الحلقة الثانية الأولمبياد الاغريقي قيم وعبر لا تموت

> «الأيام الرياضي»عن«الجزيرة نت»:

>
أضواء على الحركة الأولمبية الدولية ..تجمع الألعاب الأولمبية بشقيها الشتوي والصيفي, العالم مرة كل أربعة أعوام تحت راية السلام واحترام الروح الأولمبية, تشرف عليها اللجنة الاولمبية الدولية بالتعاون مع اللجنة الاولمبية المحلية للدولة المنظمة للحدث, التي دائماً ما تنشئ لجنة منظمة خاصة كي تبقى على اتصال دائم مع اللجنة الأولمبية الدولية, وتحكم العلاقة بين الطرفين الشريعة الأولمبية, التي هي الدستور والمرجع الأولمبي الأعلى وفيها تتحدد كل السياسات التي على الدولة المستضيفة أن تنتهجها.

اللجنة الأولمبية الدولية

تضم اللجنة الأولمبية الدولية المؤسسة في العام 1894 والموجودة في لوزان بسويسرا, 205 لجان أولمبية وطنية, تتمتع, أي اللجنة الدولية, بسيادة مستقلة, تنعقد مرة كل عام ولا تعلو سلطتها سلطة, ومن الممكن أن تنعقد استثنائياً بدعوات خاصة من الرئيس, أو ثلث أعضاء اللجنة, ومن أبرز مهامها الإشراف على تنظيم الأولمبياد الصيفي والأولمبياد الشتوي كل أربعة أعوام, كانا فيما مضى متزامنين إلى أن عدلت القوانين في العام 1992 فبات الفارق الزمني سنتين, وإجراء تعديلات على بنود ومواد في الشريعة الأولمبية, وانتخاب رئيس وأعضاء المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية, اختيار المدن التي ستستضيف الألعاب الأولمبية.

يتم انتخاب رئيس اللجنة لولاية تمتد لثمانية أعوام, باقتراع سري من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية, ويتم تجديد الولاية لمرة واحدة ولأربعة أعوام فقط,وهو قانون يسري حالياً, وعلى هذا ستكون الانتخابات المقبلة في العام 2009, ويقوم الرئيس بترؤس جميع النشاطات, وقد تعاقب حتى الآن على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية منذ العام 1894, ثمانية رؤساء, هم اليوناني ديمتريوس فاكيلاس (1896-1894), والفرنسي بيار دو كوبرتان, (1925-1896), والبلجيكي هنري دي باييه لاتور (1942-1925), والسويدي سيفريد ادستروم (1952-1946), والأميركي أفري برونداج (1972-1952), والانجليزي لورد كيلانين (1980-1972), والإسباني خوان أنطونيو سامارانش (2001-1980) وهو يحمل رئاسة شرفية مدى الحياة, والبلجيكي جاك روغ (2001...).

وفيما يخص المجلس التنفيذي, المؤسس في العام 1921, فهو يضم رئيساً وأربعة رؤساء سابقين للمجلس, وعشرة أعضاء, يتم انتخابهم في الاجتماع السنوي للجنة الدولية باقتراع سري, ولمدة أربع سنوات, ومن أبرز مهامه السهر على تطبيق الشريعة الأولمبية والإشراف على السياسة العامة المالية للجنة الأولمبية الدولية وإدارة أعمالها, وتقديم اقتراحات للجنة الدولية لتعديل القوانين, والتصديق على مقررات التعديلات الداخلية المتعلقة بالقوانين أو بالشريعة الصادرة عن اللجنة الأولمبية ووضع روزنامة أعمال الاجتماع السنوي للجنة الاولمبية الدولية.

وتضم اللجنة الأولمبية الدولية 115 عضواً حالياً, علماً أن أول لجنة كان أعضاؤها 14 عضواً فقط, ويلاحظ أن عدد الاعضاء يتغير دوماً وفقاً لتعديل القوانين, إذا وبناء على تعديل جرى العام 1999, يمكن أن يصل عدد الاعضاء إلى 130 عضواً, يتم انتخاب أي وافد جديد من الأعضاء الحاليين, ولا يجوز أن تتمثل الدولة الواحدة بأكثر من عضو, إلا أن هنالك بعض الاستثناءات, على سبيل الذكر أحقية أي دولة سبق وأن استضافت الالعاب الأولمبية بممثل آخر, لذا نرى بعض الدول تتمتع بأكثر من ممثل وأحياناً ثلاثة أو أربعة.

ويعتبر عضو اللجنة الأولمبية الدولية ممثلاً للجنة في بلاده, وعليه أن يلتزم بعدد من القوانين, وألا يخرقها أبداً, وهو مسؤول أمام اللجنة الأولمبية الدولية, ومن أبرز المهام التي يضطلع بها:

< تطوير الحركة الأولمبية في بلده من جميع جوانبها.

< الامتثال لأي طلب أو مهمة يوكل بها من اللجنة الأولمبية الدولية, مثل تمثيل اللجنة, على الصعيد المحلي أو الدولي.

< حضور الاجتماع السنوي للجنة الأولمبية الدولية, والمشاركة الفعالة في أعمال اللجنة.

< السهر على متابعة البرامج التي تقررها اللجنة الاولمبية الدولية في بلده.

الرموز الأولمبية

كان البارون كوبرتان دائماً بطروحاته التدويلية سباقاً دائماً وخلاقاً, فأتت جميع الرموز الأولمبية المختلفة مستمدة من أفكاره وطروحاته, مثل العلم الأولمبي الذي صممه كوبرتان العام 1913, وصدق عليه في العام 1914, وأول اعتماد رسمي له كان في دورة أنتوريب بلجيكا 1920, وهو عبارة عن راية ذي أرضية بيضاء مرسوم بداخلها خمس دوائر ملونة متداخلة, بشكل ثلاثي لأعلى وإثنتين لأسفل, كل منها تمثل قارة من القارات المأهولة وترمز إلى التآخي بين قارات العالم, والألوان هي اللون الأزرق ويرمز لقارة أوروبا، واللون الأسود ويرمز لقارة أفريقيا، واللون الأحمر ويرمز لأميركا (اعتبرت قارة واحدة), أما المستوى الثاني، فالحلقة ذات اللون الأصفر ترمز لقارة آسيا، والحلقة الثانية لونها أخضر وترمز لقارة استراليا.

أما الشعار الأولمبي أو العقيدة, فكان حاضراً بشكل غير رسمي منذ الدورة الأولى 1896, وهو «أسرع - أعلى - أقوى» وهو يعبر عن تطلعات الرياضي نحو أداء جيد, وتعود فكرته لكوبرتان الذي أخذه من صديقه الراهب الدومينيكاني هنري ديدون الشغوف بألعاب القوى, وقد دخل رسمياً منذ دورة باريس 1924,وهنالك شعارات أخرى تدخل في الروح الأولمبية, وغير رسمية مثل الذي قاله أسقف بنسيلفينيا على هامش الألعاب الرابعة في لندن العام 1908:«ليس المهم أن تربح بل أن تشارك» , وقد أثر هذا الكلام في كوبرتان واعتبره فكرة فلسفية عظيمة, واستلهم منه «أهم شيء في الحياة ليس النصر, بل الكفاح, الهدف الأساسي ليس أن تربح, المهم أن تقاتل جيداً».

وفي العام 1968 في دورة جينوبيل الشتوية في فرنسا اعتمدت لأول مرة التعويذة الأولمبية, وهي عبارة عن رسم في الغالب لحيوان له دلالات متعلقة بتراث البلد المستضيف, وأشهرها كان شعار أولمبياد موسكو, الدب «ميشا» الذي لاقى رواجاً كبيراً استثمر تجارياً فيما بعد, كما تشهد الدورات الأولمبية عزف ما يعرف بالنشيد الأولمبي, افتتاحاً وختاماً, وقد اعتمد منذ الدورة الأولى 1896 في اليونان, وسرى هذا النشيد على سائر الدورات حتى أولمبياد 1960 في روما حين شرعت كل دولة مستضيفة منذ ذلك الحين في وضع نشيد خاص لدورتها.

وتبرز الشعلة الاولمبية كواحدة من أبرز الرموز الأولمبية, وهي كانت معتمدة في الأولمبياد الإغريقي القديم, وبعثت من جديد بدءاً من أولمبياد أمستردام 1928, في حين أن فكرة المداورة فيها قبل انطلاق البطولة, من بلد وصولاً إلى البلد المستضيف, أطلقت للمرة الأولى في دورة برلين الأولمبية العام 1936, ويعود الفضل لرئيس اللجنة المنظمة وقتها كارل ديام, وتعبر الشعلة في مسارها قبل الأولمبياد أراض كثيرة انطلاقاً من أولمبياد اليونان ويقوم العديد من العدائين بتبادل حمل الشعلة, حتى تصل إلى الصرح الأولمبي مستضيف الحدث, وذلك على مدار أشهر.

وشأن الألعاب القديمة يجب على الرياضي المشارك في الألعاب الأولمبية أن يذعن ويحترم بعض القوانين المتفق عليها أولمبياً, وهي:

< احترام روح اللعب النزيه والابتعاد عن العنف والتصرف على أساس ذلك في الملاعب.

< الامتناع عن استخدام مواد أو اللجوء لأساليب تحرمها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للرياضة, واللجان الأولمبية الوطنية.

< الاحترام والإذعان لأوجه الحركة الأولمبية المناهضة للمنشطات.

< أي مشارك في الألعاب الأولمبية يجب أن يكون تحت إشراف اللجنة الأولمبية الوطنية لبلاده, والتي يشارك عبرها في المهرجان العالمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى