"الطنانات" الأمريكية الفتاكة تثير الفزع في باكستان

> وانا «الأيام» حافظ وزير :

>
كثفت الطائرات الأمريكية بدون طيار المسلحة بصواريخ دورياتها فوق القرى البشتونية على الحدود الافغانية الباكستانية في إطار مطاردتها لمقاتلي حركة طالبان والقاعدة فيما يثير الأعصاب تحتها على الأرض.

ويصف القرويون من عرقية البشتون الذين يعيشون في منطقة الحدود تلك الطائرات "بالطنانات" وتزايد استخدام تلك الطائرات لتذهب النوم من أعينهم في بعض الليالي وتنثر الموت من حين لآخر.

وقال شير شاه المسؤول الحكومي ببلدة وانا في منطقة وزيرستان الجنوبية وهي معقل للمتشددين في شمال غرب باكستان "سئمنا تلك الطائرات بدون طيار. إنها تصيبنا بالجنون."

"إنها تطير على ارتفاع منخفض للغاية في الليل لدرجة أننا لا يمكننا النوم."

وتستطيع هذه الطائرات حمل صاروخين مضادين للدبابات من طراز هيل فاير ويمكنها مواصلة الطيران لمدة 24 ساعة حيث تزود المخابرات المركزية الأمريكية بمعلومات ثمينة تنقلها مباشرة من خلال كاميرات متطورة مزودة بها.

وشنت تلك الطائرات عدة هجمات هذا العام في شمال غرب باكستان قتلت خلالها عشرات الأشخاص يشتبه في كونهم من المتشددين.

وفي بعض الأحيان يتمكن القرويون من رصد الطائرات بدون طيار كبقعة صغيرة في السماء بل وحتى يطلقون عليها نيران بنادقهم. وفي أحيان أخرى تكون على ارتفاع لا يسمح برؤيتها لكنهم يعلمون بوجودها من الطنين المميز والمتواصل الذي تصدره محركاتها الموجودة في مؤخرة الطائرات.

ويقول قرويون إن صوت الطنين عادة ما يكون أعلى في الليل حيث تطير تلك الطائرات على ارتفاعات منخفضة في الظلام.

وقال سكان بمنطقة باجاور وهي معقل آخر للمتشددين على الحدود الأفغانية إلى الشمال الشرقي من وزيرستان إن طائرات بدون طيار حلقت في أجواء المنطقة طوال الليلة الماضية.

وقال جبار شاه الذي يسكن قرية عناية كالاي التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود "السماء ليست آمنة.. الأرض ليست آمنة.. إلى أين ينبغي أن نذهب؟."

وأضاف "لا نعلم متى ومن ستضرب. إنه أمر مقلق جدا."

وأصبح الحزام القبلي الباكستاني الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ملاذا لمقاتلي القاعدة وحركة طالبان الذين فروا من أفغانستان بعدما أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بالحركة من السلطة في عام 2001. ويعتقد أن أسامة بن لادن زعيم القاعدة مختبيء بمنطقة الحدود الجبلية.

ويلوذ مقاتلو طالبان الذين يحاربون القوات الغربية في افغانستان بالمنطقة أيضا وقالت وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي إن ملاذات المتمردين في باكستان هي أكبر تهديد لأمن أفغانستان.

وتقول باكستان المتحالفة مع الولايات المتحدة إنها تبذل قصارى جهدها لوقف الهجمات على افغانستان وتطهير المنطقة من القاعدة. وقتل مئات من الجنود الباكستانيين في معارك مع المتشددين.

وعلى الرغم من ذلك يقول محللون إن نشاط الطائرات بدون طيار الذي لا تسمح به باكستان رسميا مؤشر على تنامي خيبة أمل الولايات المتحدة إزاء عدم قدرة باكستان على التصدي للمتشددين.

واقترح بعض السياسيين الأمريكيين بينهم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة باراك اوباما قيام الولايات المتحدة بمهاجمة القاعدة داخل باكستان حتى بدون موافقة اسلام اباد.

واستبعدت باكستان التي تحاول التفاوض للتوصل إلى اتفاق سلام مع المتشددين السماح بتواجد قوات أجنبية على أراضيها.

وأفادت صحيفة (نيوز) الباكستانية أمس الجمعة أن هناك حشدا للقوات الأمريكية على الحدود في شرق افغانستان.

لكن محمود شاه وهو مسؤول امني كبير متقاعد قال إنه سيكون من غير المنطقي أن تفتح الولايات المتحدة جبهة جديدة بشن هجوم عبر الحدود بقوات برية.

وفي الوقت الحالي على الأقل يبدو كما لو أن الولايات المتحدة ستعتمد على طائراتها بدون طيار وستظل مشاعر الخوف تنتاب سكان المنطقة.

وقال مالك خاردين وهو زعيم قبلي في وانا إنه لم يعد يسمح لعدد كبير من السيارات بالانتظار خارج منزله ولم يعد يسمح لضيوف بالبقاء طويلا خشية رصد الطائرات بدون طيار لذلك.

وأضاف "نخشى من احتمال تعرضنا لضربات للاشتباه في كوننا من القاعدة."

(شارك في التغطية حاج مجتبى في وزيرستان الشمالية وصاحب زادة بهاء الدين في باجاور) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى