أقصوصة.. إعلان

> «الأيام» أحمد السعيد:

> إهداء إلى الشاعر الشاب مازن فؤاد توفيق ..بعد سنوات طويلة من التعطل عن العمل ومتابعة إعلانات الوظائف في الصحف.. وجدت الوظيفة المناسبة، من خلال الإعلان التالي في صحيفة المدينة الرسمية: مطلوب عامل نظافة في شركة محترمة شريطة:

- أن يكون حاصلا على شهادة الثانوية العامة أو ما فوقها.

- أن يكون على دراية باستخدام الكمبيوتر والاتصال بالإنترنت وبمستوى عالٍ.

- أن يجيد على الأقل لغتين أجنبيتين كتابة ونطقا.

- أن لايقل عمره عن خمسة وثلاثين عاما.

لملمت أوراقي ودلفت باب الشركة.. سألت موظف الاستعلامات:

- لوسمحت أنا أجيت منشان الوظيفة المعلن عنها.. بالنسبة للإجراءات كيف باتكون؟.

رد الموظف ببرود:

- المدير غير موجود.. وبما أنه رئيس اللجنة فالاجتماع للاختيار قد تأجل إلى يوم الإثنين القادم.. بإمكانك مراجعتنا في هذا اليوم

- شكرا.

وقفلت راجعا إلى منزلي. وفي اليوم الموعود صحوت مبكرا وأصلحت هندامي، وذهبت إلى الشركة.. وقابلت موظف الاستعلامات.

- السلام عليكم.. إن شاء الله تكون تذكرتنا

- أيوه.. أيوه.. بس أنته تأخرت.. وقد تم توظيف اثنين.

- خسارة!.

عدت إلى بيتي حاملا الحسرة والألم وكومة من الصحف الصادرة في نفس اليوم.. فتشت فيها ووقعت على الإعلان الآتي: مطلوب عامل مصعد (أسانسير) شريطة:

- أن لايقل عمره عن خمسة وثلاثين عاما.

- أن يكون حاصلا على شهادة الثانوية العامة على الأقل.

- أن يكون حسن المظهر والهندام.

- أن لايزيد طوله عن متر وستين سنتيمترا.

- أن يجيد اللغة الإيطالية نطقا وكتابة.

في اليوم التالي صحوت مبكرا، ولملمت أوراقي، وحملتها معي.. وعند دخولي الشركة قابلني موظف الاستعلامات.. بادرته قائلا:

- السلام عليكم.. أنا أجيت منشان الوظيفة

أجابني محييا:

- أهلا وسهلا.. اعتبر الشركة شركتك.. دقائق ويكون الأخ المدير في استقبالك!.

حمدت الله وشكرته في سري.. أخيرا وجدت الوظيفة.. انتظرت قليلا.. ثم دخلت غرفة المدير، وكان استقباله لي في غاية اللطف واللياقة عند دخولي نهض من كرسيه، وحياني بوجه بشوش:

- أهلا.. أهلا.. أكيد أنته المتقدم للوظيفة.. تفضل.. تفضل أجلس!.

وبعد أن اتخذت لنفسي مقعدا قال المدير المحترم:

- شكرا لك ياعزيزي على استجابتك لنا.. بس في حاجة نفسي أقولك عليها.. نحن ما نزلناش في الإعلان أنه مطلوب ضمانة من تاجر يكون مسدد اشتراكه في الغرفة التجارية.. تقدر تجيب هذه الضمانة.

أجبت بيأس:

- والله.. باحاول.

ثم أخذت نفسي وعدت إلى بيتي.. وبعد أيام عدت إلى التفتيش في الصحف، ووجدت الإعلان الآتي: مطلوب موظف مبيعات في شركة محترمة شريطة:

- أن يكون حاصلا على الثانوية العامة.

- أن لايقل عمره عن الثلاثين عاما.

- أن يكون لديه خبرة لاتقل عن خمس سنوات في نفس المجال.

- أن يجيد ثلاث لغات على الأقل، بينها الصينية.

- أن يضع ضمانا قدره ثلاثة آلاف دولار.

قررت إشغال وقت فراغي بالذهاب إلى الشركة، والتقدم بطلب الوظيفة.. دلفت باب الشركة وقدمت أوراقي، إلا أنها رفضت لعدم إجادتي الصينية وافتقاري لمبلغ الضمان.

في اليوم التالي.. نهضت من نومي مبكرا واتجهت إلى مبنى الصحيفة، قابلت مدير الإعلانات، وعرضت عليه نشر الإعلان الآتي بعد أن قمت بتسديد الرسوم المطلوبة: مطلوب شركة أو مؤسسة صناعية محترمة لموظف محترم، شريطة:

- أن تكون مسهمة إسهاما مباشرا في التنمية الاقتصادية والنهضة الصناعية في البلد.

- أن تكون كل تعاملاتها باللغة العربية.

- أن يكون لها مدير واحد فقط.

- أن تكون مسددة لكل الإقساط الضريبية.

- أن تكون حاصلة على شهادة الإيزو (ISO) من المصدر.

عدن الحبيبة

12 مارس 2008.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى