفط وستين عاما من الغاز الطبيعي و130 أعوام من الفحم».

ودعا رؤساء الشركات الذين يرون أن الحل يمر عبر استثمارات مكثفة، الحكومات إلى تخفيف الضغط الضريبي عن العائدات النفطية للسماح لها بالقيام بهذا الإنفاق.

وقال هيورد «إن ضرائب مرتفعة تعني مالا أقل للاستثمار في عمليات إنتاج جديدة».كما دق المشاركون في المؤتمر ناقوس الخطر بالنسبة لنقص الموظفين من أصحاب الكفاءات في الصناعة النفطية.

وقال مدير التنقيب والإنتاج النفطي في مجموعة (توتال الفرنسية) جان ماري ماسيه بأسف إن «عالم الجيولوجيا قد لايجذب مثل التاجر».

أ.ف.ب/ رويترز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى